حسين سعد
لا تعكس وجوه الصرافين المتجولين عند مدخل السوق التجاري القديم في مدينة صور بهجة العيد، فهم لم يشعروا قبل ساعات من حلول عيد الاضحى، بحركة اكثر حيوية من الأيام السابقة.
وإذ يُعتَبر بعض هؤلاء العين الراصدة لحركة السوق اليومية، فإنهم يتفقون على اعتبار الأيام التي سبقت العيد اياما عادية، وكأنّ شيئاً لا يؤشر بأن العيد قريب، فالحركة خجولة، لا بل خافتة ومتراجعة. هذا الرأي تجمع عليه الأكثرية في السوق التجاري وتفرعاته التي تتنوع بين محال للألبسة والأحذية والذهب والعطورات والمأكولات وسواها.
يجمع اصحاب المؤسسات الذين التقتهم «السفير» على أن «ايام ما قبل العيد تشبه الى حد كبير الايام العادية، وان نسبة التراجع عن العيد في السنة الماضية تجاوزت ما بين 60 و70 في المئة»، معيدين «ضخامة هذا التراجع الى جملة من الاسباب، وفي مقدمها حلول موسم المدارس، وحزم المغتربين حقائبهم عائدين الى أعمالهم واستقبال موسم المؤونة الشتوية الذي يتطلب رزمة من المال».
يؤكد نبيل الملاح (صاحب محل حلويات) ان «الايام التي سبقت العيد، ويفترض ان تكون محطة للانتعاش ورفع مستوى المبيعات، لم تكن على قدر التوقعات»، لافتاً الانتباه الى ان «النشاط التجاري يتراجع يوما بعد يوم، فيما تزداد نسبة التكاليف واحتياجات المؤسسة».
يكتفي حسن خلف وهو صاحب محل للألبسة في السوق التجاري بالصبر، ويقول لـ «السفير»: «لم يمر عيد مثل هذا العيد، فقد كانت الأيام بمجملها «ناشفة»، مؤكدا ان «الحركة العامة سيئة منذ فترة طويلة، ولكننا نراهن في بعض الاحيان على مثل هذه المناسبات، إنما للأسف لم تأت حساباتنا كما نشتهي».
يؤيد غسان عجمي (صاحب محل للالبسة) رأي خلف في مسألة تراجع النشاط الاقتصادي العام في المدينة. ثم يستدرك: «لكن فلنقل إن النشاط على مستوى مؤسستنا مقبول، وهناك حركة قد عززها بدء العام الدراسي الذي يتطلب احتياجات متنوعة للتلامذة».
ويؤكد عضو الهيئة الادارية في «جمعية تجار صور» نزيه خالد ان «النشاط المعتاد الذي كان يسبق عادة ايام العيد وخصوصا عيد الاضحى ليس متوفرا في هذا العيد على الاطلاق».
ويشير خالد الى ان «من بين اسباب تراجع النشاط الاقتصادي والتجاري عشية العيد تحول المواطنين الذين يعانون اصلا من ضائقة اقتصادية واجتماعية، الى متطلبات حياتية يومية، مثل تأمين أقساط ومتطلبات المدارس والاستعداد لفصل الشتاء، إضافة الى مغادرة المغتربين الذين كانوا موجودين في عيد الفطر وساهموا في تحسن الحركة عامة».