كتبت ثريا شاهين في صحيفة “المستقبل”:
لاحظت مصادر ديبلوماسية أنّ الدول الكبرى لجأت خلال الأيام الأخيرة إلى الطلب من اللبنانيين بواسطة النواب، انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب وقت، وفي مقدمة هذه الدول الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا الاتحادية.
وتكشف المصادر أن ليس هناك من مبادرة دولية في مجال التفاهم حول رئيس إنّما المواقف الدولية تأتي بعدما وجدت الدول أن الوضع الداخلي الشعبي واحتجاجاته حول الأمور الحياتية غير محمول، وأن هذه الحكومة لا يمكن أن تستمر بهذه الطريقة، وأن أوضاع البلد باتت سيئة، وأن الحكومة لم يعد باستطاعتها اتخاذ قرارات، وأن كل شيء تتم عرقلته، وأن هناك نوعاً من “بلوكاج سياسي”، والناس كل يوم في الشارع، من هنا ضرورة انتخاب رئيس فوراً.
الدول ترى، وفقاً للمصادر، أن هناك ايجابيات في أن اللبنانيين باتوا يتحدثون في مواضيع خارج الانقسام السياسي والطائفي، لكن في الوقت نفسه إن وضع البلد لا يمكن تحمله. في مصر، مع الفارق الكبير بين الوضع اللبناني والمصري عندما بدأ الناس يتحركون وينزلون إلى الشارع قبل بدء الثورة الأولى التي أطاحت الرئيس حسني مبارك، بدأ الناس هناك ينزلون قبل ذلك الى الشارع، من أجل كل قضية، الى أن نزلوا الى ميدان التحرير عندما أطيح بمبارك.
الوضع اللبناني، بحسب ما تنقل المصادر عن مسؤولين في هذه الدول، يغلي، لذلك من الممكن من الآن وحتى نهاية أيلول، وفي ضوء الحركة الدولية الديبلوماسية التي سيكرسها التحضير للمجموعة الدولية لدعم لبنان والتي ستنعقد في 30 أيلول، على هامش أعمال افتتاح الدورة الـ70 للأمم المتحدة في نيويورك، قد تحصل دينامية معينة تؤدي الى مبادرة تتخذ شكلاً مختلفاً عن المبادرات السابقة، من أجل المساعدة على انتخاب رئيس للجمهورية. حتى الآن كل التحضيرات للمؤتمر لا تشير الى مبادرة محددة. لكن وجود رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في نيويورك، واللقاءات التي سيعقدها مع المسؤولين الدوليين، ومؤتمر مجموعة الدعم، قد تؤدي الى تلك الدينامية. من المهم أن يضغط لبنان في اتجاه فصل ملفه عن ملفات المنطقة، فهل يتم التفكير دولياً بشكل آخر في مبادرة جديدة حول لبنان؟
فرنسا، والممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن الاستراتيجي في الاتحاد الأوروبي، فردريكا موغريني بحثتا مع إيران في الملف الرئاسي، لكن إيران لا تزال على موقفها الذي لم يتغير لا قبل الاتفاق النووي ولا بعده. حتى الآن لا تريد إيران فصل الموضوع اللبناني عن السوري، ولا عن كامل ملفات المنطقة.
الوضع اللبناني استدعى من ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في بيروت سيغريد كاغ إجراء لقاءات مع المسؤولين الكبار في الاتحاد الأوروبي في بروكسل، حيث شرحت الوضع اللبناني، ووضع المؤسسات، وضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، لأن عدم وجوده يؤدي الى عدم القدرة على اتخاذ القرارات وتلبية طلبات المواطنين، وعدم النجاح في الجهود المبذولة في هذا الإطار. وحضت الاتحاد الأوروبي على تقديم المساعدة، بسبب الحاجات الكبيرة والأزمات المتنوعة، لا سيما أزمة اللاجئين السوريين.
مصادر وزارية تشير الى أن الدول وجدت أن الوضع غير محمول، وأن الحكومة تلقى الدعم الخارجي الكامل، لكن حتى الآن لا أفق بالنسبة الى انعقاد جلسة لمجلس الوزراء في القريب. في الأسبوع الطالع عيد الأضحى، والذي يليه سيكون سلام في نيويورك، والأرجح ستنعقد حين عودته.
في لبنان من الصعب فرض أي خطة للنفايات عبر الجيش اللبناني، هناك مَن يسأل لماذا تبقى حكومة غير قادرة على سحب النفايات من الطرق؟ وإذا باتت الحكومة حكومة تصريف أعمال، فإن ذلك كله يشكل ضغطاً في اتجاه العمل الجدي لانتخاب رئيس للجمهورية.
حتى الآن عرقلة الانتخاب سببها أوامر خارجية، فهل ستتغير في اتجاه العمل لما يريح المواطنين، والعودة الى تفعيل المؤسسات؟ وهناك انفراج ملحوظ على صعيد النفايات، فهل ينسحب على العمل الحكومي؟