ربما شهد سوق العمل تحسناً بالنسبة للخريجين الجدد، لكن أرباب العمل يقولون إن الخريجين الجدد في الولايات المتحدة يفتقرون إلى مهارة أساسية لعملهم اليومي، وهي الكتابة الصحيحة.
وطبقاً لبحث أعدته جمعية إدارة الموارد البشرية الأمريكية، فإن مهارات التواصل الكتابية بالنسبة للخريجين الجدد ينقصها الكثير لتكون مقبولة، بدءاً من إعداد سيرتهم الذاتية والرسائل المصاحبة لها، وصولاً إلى تقارير العمل وتقديمهم لأفكار ومقترحات.
الكتابة الجيدة عامل حاسم في جذب الانتباه إليك، والكتابة السيئة تسترعي الانتباه أيضاً، ولكن إلى جوانب سلبية وخاطئة.
فأين الخطأ الذي يقع فيه الخريجون الجدد، وكيف يمكن تجنب مثل هذه الأخطاء الشائعة؟
الوضوح
من الواضح أن الموظفين الجدد يجدون صعوبة في التعبير عن أنفسهم بطريقة واضحة. وكثير من الشركات والمؤسسات تجعل من أولويات شروطها القدرة على التواصل بطريقة واضحة ومباشرة، وتعتبر ذلك دليلاً على جودة العمل.
وهو ما ينطبق على مجالات متعددة مثل الاستشارات والتسويق، أو غيرهما من الوظائف التي تحتاج إلى مهارات اتصال. لكنها تعتبر أساسية في وظائف أقل مهنية مثل العمل في المسرح على سبيل المثال.
تقول بولر ماليكيل التي تدير برنامج المبتدئين في مسرح “نيو فيكتوري” في نيويورك: “إن المهارات اللغوية مسألة جوهرية للعمل على خشبة المسرح،” فالممثلون الجيدون عليهم أن يكونوا قادرين على إيصال رسالتهم أو تمثيلهم إلى الجمهور الذي يكون عادة من مختلف المستويات الثقافية والاجتماعية، والكتابة الواضحة مؤشر على وجود هذه المهارات.
أما فيما يتعلق بالمحاسبة، فإن الأرقام مسألة مهمة لكن القدرة على شرح الأرقام وتفسيرها مسألة أكثر أهمية. يقول رود أدامز، مسؤول التوظيف في إحدى المؤسسات الكبرى في الولايات المتحدة، إنه خطأ شائع أن نعتبر أن المحاسبين لا تلزمهم القدرة على الكتابة الجيدة.
فعلى سبيل المثال، “ليس المهم هو إيصال المعلومات والأرقام، ولكن من المهم أيضاً القدرة على إيصال رسالتك وفكرتك واقناع الناس بها”.
مرض الألفية
يخلق الإعلام الاجتماعي فرص عمل متزايدة للخريجين الجدد. وتشير دراسة أعدتها مؤسسة “أكسينتشر” إلى أن الإعلام الاجتماعي يعتبر أكثر الوسائل فعالية في إيجاد وظيفة لنحو 27 في المئة من خريجي 2015، متفوقاً بذلك على الوسائل الأخرى مثل الاتصال الفردي (15 في المئة) واللوحات الإلكترونية للإعلان عن وظائف (14 في المئة).
لكن استخدام الإعلام الاجتماعي قضى على قدرة الخريجين على التواصل بطريقة مهنية. فحسب فيل غاردنر، مديرة معهد أبحاث الوظائف في جامعة ميشيغن في الولايات المتحدة، تتميز وسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية بأنها مختصرة، وغير سليمة وتهمل معايير الكتابة المهنية.
حتى لو كان التواصل بين أرباب العمل والباحثين عن لعمل يجري عبر وسائل الإعلام الاجتماعي، هناك بروتوكولات يجب أن يراعيها خريجو الجامعات الجدد، وهم يفتقرون إلى الخبرة في ذلك.
إيصال الرسالة
كيف تبدو مقنعاً عندما تقدم نفسك لصاحب العمل؟ يوصي الخبراء بأن السر في ذلك هو أن تعرف سيرتك الذاتية وأن تحكيها باتقان.
ويحذر أدامز من مجرد تلاوة سيرتك الذاتية، خصوصاً أثناء المقابلة. من الأفضل أن تحكي قصة عن نفسك، عن رغباتك، وخبراتك، والنتائج التي حصلت عليها، لكي تظهر كيف ستكون جيداً في التواصل مع أعضاء الفريق والمديرين، والزبائن في عملك.
عملية تعليمية
هناك الكثير الذي يستطيع أن يفعله الخريجون الجدد لتحسين كتابتهم قبل دخولهم سوق العمل لأول مرة. أهم الأشياء على الإطلاق هي أن تعرف أن تطوير مهاراتك الكتابية أثناء العمل هو عملية تعليمية مستمرة يتحقق فيها التحسن من خلال تراكم التجربة.
وينبغي أن يُعوّد خريجو الجامعات أنفسهم، وهم يستطيعون ذلك، على الكتابة المهنية بالعمل كمتدربين أو مرافقة زملاء سابقين أثناء عملهم.
كاثرين لافيل، مديرة المواهب والتنظيم في مؤسسة “أكسينتشر” في الولايات المتحدة تعتقد أنه على الشركات أن تستثمر المزيد في عملية التعليم والتطوير، خصوصاً في مهارات أساسية كالكتابة، بهدف تدريب قوى عاملة مؤهلة وذات كفاءة.
وتضيف لافيل: “القيام بذلك من شأنه أن يمكن الشركات من اجتذاب أصحاب المواهب والمحافظة عليهم، والتأكد من أنهم يستطيعون تطوير مهارات مماثلة لدى زملائهم في العمل ليكونوا أكثر كفاءة”.