تشير المعلومات المتوافرة عن محادثات رئيس الوزراء تمام سلام في نيويورك مع العديد من المسؤولين الدوليين، ان ثمة تسليماً بان الواقع في لبنان بات مرتبطاً بمآل التطورات في سورية، وبأن بلوغ تسوية لأزمة الأخيرة يشكّل «المفتاح» لوضع الانتخابات الرئاسية اللبنانية على سكة الحل، وتالياً توفير مخارج لمجمل المأزق السياسي الذي تعيشه «بلاد الأرز»، وسط «مصارعة» حكومة سلام مناخات التعطيل واستسلام البرلمان الى حال الشلل.
ولاحظت اوساط سياسية عبر صحيف “الراي” الكويتية انه رغم تأكيد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بعد لقائه سلام في نيويورك انه سيزور بيروت في اكتوبر المقبل، مشدداً على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية سريعاً، وسط معلومات عن ان ملف لبنان سيكون حاضراً في اللقاءات الفرنسية – الايرانية (على هامش أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة)، الا ان مناخاً عاماً خارجياً يشي بان التطورات المتسارعة في سورية، فرضت على كل اللاعبين الدوليين التركيز على سبل إنهاء الحرب فيها، كأولوية قصوى بما ينعكس حكماً على الوضع في لبنان.
وبحسب هذه الأوساط، فان هذا المناخ الجديد، يشكّل نوعاً من التراجع وإن الضمني، عن الأجواء التي كانت سادت بعيد إنطلاق احتجاجات الحِراك المدني في لبنان قبل أكثر من شهر والتي رفع خلالها المجتمع الدولي شعار «الانتخابات الرئاسية الآن» باعتبارها مدخلاً لمنْع انهيار البلاد، تحت وطأة المناخ الشعبي الضاغط وتَفاقُم تعطيل المؤسسات نتيجة الفراغ الرئاسي، وذلك بمعزل عن الوقائع السورية.
حتى ان هذه الأوساط، توقفت عند اشارات أطلّت من نيويورك، وبدا معها ان المأزق اللبناني بات يشكّل عنصر صغط نحو التسريع في حلّ الأزمة السورية اولاً، ولا سيما انطلاقاً من «قنبلة» النازحين التي اعتُبرت المحفّز الرئيسي لانتقال اوروبا من موقف الأسد لا يمكن ان يحكم ابداً الى شعار الأسد لن يحكم الى الأبد.
وأشارت الأوساط نفسها في هذا السياق، الى ما أعلنه مسؤول شؤون التوسيع في الاتحاد الاوروبي يوهانس هان قبل ثلاثة ايام من ان«الموجة الكبرى المقبلة»من اللاجئين إلى أوروبا قد تنطلق من لبنان، بحكم كونها دولة«ضعيفة»وتشهد وضعا«مأسوياً».
وتلفت الأوساط السياسية الى ان اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان يوم غد الذي يشهد ايضاً إلقاء الرئيس سلام كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة، سيعاود تأكيد”لازمة”وجوب إنهاء الفراغ الرئاسي، مع التركيز على سبل مساعدة”بلاد الأرز”على التصدي لأزمة اللاجئين السوريين الذين يستضيف منهم نحو 1.5 مليون لاجىء، وهو ما كان محور لقاء رئيس الوزراء اللبناني مع ممثلة الاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديركا موغيريني التي ذكرت تقارير انها أبلغت الى سلام ان دول الاتحاد تعتزم مجتمعة القيام بسابقة تتمثل بتقديم مساعدات عسكرية للبنان.