ذكرت صحيفة “الديار” ان مصادر ديبلوماسية مطّلعة ومواكبة للحراك الأوروبي الحاصل باتجاه لبنان، أكدت أن أوجه الشبه بين زيارة رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون الأسبوع الماضي إلى بيروت، والزيارة المتوقّعة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والتي لا يزال يكتنفها بعض الغموض لجهة إمكانية حصولها، وغيرها من الزيارات السريعة المتوقّعة لمسؤولين أوروبيين إلى لبنان، يتمحور حول إظهار مدى الإهتمام الأوروبي بأزمة النازحين السوريين إلى الدول المحيطة، لا سيما أن هذه الدول باتت تخشى من كثافة تدفّق النازحين السوريين إلى أراضيها، خصوصاً بعد اكتشاف الأجهزة الأمنية الأوروبية وجود شبكات متخصّصة تؤمّن تهريب النازحين السوريين مقابل بدلات مادية غير قليلة، وتساعد على السماح لهم بالانتقال من دولة إلى أخرى عبر الحدود البرّية المشتركة.
وفي حين لفتت المصادر الديبلوماسية نفسها، إلى أن زيارة هولاند إلى لبنان لم تُحسم بعد، على رغم الإعلان عنها ولرغبة الرئيس الفرنسي في حصولها ليتمكّن من أن يرى بأم العين أوضاع النازحين السوريين، إضافة إلى القيام بجولة على القيادات اللبنانية على مختلف مشاربها في 8 و 14 آذار للاطلاع منها على الوضع السياسي في البلاد.
وأشارت المصادر إلى أن الخارجية الفرنسية لا تزال تدرس التوقيت الأفضل لهكذا زيارة، لأن الأمر لا يتعلّق فقط بالاطلاع على أوضاع اللاجئين السوريين عن قرب، وإنما أيضاً، يتعلّق بالوضع السياسي اللبناني، وبرغبة عارمة من المسؤولين اللبنانيين بأن تساهم زيارة الرئيس هولاند في تسريع عملية انتخاب رئيس الجمهورية العتيد، لا سيما أنه كان للفاتيكان تدخّل مباشر مع الرئاسة الفرنسية وحضّها على ممارسة كل ضغط ممكن إن على المسؤولين اللبنانيين، أو على مستوى الدول المؤثّرة في الوضع اللبناني، كما حصل بالنسبة للطلب الفرنسي من إيران بضرورة المساعدة في هذا المجال. وتتابع المصادر ذاتها، أن الرئاسة الفرنسية ترغب ايضا بأن يكون لهذه الزيارة نتائج سريعة وملموسة على الصعيد الرئاسة في لبنان، مشيرة إلى أن اللقاءات التي ينوي هولاند عقدها في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة، والتي يشارك فيها أيضاً عدد كبير من رؤساء العالم المعنيين بالأزمة اللبنانية، ولا سيما الرئيس الأميركي باراك أوباما والرئيس الإيراني حسن روحاني إضافة إلى المسؤولين السعوديين، ورئيس الحكومة تمام سلام، ستساعد هولاند على وضع خارطة طريق تحرّكه المقبل في لبنان، بعد أن يكون قد فهم من الأطراف الدولية والإقليمية مسار الملف الرئاسي اللبناني وأسباب تعثّره حتى اليوم.
وإذ لفتت المصادر الديبلوماسية عينها، إلى أن الاجتماع الذي عُقد في الإيليزيه برئاسة هولاند، تم خلاله التوافق على ضرورة إجراء المزيد من المشاورات والاتصالات مع المسؤولين اللبنانيين قبل تحديد موعد الزيارة، وذلك بهدف تأمين أفضل المناخات الإيجابية، لتأتي هذه الزيارة بأفضل النتائج على صعيد الملف الأكثر إلحاحاً، والمتمثّل بانتخاب رئيس الجمهورية، أشارت إلى أن هذا الحرص الفرنسي مردّه إلى عدم التسرّع في تحديد موعد الزيارة، وفشلها في مقاربة الملفات اللبنانية العالقة، وللاهتمام الفرنسي في المحافظة على استقرار لبنان والمساعدة في مواجهة تدفّق اللاجئين السوريين إلى أراضيه، واستعداد الدول الأوروبية لتقديم مساعدات مالية للحكومة اللبنانية لتأمين الاستمرار في رعايتها لأوضاع اللاجئين السوريين، وأيضاً الاهتمام الفرنسي بإيجاد السبل الآيلة لتثبيت الحوار اللبناني ـ اللبناني الحاصل في ساحة النجمة، وإمكانية تقدّمه في الاتجاه الصحيح، وليس التوافق فقط على أهمية اللقاء والحوار من دون العبور إلى الملفات السياسية الخلافية والعمل على حلحلتها قدر الإمكان.