IMLebanon

فورين أفيرز: حقل «شروق» هدية الله لمصر

Eni-Bouri-Offshore-Oil-Terminal
قالت مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية، إن إعلان شركة «إينى» الإيطالية، الشهر الماضى، اكتشاف حقل «شروق» للغاز الطبيعى بالمياه الإقليمية المصرية بالبحر المتوسط، يمثل أخبارا سارة للاقتصاد المصرى المتأزم والموقف السياسى الهش.

وأضافت المجلة، فى تقريرها الذى عنونته «هدية مصر من الله»، أن الاكتشاف الأكبر فى البحر المتوسط، يمثل أيضا تحديا وفرصا للدول المجاورة والقوى الخارجية كروسيا، وحافزا اقتصاديا قويا لإعادة توحيد قبرص، لافتة إلى أنه ينبغى للولايات المتحدة الاحتفاء بذلك، لأنها تعرف ما تعنيه حظوظ مصر الجيدة بالنسة للمنطقة.

وأشار التقرير، إلى أن مصر التى كانت تعد تاريخيا ثانى أكبر منتج للغاز فى أفريقيا، أصبحت فى السنوات الأخيرة مستوردا مع تناقص الإنتاج وعدم قدرته على مواجهة الطلب المحلى المتنامى سريعا، والاضطراب السياسى الذى أدى لتباطؤ الاستكشاف والاستثمار، موضحة أن ذلك أدى لأن تعيش البلاد فترات منتظمة من انقطاع التيار الكهربى.

وبحسب التقرير، فإن حكومة الرئيس، عبدالفتاح السيسى، اعتبرت مسألة انقطاع التيار تهديدا للأمن القومى، لاسيما أن سقوط نظامى الرئيسين السابقين، حسنى مبارك ومحمد مرسى، قد جاءا فى فترات من الانقطاع المنتظم للتيار، الأمر الذى دفع الحكومة لإبقاء «الأنوار مضاءة» وإخماد الإضرابات المحتملة عبر تحويل الطاقة من المناطق الصناعية للمناطق السكنية.

كما وقعت الحكومة اتفاقيات لاستيراد الغاز المسال بأسعار مرتفعة، وتراكمت ديونها المتزايدة لصالح شركات النفط والغاز الأجنبية، وفقا للتقرير.

وقالت المجلة، إنه طبقا لهذه الخلفية القاتمة، فإنه لم يكن من الغريب أن يصف سياسى مصرى الاكتشاف الأخير، بأنه «هدية من الله»، مشيرة إلى أن الحقل يرفع احتياطى الغاز المصرى بنسبة 40%.

وتخطط «إينى» لتسريع عملية الإنتاج، حيث من المخطط أن يبدأ الحفر فى 2016، وتتوقع «فورين أفيرز» أن يبدأ الإنتاج فى 2017، «مما يضع مصر على الطريق الصحيح لتصل فى 2020 للاستقلال الكامل فى مجال الطاقة»، وفقا للمجلة الأمريكية، التى تبدو أكثر تفاؤلا من الحكومة المصرية ذاتها التى صرحت بأن إنتاج الحقل سيبدأ بعد 3 سنوات.

ولكن المجلة تشير إلى أن الحكومة والشركة عليهما أن يختارا بين الأولويات، إشباع السوق المحلى أو اقتناص فرص التصدير.

وترى المجلة أن 2020 سيكون نقطة فاصلة، فقبل هذا العام سيكون لتغطية الطلب المحلى مزايا كبيرة، فالبنية التحتية للاستهلاك المحلى جاهزة، مما يسمح لمصر بنقل الغاز إلى السوق فى أقرب وقت، كما أن الناتج من «شروق» سيوفر لمصر مليارى دولار سنويا من فاتورة استيراد الوقود، ما يساعد على سداد ديون البلاد.