توج وزير الصناعة حسين الحاج حسن زيارته الرسمية اليوم الى مقاطعة كتالونيا الاسبانية بعقد جلسة من المحادثات الثنائية مع وزير الزراعة والتصنيع الغذائي جورج سورانيتا بمشاركة كبار الموظفين في الوزارة الكتالونية ومساعدي الوزيرين.
ورحب الوزير المضيف، في بداية اللقاء، بالوفد اللبناني، معتبرا أنه “على الرغم من تسلمه الحقيبة الوزارية قبل شهرين، ولكنه يتطلع الى الاستمرارية في العمل القائم”، قائلا: إنه “أوعز إلى جميع المسؤولين مواصلة نهج تحسين العلاقات مع لبنان وتطويرها نحو الافضل لما فيه مصلحة البلدين”.
ورد الوزير الحاج حسن شاكرا الوزير الكتالوني على الدعوة، مؤكدا تمسك لبنان بأفضل العلاقات مع اسبانيا ومع مقاطعة كتالوني”، مشيرا إلى أنها “زيارته الثالثة إلى برشلونة، وإلى أنه يعتبر الدعوة دعوة صداقة وأنها ليست على المستوى الرسمي فقط، وهذا الأمر نابع مما بذله المسؤولون من جهود في كلا البلدين طوال الفترة الماضية”، لافتا إلى “تعلق اللبنانيين بالسياحة في اسبانيا وإلى تشجيعهم أندية كرة القدم الاسبانية ولا سيما نادي برشلونة”، داعيا إلى “تشجيع الاسبان على السياحة في لبنان”.
ثم قدم عرضا مفصلا عن مجالات التعاون والتبادل بين لبنان وكتالونيا في مجالات اقتصادية وصناعية وزراعية عدة، تم التأسيس لها من خلال العمل المشترك وتبادل زيارات الوفود الرسمية والتقنية والفنية والخاصة ورجال الأعمال، ومن خلال تنفيذ برامج تعاون مشتركة بعضها ممول من الاتحاد الاوروبي.
وأوضح الحاج حسن أن “هدف الزيارة هو استكشاف الخبرات الكتالونية في مجال التصنيع الغذائي ولا سيما في قطاع اللحوم ودراسة امكانات تطوير قطاع المسالخ الذي يصنف في إطار النشاط الصناعي في لبنان وانطلاقا من مسؤولية وزارة الصناعة وصلاحياتها في منح التراخيص القانونية اللازمة لاقامة المسالخ، بالتنسيق مع وزارتي الصحة العامة والزراعة”.
وتم تبادل الآراء حول سبل تطوير هذا القطاع من خلال الاطلاع على المواصفات الاوروبية ووجوب العمل على تطبيقها. وأكد الوزير الكتالوني أن “خبرة كتالونيا في هذا المجال متقدمة جدا وتحتل المراكز الأولى اوروبيا”.
وأكد الحاج حسن أنه “لا يجوز الابقاء على الوضع القائم للمسالخ في لبنان إلى غير نهاية، ولذلك يجب الاستشراف منذ الآن الجدوى الاقتصادية من اقامة مسالخ حديثة ومتطورة وبمواصفات عالمية تلبي حاجة الاستهلاك المحلي وتتطلع الى تغطية حاجة الأسواق العربية والافريقية والآسيوية المجاورة لأن الاستثمارات المطلوبة على هذا الصعيد كبيرة جدا، وتحتاج إلى تشريعات وقوانين وضوابط ومواصفات تؤمن البيئة المؤاتية لتشجيع رجال الأعمال المهتمين على الاقدام كي ينفذوا هذه المشاريع”.
وطرح “أهمية بلورة مشروع متكامل لانجاح مسار تحديث هذا القطاع يقوم على البعد التشريعي وسلامة الغذاء والنوعية والاستثمار، مع ضرورة ابقاء هذا القطاع ضمن أنشطة القطاع الخاص ولكن باشراف ومراقبة ومواكبة القطاع العام بغية توفير الإطار التكاملي المطلوب لمثل هذه الأنشطة التي تتعلق بصحة المواطن بالدرجة الأولى”.
وبحث المجتمعون في عناصر القيمة المضافة الناجمة التي يجب توفرها في المسالخ الحديثة والتي يجب تقديمها للمستهلكين، وأبرزها عملية التتبع، والجودة، والنظافة، والتبريد المباشر، والتوضيب والتخزين والنقل وإلى ما هنالك من عناصر أخرى تؤدي إلى تأمين الانتاج الأفضل من حيث النوعية والجودة بالسعر الجيد والمدروس.
وتم التوافق على زيادة التبادل الصناعي والسلعي بين لبنان وكتالونيا وعلى تشجيع رجال الأعمال في كل من لبنان وكتالونيا على اقامة المشاريع الاستثمارية المشتركة، انطلاقا من الموقع الاستراتيجي على ضفتي المتوسط، والعمق اللبناني باتجاه الدول العربية والافريقية، وقوة كتالونيا الاقتصادية.
وفي ختام المحادثات، وجه الوزير الحاج حسن دعوة للوزير الكتالوني لزيارة لبنان، فوعد بتلبيتها. وتم تبادل الهدايا التذكارية.