بحث الرئيس امين الجميل، في اجتماع عقده في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، شؤون لبنان والمنطقة .
وتناول البحث الذي حضره مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة السفير نواف سلام، ملفات الشغور الرئاسي والإشكالات التي تشهدها الحدود الشرقية للبنان مع سوريا، بالاضافة الى ملف اللاجئين السوريين .
وساد الاجتماع تفاهم على ان الشغور الرئاسي يلحق اضرارا وجودية بالمؤسسات الدستورية والادارية والاقتصادية والاجتماعية، بفعل الجمود والتعطيل على كل الصعد، مما يثير المخاوف من تداعيات لا يمكن تداركها .
وأكد الجميل ان “الاستحقاق الرئاسي في لبنان اخذ بعدا خارجيا، وبات اكثر فأكثر اسير المعطيات الاقليمية. ومن هنا اصبح من الضروري تأمين توافق اقليمي ودولي يسمح للقرار الداخلي بالعبور الى انتخاب رئيس للبلاد، في ضوء المسؤولية التي يتحملها اللبنانيون المعنيون بالاستحقاق، من دون إغفال الضغوط التي تمارسها أكثر من جهة سلبا او ايجابا، والمبادرات القادرة على إحداث اختراق ولو محدود في جدار الازمة”.
وفي موضوع الحدود اللبنانية – السورية استعرض الرئيس الجميل مع بان انتشار تنظيم “داعش” في سوريا والعراق، وتوقف عند “الضغط الذي يتعرض له لبنان بسبب العدد الكبير من اللاجئين السوريين الذين بات استيعابهم يشكل مادة اختبار صعبة”.
وحذر من “بلوغ الوضع خطر تجاوز قدرة الجيش اللبناني الذي يتولى مسؤولية حفظ الأمن على كامل الأراضي اللبنانية، وهو منتشر في كل المناطق التي تعتبر خاصرة رخوة للأمن، مما يستوجب ازالة الاسباب التي تراكم إنهاك الجيش، وبالتالي إراحة المؤسسة العسكرية من خلال اعتبار مسؤولية ضمان امن الحدود اللبنانية مسؤولية دولية بفعل الأخطار المتأتية من خارج الحدود”، كمااعتبر ان “الجهد البريطاني المتمثل باقامة ابراج مراقبة على الحدود أمر جيد لكنه غير كاف، ويجب تطويره من خلال الاستعانة بالقرار الدولي 1701 الذي يسمح بتوسيع رقعة عمل قوات اليونيفيل، لافتا الى أهمية وضع تصور اقليمي مشترك بشأن مشكلة الحدود” .
وخص الاجتماع ازمة اللاجئين السوريين بنقاش مستفيض كونها تحمل مؤشرات كارثية ليس بالنسبة للبنان فقط، بل بدأت تهدد دول الاتحاد الاوروبي والعالم، وأكد الجميل أن لبنان “لم يعد قادرا على تحمل هذه الأزمة وتداعياتها على امنه، واقتصاده، ونسيجه الاجتماعي”، مستغربا صمت المجتمع الدولي، كاشفا أرقام تدل على البعد الكارثي لمشكلة اللجوء التي ترتفع نسبتها في لبنان الى 250 لاجئا مقابل كل 1000 لبناني، في حين لا تتعدى في تركيا 20 لاجئا لكل 1000 مواطن.
يشار الى ان الجميل كان التقى ايضا مساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان، في حضور السفير سلام، ونوقشت أيضا شؤون لبنان والمنطقة.