اكدت جهة سياسية رفيعة المستوى لـصحيفة “القبس” الكويتية ان بعثة لبنان لدى الأمم المتحدة بذلت جهوداً مكثفة لتأمين لقاءات لرئيس الحكومة تمام سلام مع مسؤولين في دول كبرى، لا سيما الولايات المتحدة وروسيا، علّ ذلك يفضي الى إحداث خرق في المسار الرئاسي في لبنان.
وتقول الجهة إياها ان سلام بات يدرك من خلال اتصالاته السياسية والدبلوماسية، ان إنجاز الاستحقاق الرئاسي لا يمكن ان يتحقق قبل ان تتبلور صورة الوضع الانتقالي في سوريا، وهذا لا يمكن ان يحدث قبل عامين على الأقل. وحين غادر سلام بيروت كان محمّلاً بالتمنيات، وبالنصائح، فالانتخابات الرئاسية على حساسيتها، وضرورتها للانتظام الدستوري والسياسي، قد تمثل المرتبة الثانية بعد ملف اللجوء السوري، باعتبار ان هناك قوى لبنانية لا ترى في الأفق ما يشير الى حل وشيك للأزمة في سوريا، تتخوف من ان يتحول السوريين الذين دخلوا كلياً في دورة العمل الى كتلة ضاغطة.
والطريف ان أحد الوزراء لم يتردد في القول لسفير دولة أوروبية انه كان هناك “بنك سوريا ولبنان” الذي أُنشئ ابان الانتداب الفرنسي، وكان يصدر العملة في البلدين، والخوف اذا ما تكرس النزوح، مع وتيرة “هائلة” في التكاثر “ان يصبح اسم بلدنا.. جمهورية لبنان وسوريا”.
الأوساط السياسية ترى انه في ظل التعقيدات التي ترخي بظلها على المنطقة، لا سيما سوريا التي ترخي بثقلها على لبنان، لا مجال أمام سلام سوى ان “يستثير المشاعر”، خصوصاً مع الدوي الذي أحدثه ملف اللجوء الى أوروبا، ومع البحث الجدي في إمكانية توسيع ظاهرة التسويات الداخلية في سوريا، على غرار التسوية الحاصلة حول الزبداني ومضايا من جهة وكفريا والفوعة من جهة أخرى. كما لا خرق في نيويورك، لا خرق في بيروت.