جوزف فرح
من المتوقع ان يصدر رئىس المجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسناس مسودة حوار تتم مناقشتها مع المعنيين من خلال ورش عمل بمشاركة الهيئات الاقتصادية، الاتحاد العمالي العام، المجتمع المدني للوصول الى وجهة نظر متوافق عليها من جميع الاطراف وتكون خارطة طريق لبرنامج عمل وطني اقتصادي ـ اجتماعي.
هذه المسودة التي هي بمثابة مشروع رؤيوي اقتصادي اجتماعي بالتعاون مع اصحاب الخبرات في الحقلين الاقتصادي ـ الاجتماعي بعد ان اطلق نسناس في العام 2007 دراسة حول نظرة اقتصادية ـ اجتماعية للبنان الغد التي تفاعل معها المجتمع بعد ان تمت مناقشتها على جميع المستويات.
ويعتبر نسناس انه على الصعيد الاقتصادي ـ الاجتماعي لا بد من سياسة انمائىة تستنهض في الداخل كل القطاعات وكل المناطق وتدعم كل القدرات وتعتمد تفعيل المبادرة الفردية وتطويرها في مبادرة مؤسسية عبر اطلاق المؤسسات الصغرى، كما تستنفر سبل الانفتاح على محيطنا العربي وعلى العالم، باجتذاب الاستثمارات، وفتح أسواقنا على الخارج، وبتوظيف الرساميل المادية والمعنوية باتجاه التنمية الشاملة والمتوازنة. وقاعدة هذه التنمية هي العدالة الاجتماعية:
فالازدهار الاقتصادي لا يتحقق خارج الاستقرار الاجتماعي. كما ان الاستقرار الاجتماعي لا يتم اذا قام على حساب النهوض الاقتصادي.
من هنا ينبع دور المجلس الاقتصادي والاجتماعي.
هذه المؤسسة الميثاقية التي وردت في وثيقة الوفاق الوطني.
هذا المجلس يشكل ملتقى للحوار الاقتصادي والاجتماعي،
انه يضم القطاع العام، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني، ليتشاركوا جميعاً ومعاً، في بلورة الحلول الناجعة، فيصبح مشروع الدولة الانقاذي، عند اقراره، مشروع الوطن كله.
لكن هذا المجلس معطل.
ان التقلبات الاقتصادية والاجتماعية الحرجة التي اخذت تضـغط علـى واقعـنا اليومي والمستقبلي تؤكد ان المجلس بات حاجة وضرورة اكثر من اي يوم مضى.
فهو يؤدي دور صمام الامان بنقل التجاذبات من الشارع الى طاولة الحوار.
وهو يؤدي دور العقل المفكر للدولة والمجتمع باعتماده الحلول العلمية والعملية في آن.
وهو يؤدي دور التفاعل والتكامل مع العالم من خلال وجودنا في اتحاد المجالس الاقتصادية والاجتماعية العالمية والاتحاد الاوروبي ومن خلال تعاوننا مع المجالس العربية.
لن يرحمنا التاريخ اذا لا نبدأ من اليوم ببناء المستقبل.
الأجيال الطالعة تريد وطنا
الاجيال الطالعة تريد دولة عصرية ومنتجة،
دولة صائنة للحقوق، وصانعة للغد،
صحيح ان لدينا هواجس وقلق، بسبب التطورات الدامية في منطقتنا، وبسبب التقلبات المتسارعة في العالم،
لكن لدينا الإيمان والعزيمة،
لدينا الارادة والقدرة.
فاللبنانيون، عبر تاريخهم الطويل، هم الذين عرفوا كيف يخلقون من العجز المعجزة.