بدأت حكومة بشار الأسد بوضع خطط لتصدير الخضر والفواكه إلى الدول المجاورة، بذريعة فائض الإنتاج الزراعي، في وقت تشكو المناطق السورية المحررة نقصا كبيرا في تلك السلع.
وقال مصدر في اتحاد غرف التجارة السورية، إن اتحاد المصدرين السوريين ورّد الأسبوع الماضي، نحو 50 شاحنة محملة بالخضر والفواكه إلى العراق، لتصريف فائض الإنتاج الزراعي للسوق العراقية الشرهة للمنتجات الزراعية السورية.
وأشار المصدر الخاص لـ “العربي الجديد”، إلى أن البيانات التي تتيحها وزارة الزراعة السورية تُشير إلى أن الإنتاج الزراعي لهذا الموسم هو الأعلى منذ 7 سنوات، إذ يتوقع أن يصل إنتاج الحمضيات لنحو 1.5 مليون طن، فيما قد يصل إنتاج التفاح إلى حدود 500 ألف طن، وهو ما يزيد عن الاستهلاك المحلي.
وذكر المصدر أن وزارة الاقتصاد كلّفت اتحاد غرف التجارة السورية، ببدء العمل على إيجاد أسواق جديدة، بعد فتح السوق المصرية والإماراتية والعراقية، لتصدير الإنتاج الزراعي.
ويرى المهندس الزراعي يحيى مظلوم، أن التصدير إلى العراق يأتي ضمن سعي حكومة الأسد للحصول على النقد الأجنبي. وأضاف المهندس مظلوم لـ “العربي الجديد”، أن نظام بشار الأسد يحاول تصريف فائض الإنتاج في المناطق التي يسيطر عليها، وحرمان المدن السورية المحررة منها.
وأشار مظلوم إلى أن حكومة بشار الأسد تبالغ بأرقام الإنتاج لهذا العام لتبرر التصدير، ففي حين لا يزيد إنتاج الحمضيات لهذا الموسم عن مليون طن، بحسب ما أكد مدير زراعة اللاذقية منذر خير بيك، تروج الوزارة بأن الإنتاج يبلغ 1.5 مليون طن، كما أن هناك مبالغات بأرقام إنتاج التفاح التي لن تزيد هذا العام عن 400 ألف طن، وفق تقديرات المختصين.
وتشجع حكومة الأسد على التصدير للعراق، خاصة بعد توقيع “اتحاد المصدرين السوري” و”اتحاد الجمعيات الفلاحية العراقية” قبل أيام، مذكرة تفاهم لتسهيل التبادل التجاري للمنتجات الزراعية الذي سيدخل التنفيذ مطلع الشهر المقبل.