Site icon IMLebanon

الوضع الاقتصادي في صيدا ومنطقتها ينذر بالإفلاس

SaidaMarkets
محمد صالح

كما في كل سنة، ينتظر تجار صيدا وأصحاب المؤسسات التجارية ومحال النوفوتية المناسابت الاجتماعية والاعياد والميلاد ورأس السنة، تحرك عجلة السوق التجاري في المدينة.
اسواق صيدا، التي كانت يوما ملتقى كل الجنوب وشرق صيدا، وصولا الى جزين وإقليم التفاح والشوف، ومقراً للتبضع والتسوق من المغتربين من اهل الجنوب، باتت اليوم رهينة انتظار المناسبات، وحلول اي عيد وأي مناسبة اجتماعية كعيد الام، حتى عيد الحب من اجل عودة الحياة الى تلك الاسواق.
صيدا تشهد منذ اسبوع، وحتى اليوم، عجقة وازدحاما خانقين عشية عيد الاضحى. ويلف وسط المدينة حركة دؤوبة من المواطنين والزائرين للتسوق، تمتد حتى منتصف الليل.
عدد من اصحاب المؤسسات والمحال التجارية في صيدا يؤكدون ان البعض من الاهالي، ومن محيط المدينة، قصد السوق إما للتبضع وشراء مستلزمات العيد للمنزل، من حلويات وخلافها وللاطفال كما للفتية من ملابس ونوفوتية، إن من المؤسسات التجارية التي تبيع بأسعار مرتفعة، او المحال التي تبيع بأسعار تناسب الطبقات المتوسطة والشعبية.. كل مواطن يجد ضالته وفق مدخوله الشهري.

لكن هل هذه هي حركة اسواق صيدا؟

الحركة التجارية تغيرت

يؤكد اكثر من صاحب محل ومؤسسة تجارية في المدينة، ان ما نشهده اليوم ليس حركة تجارية شبيهة بأيام العز، التي كانت تشهدها اسواق المدينة قبل سنوات.. فحركة اليوم هي حركة إما للتنزه او للقيام بجولة في الاسواق بمناسبة العيد مع العائلة، خصوصا ان المدينة تشهد هذه الايام ورشة لإعادة تأهيلها، وتبليط وتجميل شوارعها بالبازلت الاسود والملون وإعادتها تراثية، او للقيام بمقارنة الاسعار في هذا المحل وذاك… ويؤكد التجار ان ما بين 20 الى 25 في المئة من المواطنين فقط هم الذين يتبضعون من بين كل هذا الحراك من اسواق صيدا، خصوصا من الملابس للاطفال والاولاد.. وهذه النسبة يتوزع مردودها الاقتصادي على اكثر من 500 محل ومؤسسة تجارية في اسواق صيدا الداخلية والخارجية.
ويلفت هؤلاء الانتباه الى عوامل عدة اثرت سلباً في وضع صيدا التجاري، وباتت تنذر بإفلاسات وصرف موظفين، وإقفال مؤسسات تجارية عريقة، لعدم قدرتها على دفع رواتب موظفيها، ناهيك عن ايجار المحال والضرائب المالية وغيرها.

الأسواق الرديفة

ومن بين تلك العوامل وجود الاسواق البديلة، او الرديفة لأسواق صيدا، في محيط المدينة القريب والبعيد، بحيث انتقلت المحال والمؤسسات التجارية الى الاحياء والضواحي، حيث انتعشت هناك، اضافة الى الاعتصامات والاضرابات وإقفال الطرق، التي مرت بها صيدا قبل سنتين ونصف وأكثر، كانت من العوامل السلبية التي اثرت في ازدهار الاسواق البديلة خارج المدينة، وجذبت الرواد الذين اعتادوا على التبضع والتسوق منها، وبالتالي ادت الى تراجع نسبة الوافدين من خارج صيدا. وعدم توفر القدرة الشرائية لدى فئات ومجموعات واسعة من المواطنين، الذين باتوا يحجمون عن الشراء الا للضرورات القصوى…
هذا بالاضافة الى الجانب السوري الذي ينال حصة في هذه الأزمة، اولاً لأنه بات ينافس التاجر اللبناني بالاسعار الزهيدة، ويبيع بأقل ويفترش الأرصفة، وثانياً حلول اليد العاملة السورية الأرخص أجراً، مكان اليد العاملة اللبنانية لدى بعض المؤسسات، التي خلق نوعاً من البطالة. مع العلم ان السوري يتسوق من اسواق صيدا ايضا وينفق فيها.
وصولا الى العامل السيئ الذي يعاني منه كل لبنان، وتتاثر به صيدا كغيرها من المناطق اللبنانية، وهو عدم مجيء السياح والوافدين العرب والجمود الاقتصادي العام وعدم تحريك المناخ السياسي في لبنان بانتخاب رئيس للجمهورية ومن ثم الانتخابات النيابية وجمود انتاجية الحكومة، كلها عوامل تؤثر سلباً في العجلة الاقتصادية.

جمعية التجار: الوضع صعب

رئيس جمعية التجار في صيدا وضواحيها علي الشريف، يؤكد ان الجمعية تسعى بشكل دائم الى تحريك وتطوير الاسواق في صيدا، كون الوضع صعبا جدا، ليس فقط في صيدا، بل في لبنان، بحيث وصلت نسبة التراجع الاقتصادي ما بين 50 الى 55 في المئة ان لم نقل اكثر!!! .
ويعتبر رئيس الجمعية ان تجار صيدا وضواحيها باتوا يعمدون الى حسومات وتنزيلات واقعية وجدية في الاسعار، تصل الى 70 في المئة في مناسبات الاعياد، وهذه من الامور النادرة تجارياً، لأن الحسومات في عز المواسم كالاعياد لا تكون هكذا، بل تصل الى هذه الحدود عندما تكون الاسواق جامدة وبعد انتهاء المناسبات. فماذا يعني ذلك هل نحن بخير؟؟.
ويشدد الشريف على ان» المؤسسات التجارية والصناعية والزراعية كافة، تعاني من الوضع الاقتصادي، ومن مخاطر كبيرة تنذر بإفلاس شريحة كبرى من المؤسسات، ما ينعكس سلباً على كل فئات المجتمع».
وأكد الشريف «ان تحسين الوضع الداخلي في لبنان على الصعد كافة، وتقوية مؤسسات الدولة والتوصل لانتخاب رئيس للجمهورية ينعش الوضع الاقتصادي، وتستفيد منه صيدا كغيرها، وعلى الحكومة ومجلس النواب وكل مؤسسات الدولة العمل على تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي والتوافق السياسي الذي يؤثر على معيشة المواطنين».
وناشد الشريف المعنيين كافة، من سياسيين وأحزاب «العمل الجدي والفعال لإنقاذ الوطن والمواطنين، من كل ما يحيط به، ويشكل خطراً كبيراً على لبنان واللبنانيين ومن أجل تجنيب الوطن مخاطر هو بالغنى عنها».
وحذر الشريف من تردي الاوضاع على المستويات كافة وخاصةً الاقتصادية والاجتماعية. كما دعا المؤسسات والمحال التجارية الى الاستمرارفي تخفيض الاسعار للمساهمة مع المواطنين في هذه الظروف الصعبة التي تعاني منها صيدا ولبنان بأسره.