لم ولن يمر الحراك الشعبي الذي تشهده العاصمة بيروت عموماً ووسطها خصوصاًَ مرور الكرام على لبنان وسياسته واقتصاده، فخضّات أمنية، وجلسات سياسية ونكسات اقتصادية أتعبت وسط العاصمة ورسمت حول مصير سوقه التجاري علامات استفهام بمختلف المجالات، إلا حالات استثنائية لم تتأثّر بشكل مباشر بما حدث ويحدث في وسط بيروت.
«اللواء» جالت في وسط بيروت، وتحدّثت إلى بعض المعنيين والمسؤولين في المحال التجارية كالفنادق والمطاعم ومحلات الألبسة، طارحة أسئلة ترتبط بمدى تأثير الحراك الشعبي على الحركة خصوصاً أنّنا نعيش فترة عيد الأضحى، واستفسرت عن حال السوق اليوم وحالها في السنة الماضية.
فأحد المسؤولين في محل للألبسة الكلاسيكية بالقرب من ساحة النجمة، قال: «تظاهرات واعتصامات وتسكير طرقات وإعمال شغب، إضافة إلى جلسات حوار بين يوم وآخر، فكيف للأسواق أنْ تعمل وسط هذه الظروف الصعبة التي جعلتنا «نكش دبّان»، حتى أنّ هناك مشكلة ركن السيارات بالقرب من المحال، إذ هناك قرار يمنع ركن السيارات بالقرب منها أي عدم توفير مواقف للمحال، الأمر الذي يجعل زبائن وسط المدينة يقصدون غيرها».
*من جهته، وصف مدير مطعم «غراند كافيه» السوق بكلمة «ما في شي»، مشيراً الى حجم الضرر الذي يسبّبه ما يحدث في وسط العاصمة، وحجم التكلفة الموجبة على المحال، حيث يصل ايجار المتر الواحد الى 2000$، غير ضريبة البلدية وما الى هنالك، فكيف ستستمر هذه المحال بالعمل وتسديد تكاليفها، وإعطاء موظفيها حقهم ودخلهم، فهنا تكمن المشكلة الاقتصادية التي تطال الجميع لكن بنسب متفاوتة.
* فندف Le Gray، إحدى الحالات الاستثنائية، ونجم من نجوم شاشاتنا المحلية الناقلة لأحداث الحراك، خصوصا عندما يكون التجمّع قرب جريدة «النهار» فهو يقع على الزاوية المقابلة للجريدة، وعليه أكدت مديرة العلاقات العامة والتسويق للفندق ريتا سعد أن الفندق متأثر بشكل بسيط جداً، إذ مقارنة بالسنة الماضية هناك تراجع 10% فقط، وهناك حجوزات للعيد تصل الى نسبة 70% وهي أكثر من جيدة.
وأشارت إلى أن «الفندق يشهد حالات إلغاء معدودة بسبب أنّ الصحف الاجنبية تنقل وقائع الحراك واحداثه، فمن الطبيعي ان عددا قليلا من السياح او رجال الاعمال يقومون بتأجيل قدومهم الى لبنان الى حين تتحسن الاوضاع، اما غير ذلك فالحجوزات كما هي ونسبتها جيدة»، لافتة الى ان نزلاء الفندق معتادون عليه ويقصدونه دائما وتجمعهم بالفندق علاقة ممتازة، حتى ان هناك العديد منهم لديه رؤية خاصة للحراك المدني ويتمنون ان يأتي بإيجابية على لبنان وشعبه.