جوزف فرح
كان اركان القطاع السياحي ينتظرون عيد الاضحى لتحسين اوضاعهم، لكن العيد مر ولم يلحظ اركان القطاع السياحي حركة اعتبروها «خجولة» لا تنم عن تحسن في الحركة السياحية خلال هذا العيد، ويشير نقيب اصحاب الفنادق بيار الاشقر الى ان بعض المجموعات السياحية القادمة من مصر حولت الى قبرص: بحيث يمكن القول ان التحذيرات من المجيء الى لبنان سرت ايضا على المصريين بعد ان كانت محصورة بالسياح الخليجي.
يبدو من خلال هذه المؤشرات، ان السياحة في لبنان تتعرض «لهجمة ناعمة» ادت الى تراجع الحركة السياحية خلال عيد الاضحى حيث كان يؤمل ان ترتفع نسبة التشغيل في قطاع الفنادق الى 75،80 في المئة بعد ان كانت تصل الى 100 في المئة في العام 2010 لكن الحركة في هذه الفنادق لم تتعد الـ50 في المئة في بيروت و20 في المئة خارج العاصمة، وهذا ان دل على شيء فانه يدل على ان الحراك الشعبي والمشاغبات التي حصلت ادت الى تراجع الحركة السياحية خصوصا في منطقة الوسط التجاري «المفرغة» من كل حياة سياحية وتجارية.
والدليل على ذلك ان هذه التظاهرات حولت الوسط التجاري الى منطقة لا حياة فيها في ظل التدابير الامنية التي تتخذها القوى الامنية حيث تعمد الى اقفال بعض الطرقات المؤدية الى الوسط التجاري.
نقيب اصحاب الشقق المفروشة زياد اللبان يحمد الله على ان الاوضاع الامنية مستقرة وكل ما عدا ذلك يمكن حله، رغم ان الحراك الشعبي وموضوع النفايات اثرا على حركة السياحة في لبنان، مؤكدا ان نسبة التشغيل في هذا القطاع في عيد الاضحى وصل الى 40 في المئة. واغلب السياح هم من العائلات العراقية والسورية وبعض اللبنانيين، وهذه النسبة تعتبر مقبولة في ظل هذه الظروف التي يمر بها لبنان داخليا وخارجيا.
اما امين عام اتحاد المؤسسات السياحية جان بيروتي فاعتبر ان اول تشرين الاول ستتراجع المؤشرات السياحية بنسب غير معقولة بعد عطلة عيد الاضحى حيث وصلت نسبة التشغيل في بيروت الى 40 في المئة وخارج بيروت الى 70 في المئة خصوصا في جونيه جوارها.
واستغرب بيروتي كيف يمكن للسياحة ان تتحسن في بيروت في ظل الفراغ الذي تعانيه منطقة الوسط التجاري وغيرها من المناطق البيروتية.
وهذا يعني حسب اقوال اركان القطاع السياحي ان لبنان خسر مجددا موسم عيد الاضحى المبارك، والآمال معلقة على الاعياد المقبلة وفي كل موسم، يتعرض القطاع السياحي الى مزيد من الخسائر رغم المحاولات التي تقوم بها وزارة السياحة لاعادة العافية الى هذا القطاع، خصوصا اثر المحاولات الحثيثة في فصل الصيف حيث تكاثرت المهرجانات دعمت السياحة البيئة واتى اللبنانيون المنتشرون من كل حدب وصوب.
وفقاً لتقرير أرنست أند يونغ حول أداء الفنادق ذات فئة الأربعة والخمسة نجوم في منطقة الشرق الأوسط، ارتفع معدل اشغال الفنادق في مدينة بيروت بـ21 نقطة مئوية على أساس سنوي الى 56% في شهر تموز من العام 2015. وقد زاد متوسط تعرفة الغرفة بنسبة 6.8% سنوياً الى 199 د.أ. في الشهر السابع من العام 2015، كما نمت الايرادات المحقّقة عن كل غرفة متوافرة بنسبة 73.4% سنوياً الى 113 د.أ.
على صعيد اقليمي، حظيت مدينة بيروت على رابع أعلى نسبة إشغال فنادق (56%) بينعواصم المنطقة التي شملها التقريرعن الأشهر السبعة الأولى من العام 2015، في حين تصدّرت إمارة أبو ظبي لائحة عواصم المنطقة لجهة أعلى معدّل اشغال بين الفنادق ذات فئة الأربعة والخمسة نجوم، والذي بلغ 79% في الفترة المذكورة، تبعتها مدينة الدوحة (71%) ومدينة الرياض (64%). في سياق متصل، حظيت مدينة الدوحة على أعلى متوسط تعرفة للغرفة الواحدة، والذي بلغ 248 د.أ، تلتها مدينة الرياض (214 د.أ) والمنامة (165 د.أ) وأبو ظبي (188 د. أ) وبيروت (179 د.أ).