أكد نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم انّ “سوريا اليوم في مرحلة جديدة، في مرحلة إنهاء كامل المشروع المعادي لمصلحة مشروع جديد دعامته الرئيس بشار الأسد، وليكن واضحاً: لولا الرئيس السوري بشار الأسد والجيش السوري والشعب السوري وهذا التماسك والصبر والقتال والإلتفاف والصمود لما استطاعت سوريا أن تواجه هذه الحملة الكونية الآثمة التي استمرت لخمس سنوات تقريبا، نعم نحن ساعدنا سوريا، ولكن هل كانت المساعدة لتنفع لولا أنهم أهل لذلك؟ ولولا أنهم وقفوا أساسا لاستعادة الدور والمكانة لسوريا؟ هم الأساس. اليوم يقر العالم بشرقه وغربه أن الحلول في سوريا لا يمكن أن تتم إلا مع الرئيس بشار الأسد، هذا الاعتراف ليس مكرمة لهم إنما هو اعتراف المهزوم، واعتراف الذي لا يستطيع أن يصنع شيئا في سوريا من دون قيادتها وشعبها وجيشها الذين صمدوا وقاتلوا، حتى عندما تدخلت روسيا الآن بشكل مميز بسلاحها وإمكاناتها إنما تدخل لأن هناك من وقف على قدميه، ومن أجل أن تواجه العبث الدولي وخطر “داعش” الذي هو خطر على الجميع من دون استثناء”.
قاسم، وخلال حفل تخريج طلاب معهد الرسول الجامعي ـ طريق المطار، قال: “نعم أصبح واضحا: سوريا عصية على السقوط، سوريا المقاومة باقية، وعلينا جميعا أن نبقى إلى جانبها لأن نجاح سوريا من نجاح مشروع المقاومة، هذا المشروع المتكامل الذي تتضافر جهوده وإمكاناته لمصلحة المستقبل. لا يريدون انتخاب رئيس قوي للبنان لأنهم لا يريدون دولة قوية تلتزم الدستور وتحاسب وتسير وفق الضوابط والقوانين وتسأل وتقبل المساءلة، لا يريدون رئيسا قويا لأنهم يتأملون اللعب من خلال الرئيس الذي لا لون له ولا طعم ولا رائحة لينسحق أمام مشاريعهم الإقليمية والدولية على حساب لبنان ودولة لبنان، أما نحن فنجاهر بأننا نريد الرئيس القوي لأننا نريد الدولة القوية، لأننا نريد بناء لبنان على أسس متينة، لأننا نريد أن نتخلص من هذا الاصطفاف الطائفي الذي يحمي الفاسدين والمفسدين والمرتكبين، ونتحداهم بأن يقبلوا بناء الدولة القوية لأن دعامتها الرئيس القوي”.
واضاف: “الأمر الآخر هم لا يريدون الانتخابات عن طريق النسبية، ويجاهرون بأن عدم موافقتهم عليها أنهم يخسرون، يعني أنكم تريدون نظاما يأتي بكم تزويرا بإرادة ما وخلافا لما يريده الناس لتتربعوا على عرش صنعتموه في غفلة من الزمن لتتحكموا برقاب البلاد والعباد وتغطوا الفساد والمفسدين. أليست الانتخابات أصلا هي لتمثيل الناس؟ الاعتراض هو بما أن السلاح موجود لا نقبل الانتخابات النسبية، فكيف قبلت الانتخابات بالأكثرية والسلاح موجود؟ مع ذلك هذه الحجج لا معنى لها وإنما يطرحها البعض من أجل أن يقول بأنه تكلم فقط، نحن ندعو إلى الانتخابات النسبية من أجل أن يمثل الناس جميع الناس سواء نقصت حصتنا أو زادت أو نقصت حصص الآخرين أو زادت، ما يهمنا أن يشعر الناس جميعا أنهم ممثلون في المجلس النيابي ولا حل إلا بالانتخابات على قاعدة النسبية”.
وختم قاسم: “أدعو جماعة 14 آذار إلى إعادة النظر بخياراتهم السياسية، وأقول لهم: لقد ملأتم سجلكم أخطاء ولا زلتم تتابعونها، توقفوا قليلا واملكوا الجرأة لأن تعيدوا النظر في مساراتكم التي أدت إلى هذا الفشل في داخل لبنان وفي الخيارات السياسية وحتى في النظر إلى القضايا الإقليمية المختلفة. آمل أن يتعظوا وإن كان عندي يأس من هذا الأمر لأن المأمور إقليميا ودوليا يصعب عليه أن يأخذ قرارا جريئا إلا إذا تحرر من هذا الإنتماء والتحرر يحتاج إلى أبطال، آمل أن يفكروا بأن يكونوا أبطالا عندها نلاقيهم في كل شيء”.