Site icon IMLebanon

قيمة شركة (BLABLACAR) تتجاوز مليار دولار

BLABLACAR-France
استطاعت شركة (BlaBlaCar) المتخصصة في مشاركة سيارات الأجرة، والتي تتخذ من باريس مقراً لها- الانضمام إلى (نادي يونيكورن) حيث الشركات الناشئة التي تتجاوز قيمتها مليار دولار. وهذا بعد تمكنها من الحصول على تمويل بقيمة 200 مليون دولار في آخر جولاتها التمويلية، ليصبح مجموع التمويلات الذي حصلت عليها 300 مليون دولار.
والآن، بعد بلوغ الشركة قيمة 1.6 مليار دولار، فإنها بذلك تنضم إلى قائمة الشركات الناشئة التي تتجاوز قيمتها مليار دولار، وتصبح واحدة من أكثر الشركات التكنولوجية الفتية التي تتلقى تمويلاً في أوروبا.

وفي الوقت الذي غالباً ما تتم فيه مقارنة الشركة بشركة (أوبر– Uber) بسبب نموذجها الذي يعتمد على مشاركة سيارات الأجرة، القائم على مفهوم العمولة- فإن شركة (BlaBlaCar) تركز على سوق مختلف؛ إذ يبلغ متوسط مسافة رحلات الشركة 220 ميل، ومتوسط تكلفة الميل الواحد أقل بـ20 إلى 30 مرة من سعر خدمة أوبر، وفقاً لرئيسها التنفيذي فريدريك مازيلا.

وبشكل مباشر، تتنافس الشركة مع خطوط الحافلات والقطارات الإقليمية، بدلاً من سيارات الأجرة أو غيرها من خدمات مشاركة سيارات الأجرة داخل المدن، مثل: تطبيق (Uber) أو ( Lyft)، أو غيرها من التطبيقات والخدمات المشابهة. ومن الاختلافات الأخرى بينها وبين الشركات الأخرى، أن سائقي (BlaBlaCar) لا يحققون أرباحاً بخلاف مشاركة التكاليف، مما وسّع عمل الشركة من دون الوقوع في مشكلات تنظيمية في معظم الأسواق.

واليوم، يعمل تطبيق الشركة التي أسسها مازيلا ونيكولاس براسون (رئيس العمليات التنفيذي) وفرانسيس نابيز (الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا) عام 2006، في 19 دولة ويمتلك أكثر من 20 مليون مستخدم.
وقد بدأت الفكرة عندما لم يجد مازيلا قطاراً للعودة إلى منزله من باريس إلى غرب فرنسا خلال فترة عيد الميلاد. ومن هنا، عمل مؤسسو الشركة بعدها على إنشاء منصة تربط الركاب بالسائقين، وتسمح لهم بحجز مقاعدهم في الرحلات ذات المسافات الطويلة. لكن على غرار نموذج خدمة شركة (AirBnb)، فإن الركاب والسائقين في تطبيق (BlaBlaCar) يقيّمون بعضهم ويشاركون آراءهم حول هذه الخدمة. وصرح بروسون لمجلة فوربس: “نعمل على خلق وإنشاء طرق ومسارات لم تكن موجودة من قبل، وإنشاء المزيد من الطلب أيضاً”. ومثال ذلك: إن تكلفة رحلة من باريس إلى بروكسل عبر (BlaBlaCar) لا تتجاوز 20 يورو، فيما تكلف رحلة عبر القطار 80 يورو غالباً.

بينما يوضح بروسون بأن ثلث المستخدمين لن يسافروا في حال عدم استخدامهم هذه الخدمة، وفقاً لاستطلاعات الشركة.
وشكلت فرنسا المحطة الأولى التي انطلقت منها الشركة، قبل أن تنتشر بشكل سريع في أوروبا بعد حصولها على تمويل قدره 10 ملايين دولار من شركة (Accel Partners) عام 2012. ومن خلال التمويل الأخير، فإن ذلك سيمكنها من التركيز على ريادتها في القارة الأوروبية، والتوسع نحو الأسواق الناشئة في روسيا وتركيا والهند والمكسيك. فيما يرى بروسون أن الشركة أدركت أخيراً بأن التأثير وسرعة الانتشار في الأسواق الناشئة بات أكبر بكثير من غيرها. وهذا إلى جانب مخطط الشركة التي ستطلق خدماتها في البرازيل قريباً، للتوسع نحو الأسواق الآسيوية أيضاً، مثل: اندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية خلال عام 2016، فضلاً عن استحواذها في الماضي، على عدد من الشركات المحلية في الأسواق التي أطلقت فيها عملياتها، مثل: شركة (Carpooling.com) الألمانية.

وعلى عكس التوسع الكبير لـ(Uber) في الصين، ما تزال (BlaBlaCar) تقيم إمكانية إنطلاقها في أكبر أسواق العالم، نظراً للتعقيدات التجارية في الصين.

وفي الوقت الذي استطاعت فيه الشركة الحصول على تمويل من شركات تتخذ من أميركا مقراً لها مثل: شركة (Insight Venture Partners)، فإنها لا تمتلك خطة فورية للتوسع في أمريكا. ووفقاً لما يراه بروسون، فإن معدل الإنفاق الفردي عالٍ في أميركا، وانخفاض تكلفة القيادة بالمقارنة مع الأسواق الأخرى، يجعل من خدمة سيارات الأجرة للرحلات ذات المسافات الطويلة أقل جاذبية للأشخاص.