نجح اتحاد المصارف العربية في السنوات الخمس الماضية في إرساء منصات راسخة على المستويين الإقليمي والدولي، كان لها الأثر البارز أولاً في دعم القطاع المصرفي العربي من جهة، وثانياً في تمكين الاتحاد من فرض نفسه كشريك استراتيجي في صناعة القرار المالي والمصرفي اقليميا ودولياً.
واستفاد الاتحاد بشكل مباشر من المكاسب والانجازات التي حققها حتى الساعة من موقع ومكانة وخبرة رئيس اللجنة التنفيذية في الاتحاد، رئيس جمعية مصارف لبنان، ورئيس الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب جوزف طربيه، ومن «دينامية» حركة الأمين العام للاتحاد وسام حسن فتوح، الذي نجح في بناء علاقات استراتيجية مع مصادر القرار المالي والمصرفي الأميركي والأوروبي.
على المستوى الإقليمي واكب الاتحاد عن قرب وبشكل مستدام المتغيّرات التي افرزها الحراك الشعبي في عدد من الدول العربية من خلال الاتصالات أو الزيارات الميدانية التي قام بها أمين عام الاتحاد إلى هذه الدول، حيث التقى قادة المؤسسات المالية والمصرفية واطلع على اوضاعها واحتياجاتها، فتابع لاحقاً أوضاع هذه المؤسسات من خلال فتح قنوات اتصال ودعم مستمرة.
إلى ذلك تنبه الاتحاد إلى أهمية التعاون الاقليمي المالي والمصرفي مع بروز كيانات اقتصادية ومالية قوية وواعدة فتحرّك باتجاه تركيا بشكل خاص، وقام بتنظيم أكثر من مؤتمر مصرفي عربي – تركي خدمة للاقتصاد العربي عامة ولقطاعه المالي والمصرفي خصوصاً.
وفي السياق الإقليمي أيضاً كانت مبادرة الأمانة العامة للاتحاد الأخيرة التي جمعت في العاصمة اللبنانية بيروت الأمناء العامين لجمعيات المصارف العربية والإقليمية، وهو الاجتماع الذي تقرر ان يعقد سنوياً لمتابعة كل جديد في الصناعة المصرفية.
وفي السياق الإقليمي أيضاً، نظم اتحاد المصارف العربية عشرات المؤتمرات والمنتديات المالية والمصرفية في كافة العواصم العربية والاقليمية كان لها الأثر البارز في تنشيط التعاون الاقتصادي والمالي والمصرفي بين هذه الدول.
على المستوى الدولي، نجح اتحاد المصارف العربية في الفترة القصيرة الماضية في فتح باب الحوار مع المصارف الأوروبية من خلال تنظيمه أوّل مؤتمر للحوار المصرفي العربي – الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل بموضوع «آليات تجفيف منابع تمويل الارهاب»، وحقق المؤتمر من خلال المشاركة الرفيعة المستوى، أو من خلال حجم الحضور نجاحاً كبيراً، أسس لفتح حوار مستدام بين المصارف العربية والأوروبية.
وفي هذا السياق، نوّه نائب حاكم مصرف لبنان محمّد بعاصيري بنجاح فعاليات هذا المؤتمر (الحوار المصرفي العربي الاوروبي)، وقال: من الضروري إطلاق حوار القطاع الخاص بين الاتحاد الأوروبي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، على غرار حوار القطاع الخاص بين الولايات المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا الذي انطلق في العام 2006، وذلك بهدف بناء وتأمين شراكة مهنية بين القطاع المالي في المنطقتين وتعزيز الوعي لمكافحة تبييض الأموال وتمويل الإرهاب.
ويقول بعاصيري: ان منطقتنا كما أوروبا والعالم بأسره تواجه العديد من الاخطار ومنها مكافحة تمويل الجماعات الارهابية التي تُهدّد العالم ككل. من هنا ضرورة الحوار بين القطاعين المالي العام والخاص بين أوروبا ومنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، ولاتحاد المصارف العربية الدور الهام والاساسي في تحقيق هذا الهدف.
اما الأمين العام لاتحاد المصارف العربية وسام حسن فتوح فقال لـ«اللواء» ان مبادرة الحوار المصرفي العربي – الأوروبي التي اطلقناها مطلع هذا الشهر من العاصمة البلجيكية بروكسل هي خطوة في الاتجاه الصحيح على طريق بناء شراكة مصرفية ومالية عربية – أوروبية، وذلك على غرار العمل الذي انجزه الاتحاد في العام 2006 عندما نجح في توحيد الجهود المصرفية العربية – الأميركية من خلال مبادرة خاصة أطلقها بهذا الأمر في العام 2006 في نيويورك.
واضاف: «وقبل أيام اعلنا عن مباشرة أعمال المبادرة العربية الأوروبية من بروكسل بدعم من الفيدرالية المصرفية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي ومنظمة العمل المالي FATF».
ويختم فتوح بالقول: «ان إرساء مثل هذه المنصات الحوارية مع مراكز القرار المالي والمصرفي في العالم هو أمر مفيد لقطاعنا المالي والمصرفي العربي، كما ان هذا الأمر يحقق الكثير من الدعم لاقتصادات الدول العربية ويحمي ويصون مؤسساتنا المالية.