سجلت السياحة الصادرة من دول مجلس التعاون الخليجي نمواً بمقدار عشرة أضعاف منذ عام 1990، لتستحوذ دول مجلس التعاون الست على الحصة الكبرى من عدد سياح سوق الشرق الأوسط بمجمله، في وقت سجلت السعودية والإمارات والكويت، على التوالي، أعلى معدلات النمو لتصبح أهم الأسواق المصدِّرة للسياحة في العالم.
وكشفت حلقة متخصصة حول سوق الخليج السياحية عقدت في جنيف، أنه في عام 1990 غادر 8.2 مليون سائح دول الشرق الأوسط للسياحة في العالم، كان من بينهم أربعة ملايين سائح خليجي، وفي عام 1995 غادر 9.3 مليون سائح من الشرق الأوسط كان بينهم خمسة ملايين سائح خليجي، وفي عام 2000 كان هناك ثمانية ملايين سائح خليجي من بين 14 مليون سائح غادر الشرق الأوسط.
ويواصل السياح الخليجيون استحواذهم على الحصة الكبرى من سياح الشرق الأوسط، بعد أن وصل عددهم في عام 2005 إلى 14 مليون سائح من 23 مليون سائح من الشرق الأوسط، ثم إلى 22 مليون سائح من مجموع 36 مليونا في 2010.
وأكدت حلقة العمل أن المعطيات الراهنة لعام 2015 تشير بوضوح إلى أن عدد السياح الخليجيين سيمثل 38 مليون سائح من مجموع 52 مليونا من الشرق الأوسط، وتوقعت أن يبلغ عدد السياح الخليجيين 43 مليون سائح من مجموع 57 مليونا قادمين من الشرق الأوسط في عام 2020.
وتعني هذه الأرقام أن السفر الصادر من الشرق الأوسط قد ازداد أكثر من خمسة أضعاف في السنوات الـ 20 الماضية، فمن 9.3 مليون مسافر عام 1995 إلى ما يزيد على 50 مليونا (52 مليونا) في عام 2014، لكن حصة دول مجلس التعاون من صادرات السياحة لدول الشرق الأوسط نمت من 60 في المائة عام 2000 إلى 72 في المائة عام 2014.
وأظهرت الحلقة الدراسية، أن المغادرين من دول مجلس التعاون نحو السياحة الدولية في عام 2014 بلغ عددهم نحو 37 مليوناً، وقد أنفقوا نحو 60 مليار دولار في عام 2014.
وفي المتوسط، ستولِّد أسواق دول مجلس التعاون الخليجي ما يزيد على مليون سائح إضافي يتوجهون إلى جميع أنحاء العالم حتى عام 2020.
وعموماً فإن دول الخليج تمثل المرتبة العاشرة بين الأسواق العالمية من حيث الحجم الإجمالي لليالي الفندقية التي ينفقها السائح الخليجي في سويسرا (2.9 ليلة)، وهو إلى حد كبير أعلى من المتوسط، لكن سياح دول الخليج هم الأوائل من حيث الإنفاق اليومي (430 فرنكا سويسريا للفرد الواحد في اليوم الواحد)، أو ما يعادل 467 دولاراً.
وأكدت الحلقة، أن المصدر الرئيس للسياح في سوق مجلس التعاون هي: السعودية، والإمارات، والكويت وتُمثل 80 في المائة من حجم السفر والنفقات، وتستحوذ قطر على حصة 13 في المائة من إنفاق دول مجلس التعاون الخليجي.
ورجحت الحلقة أن تنمو نفقات السياحة الصادرة من دول مجلس التعاون بمقدار أربعة أضعاف بحلول عام 2030، أو من 55 مليار دولار في عام 2013 إلى 64 مليارا في 2015 إلى 94 مليارا في 2020 وصولاً إلى 216 مليار دولار في العام الأول من العقد الثالث من الألفية.
واتفق المشاركون في واحدة من ورشات العمل التي حضرتها “الاقتصادية”، حصول تغييرات في أنماط الوجهات السياحية، فقد انخفضت حصة الشرق الأوسط من السياحة إلى سويسرا، بنسبة 30 في المائة من الإمارات وحدها، في حين لا تزال السعودية، المصدر رقم واحد من السياحة الصادرة من الشرق الأوسط.
وقالت الورشة إن إمكانات الوجهات الأوروبية بالنسبة للسياح الخليجيين لا تزال قوية، لكنها أقرت أن “هناك منافسة متزايدة من أسواق أخرى”.
وأوضحت أن الإعفاء من تأشيرة شنجن سيجذب المزيد من المواطنين الخليجيين، وأن من عناصر قوة السوق الأوروبية، أن أوروبا مرتبطة بشكل جيد مع دول مجلس التعاون الخليجي من حيث شركات النقل ورحلات شركات الطيران المجدولة (خمس رحلات مباشرة يومياً بين دول مجلس التعاون وجنيف: من دبي والدوحة، وأبو ظبي، وجدة، والرياض)، وأن المعدلات المواتية لأسعار صرف العملات هو حافز آخر خاصة بالنسبة للمسافرين من ذوي الدخل المتوسط، وأن تنوع البلدان الأوروبية ومعالم السياحة فيها يوفر ميزة كبيرة لأوروبا.
ومع ذلك، قالت الورشة إن التحدي الذي تواجهه أوروبا لا يزال يتمثل في ازدياد المنافسة من الوجهات السياحية الأخرى في جميع أنحاء العالم، وقالت إن الرصد المستمر لاتجاهات السفر في دول مجلس التعاون الخليجي هو أمر أساسي للتدخل في الوقت المناسب.
ومن أوجه الرصد الذي قدمته الورشة، متابعة وإحصاء نسبة نمو حجوزات السياح الإماراتيين نحو مختلف المناطق السياحية في العالم بين عامي 2012 و2013.
فقد ازدادت حجوزات المسافرين الإماراتيين بنسبة 12.6 في المائة إلى المانيا، و11.3 في المائة إلى تركيا، و10.8 في المائة إلى فرنسا، و10.7 في المائة إلى ماليزيا، و10.4 في المائة إلى بريطانيا، و9.9 في المائة إلى إيطاليا، و9.4 في المائة إلى تايلاند، و7.7 في المائة إلى سنغافورة.
وفي تحليل أرقام الحجوزات، خلصت الورشة إلى أن الوجهات الأوروبية كانت الأعلى من حيث النمو طبقاً لنموذج حجوزات السياح الإماراتيين في عام 2014 مقارنة بحجوزاتهم في عام 2013.
وأوضحت أن الحجوزات زادت بنسبة 12.4 في المائة إلى تركيا، و9.8 في المائة إلى سويسرا، و9.4 في المائة إلى فرنسا، والنسبة مثلها إلى إيطاليا، و9.3 في المائة إلى الولايات المتحدة، و8.9 في المائة إلى إسبانيا، و8.7 في المائة إلى ألمانيا، و8.4 في المائة إلى بريطانيا.
ومن الأرقام الصارخة التي أوضحتها حلقة العمل أن قيمة سوق السفر العالمية في عام 2014 بلغت أكثر من 1.3 تريليون دولار، بزيادة من 1.1 تريليون دولار في عام 2011.
وأظهرت الحلقة، في هذا المجال، أن إجمالي حجوزات السفر العالمي تقاسمتها ست أسواق في العالم، هي: السوق الأوروبية بنسبة 27 في المائة، والنسبة مثلها للسوق الآسيوية، و25 في المائة للسوق الأمريكية، و8 في المائة للسوق الروسية، و7 في المائة لسوق دول أمريكا الوسطى والجنوبية، و6 في المائة لسوق دول الخليج الست.
وأوضحت ورشة عمل أخرى حول تجارة السفر في دول مجلس التعاون، أن هناك أكثر من ستة آلاف وكالة سفر في دول مجلس التعاون الخليجي، أكثر من 70 في المائة منها في السعودية والإمارات والكويت، الأغلبية العظمى منها لا تملك فروعاً، الكثير منها تملكها أسرٌ، والقليل منها تعمل في مجال الجولات السياحية الداخلية، وهي تقوم بدور قاطع تذاكر في المقام الأول.
كما أن هناك عددا قليلا جداً من الموظفين الميدانيين المؤهلين في مجال السياحة والسفر، ومعظم العاملين في مكاتب السياحة والسفر من الجنسيات الآسيوية وبعض العرب المغتربين، وأن خبراتهم محدودة في مجال السفر الدولي، والأغلبية تملك خلفية قطع التذاكر فقط، وأن المعرفة العامة، والمعرفة الإنتاجية لهؤلاء الموظفين محدودة.
وتناولت ورشة عمل أخرى نوعية سياح دول مجلس التعاون، إذ أظهرت أن 75 في المائة هم من المواطنين، و25 في المائة من المغتربين، وأن الذكور يمثلون أكثر من 65 في المائة من السياح الخليجيين والنسبة المتبقية للإناث، وأكثر من نصف السياح الخليجيين هم بين 20 إلى 49 عاماً، وأن 57 في المائة منهم أقل من 35 سنة وتشكل الفئة العمرية الثانية (0 – 19 سنة) 30 في المائة من جميع السياح. وقالت إن أغلب السياح الخليجيين متعلمون جيدا، و65 في المائة منهم من خريجي الجامعات، وأكثر من نصفهم متزوجون، والأغلبية العظمى منهم لديهم أطفال، وأن السياح الخليجيين يحرصون على جلب أطفالهم معهم في سفرهم، وعموماً هم يتمتعون بمستوى عال من الدخل، والأغلبية العظمى من السياح الخليجيين يأتون على شكل عائلات مع أطفالهم بمختلف الأعمار، وفي الأغلب تتفق أكثر من عائلة واحدة للقيام بالسفر، وهناك القليل من الأزواج الذين يسافرون بدون أطفال، والنسبة الثالثة لأزواج يقضون شهر العسل، والنسبة الرابعة لشباب يسافرون وحدهم، لكن من النادر جداً أن يكون هناك سائح خليجي لوحده.
وأشارت إلى أن 49 في المائة من السياح الخليجيين يزورون سويسرا لأول مرة، أما الميول التفضيلية للسياح الخليجيين، فتتركز في التسوق، والفحوص الطبية، والتنقل بين المدن الكبيرة، مع ضعف في التوجه إلى المتاحف، وزيارة القرى الصغيرة، وممارسة رياضة المشي في الطبيعة.
وقالت ورشة عمل أخرى إن الأغلبية العظمى من القرارات المتعلقة بوجهة السفر، وإلى أي مكان تسافر العائلة تتخذها المرأة، والأمر كذلك في العالم العربي.
كما تقول الورشة إن مرحلة التخطيط للسفر، من الفكرة إلى المغادرة، تراوح عموماً بين 9.5 أسبوع إلى 25.6 أسبوع. وأن مرحلة التخطيط للسفر لدى السائح الخليجي تقع في المعدل المتوسط تقريباً (14.1 أسبوع).
وبينت أن 28.5 في المائة من السياح الخليجيين يتوجهون إلى جنيف، و22.3 في المائة إلى منطقة أوبرلاند القريبة من العاصمة بيرن، و17.3 في المائة إلى منطقة زيورخ، و9 في المائة إلى منطقة بحيرة جنيف (مقاطعة فو وعاصمتها لوزان)، و7.1 في المائة إلى منطقة لوسيرن التي تُعرف باسم مقاطعة البحيرات الأربع، و15.8 في المائة إلى المناطق الأخرى.