شدد المدير التنفيذي لمؤسسة رينه معوض ميشال معوض على أن النظام المركزي في لبنان لا يؤمن انماءً، بل يموّل الفساد وأمراء الطوائف، وان الرهان على السلطات المحلية هو الرهان الرابح انمائياً، مضيفًا: “اذا أردنا أن ننظر إلى الواقع المزري والمؤلم الذي نحن فيه هناك حل واحد: “دولة مركزية قوية على صعيد القرارات السيادية حتى لا يقوم كل حزب أو مجموعة أو طائفة بفتح دويلة على حسابهم، وتطبيق اللامركزية الموسعة المنصوص عليها في الدستور لتمكين السلطات المحلية قانوناً ومالياً كي تتسلم زمام الأمور الإنمائية. هذا هو الحل الوحيد والباقي كلّه لفّ ودوران”.
معوض وفي كلمة القاها خلال احتفال برنامج “بلدي” تحت عنوان “بناء التحالفات للتقدم، التنمية والاستثمار المحلي” المموّل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية والمنفذ من مؤسسة رينه معوض، لإنجاز مشروع تحسين مرافئ تعاونية صيادي الأسماك في ميناء جونيه، أكد على ضرورة “العمل والوقوف الى جانب المواطن لنحميه ونجذره بأرضه بدل التلهي بالشعارات والصراعات العقيمة”، مشددًا على أن هذا المشروع هو تأكيد على رسالة المؤسسة ببناء قدرات الانسان اللبناني ليبقى حراً بأرضه وديمقراطيا بوطنه”.
وقال معوض: “شو همّ جونية من هدير البحر”، جونية التي كانت عبر تاريخها ستبقى عصية على منطق الحروب، والسلاح، والتطرف، والتلوث. تلوث النفايات، ومعامل الكهرباء، والشواطىء، عصية على كل فساد وتفكك المؤسسات. جونية كانت وستبقى واقفة في وجه كل ذلك، بخليجها وبالجبال التي تحمي ظهرها، وستبقى رمزا” من رموز الوجه الآخر للبنان. لبنان الأخضر الحلو، لبنان الفرح والانفتاح، لبنان السياحة والمهرجانات، لبنان التطور والانماء، لبنان الدولة والمؤسسات، لبنان فؤاد شهاب ابن هذه المنطقة.”
وأضاف: “ان المشروع الذي نفتتحه سويا اليوم هو مشروع “تطوير أعمال الصيّادين في مرفأ جونية ” هو في صلب هذا الخيار، خيار التطور والانماء، وبناء قدرات الانسان. فهذا المشروع سيحسن أولا الظروف الاقتصادية والمعيشية لصيادي الاسماك في جونية وطبرجا والبوار والعقيبة وغيرها من المناطق المحيط”.
وتابع: “نحن نتكلم هنا عن أكثر من 150 عائلة، وكما تعلمون فان صيادي السمك كالمزارعين :هم أبناء الأرض ومتجذرون فيها .150 صياد سمك ينطلقون كل ليلة من هنا في ظروف مناخية صعبة أحيانا ليتمكنوا من اطعام وتربية عائلاتهم بكرامة، والدولة طبعا لا تقدم لهم الحد الادنى من الحماية: لا حماية اجتماعية، لا حماية صحية ولا حتى حماية من التلوث الذي يؤثر على لقمة عيشهم. هذا هو الانسان اللبناني الذي من واجبنا جميعا أن نقف الى جانبه ونحميه ونجذره بأرضه بدل التلهي بالشعارات والصراعات العقيمة.
وشدد معوض على أن هذا المشروع هو جزء من خطة تطوير واعادة احياء مرفأ جونية الذي يعتبر الاستثمار فيه استثمار في انماء كل المنطقة وتطوير السياحة فيها. ان مرفأ جونية هو وجه جونية بل وجه كسروان المستقبلي. ولا يكفي الدولة أن تقرّ نظريا انشاء “مرفأ جونية السياحي” بعد 155 “تربيح جميلي” بل عليها تأمين التمويل لهذا المرفأ.”
وتابع معوض: ”ان أهمية هذا المشروع تكمن أيضا في أنه يشكل نموذجا للتعاون الناجح بين 3 مكونات هم الأكثر ادراكا لحاجاتها وحاجات مجتمعها وأعني بهما السلطات المحلية ومؤسسات المجتمع المدني الذين يمتازون بالخبرة لدراسة وتنفيذ المشاريع ولديهم القدرة على الرقابة والمؤسسات والهيئات الدولية المانحة. هذا هو المثلث الذي سمح بانشاء هذا المشروع وكثير من المشاريع المماثلة على كافة الأراضي اللبنانية.”
واردف قائلاً:”هنا اسمحوا لي أن أشكر بلدية جونية اولا لحصولها على هذا المشروع وهذا أمر يحتاج بحد ذاته الى جهد وجدارة. ان هذا المشروع هو جزء من برنامج بلدي الممول من الوكالة الاميركية للتنمية “USAID” وبلدية جونية هي واحدة من 9 بلديات التي تمت الموافقة على مشروعهم من أصل أكثر من 50 طلب قدموا في المرحلة الاولى. وثانيا أود أن أشكر البلدية على كل التسهيلات المالية واللوجستية التي قدمتها طوال فترة تنفيذ المشروع . كما أود أن أشكر تعاونية صيادي سمك جونية التي رافقتنا في كافة مراحل المشروع. واسمحوا لي أن أشكرأيضاً عمل كل فريق مؤسسة رينيه معوض الذين كالعادة رفعوا لنا رأسنا.”
وتابع معوض:”ان هذا المشروع بالنسبة لنا هو تأكيد على رسالة المؤسسة ببناء قدرات الانسان اللبناني ليبقى حراً بأرضه وديمقراطيا بوطنه. وهذا المشروع ووجودكم معنا اليوم يؤكد مرة جديدة ان مؤسسة رينه معوض هي مؤسسة عابرة للمناطق وعابرة للطوائف وعابرة للإصطفافات السياسية.اليوم في جونيه ومن أسابيع في الباروك واهمج، جبيل وأرده، زغرتا وبزبينا- عكار وكوسبا – الكورة وغداً في دير عمار، عبرا، صيدا وجزين وفي كل المناطق اللبنانية”.
وتابع: “الشكر الأكبر هو للوكالة الأميركية للتنمية USAID وعبرها للشعب الأميركي الذي موّل الجزء الأكبر من هذا المشروع الى جانب مشاريع أخرى على كامل مساحة لبنان ضمن برنامج بلدي. لقد موّلوا مع مؤسسة رينه معوض 9 مشاريع في المرحلة الأولى من البرنامج وتمّت الموافقة أخيرا على 24 مشروعا للمرحلة الثانية. هذا التمويل الذي نريده تمويل للإنماء وتمويل لمؤسسات الشرعية وعلى رأسها الجيش اللبناني. فشكرا USAID.
وختم معوض قائلا: “قبل أن أنهي كلامي، أريد أن أسلّط الضوء على أن هذا المشروع الذي سيطوّر ظروف حياة أكثر من 150 عائلة وسيخلق وظائف ويفعّل الدورة الاقتصادية، كلفته الإجمالية أقل من 400.000 ألف دولار، نعم أقل من 400.000 ألف دولار في وقت نرى الدولة المركزية تصرف مليارات الدولارات على النفايات المنتشرة على الطرقات، وعلى الكهرباء التي تبقى مقطوعة، وعلى المياه التي صار فيها شح في بلد الماء وعلى وعلى وعلى …
وراى ان النظام المركزي في لبنان لا يؤمن انماءً، بل يموّل الفساد وأمراء الطوائف، وان الرهان على السلطات المحلية هو الرهان الرابح انمائياً، واذا أردنا أن ننظر إلى الواقع المزري والمؤلم الذي نحن فيه هناك حل واحد: “دولة مركزية قوية على صعيد القرارات السيادية حتى لا يقوم كل حزب أو مجموعة أو طائفة بفتح دويلة على حسابهم، وتطبيق اللامركزية الموسعة المنصوص عليها في الدستور لتمكين السلطات المحلية قانوناً ومالياً كي تتسلم زمام الأمور الإنمائية. هذا هو الحل الوحيد والباقي كلّه لفّ ودوران.
من جهته، شدد السفير الأميركي في لبنان ديفيد هيل على “أهمية الشراكة مع المجتمع البلدي والسلطات المحلية وهذا أمر مهم بالنسبة لنا. وليس هناك من مجتمع مدني لا تواجهه المشاكل والصعوبات.” وكشف عن تقديم 66 مليون دولار لمشاريع تؤدي الى دعم المؤسسات الصغيرة وهذا المشروع نموذج على ذلك.”
وقال: “لقد بدأنا منذ التسعينيات بالتعاون مع البلديات لتنفيذ الانشطة المحلية وهذا المشروع سيؤدي الى تحسين الحياة الاقتصادية ونهنئكم عليه”.
وختم هيل: “آمل ان تستلهموا من هذه الطاقة لتحسين مستقبل بلدكم ولنتطلع سوية الى مشاريع أخرى مشتركة”.
وكان رئيس بلدية جونيه الأستاذ أنطوان فرام أكد بعد ترحبه بالحضور “ان هذا المرفأ الذي انشأ في عهد الرئيس الراحل فؤاد شهاب لم يصار الى ترميمه وتطويره أو اعادة تأهيله واليوم وبفضل المساهمة والتمويل من الوكالة الاميركية للتنمية الدولية USAID وتنفيذ مؤسسة رينه معوض وبلدية جونية تم تأهيل وتطوير هذا المرفأ.”
وأوضح ان اهمية الاشغال التي تمت ضمن هذا المشروع تكمن في تأهيل المرفأ بعد سنوات من الاهمال.”
وختم عارضا لسلسلة من الخطط التي تساهم في تحسين هذا القطاع قائلا:”ان الثروة السمكية ومهنة صيد الاسماك هي ثروة مهدورة في لبنان وواجب علينا العمل على وضع استراتيجية شاملة لتنمية الثروة البحرية تتناسب مع المعايير البيئية العالمية والتنمية المستدامة لتكثيف كمية ونوعية الثروة السمكية .”
وتحدث رئيس تعاونية صيادي الأسماك في جونيه السيد مالك طايع شاكرا كل من ساهم بإنجاح هذا المشروع، وقال: “ان مهنة صيد الاسماك من اعرق وانبل المهن، وهي الحجر الاساس للهيكلية الهرمية التي تعنى بشؤون التغذية. وختم :”ان الحفاظ على هذه المهنة هو واجب كل على كل انسان.”
وتلت السيدة رشا الحوراني كلمة باسم الادارة المشتركة في وزارة الداخليّة والبلديات أكدت فيها على أن هذا البرنامج يهدف الى “بناء التحالفات للتقدم والتنمية والاستثمار المحلي ” وقد ثبت أنه فعلا كذلك. وها نحن ننطلق من منطقة لبنانية الى منطقة اخرى لاطلاق وافتتاح المشاريع المنفذة .” وختمت ناقلة تحيات وزير الداخلية والبلديات لكل القيمين على هذا المشروع.”
اشارة الى ان برنامج “بلدي” الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لسنة ٢٠١٧ يمتد ويدعم حاليا ١٧ بلدية لتنفيذ مشاريع تنموية تفيد ٥٨ بلدية وتحسّن سبل العيش لأكثر من 100000 شخص في جميع أنحاء لبنان. في سنة 2015، سيتم اختيار 40 مشروعا إضافيا لدعم البلديات لإنجاز أنشطة ومشاريع تنموية تفيد المجتمعات المحلية ككل.
هذا جال الحضور في المكان الجديد المخصص لبيع الأسماك في المزاد بالإضافة إلى القسم المخصص للطهي، والذي يسمح بمساعدة الصيادين في جونيه والمناطق المحيطة بها من طبرجا، العقيبة، والبوار في منطقة كسروان ويتيح لهم بيع صيدهم الطازج بأسعار مميزة وزيادة مبيعاتهم من خلال طهي الأسماك. كما وإضطلع الحضور على مشغل إصلاح القوارب الذي أنشئ بدعم منUSAID بالإضافة إلى أقسام أخرى في المرفأ تم تجديدها لمساعدة الصيادين في عملهم اليومي.
وقد قدمت الوكالة الأميركية 226000 دولار أميركي لمساعدة بلدية جونيه في تنفيذ هذا المشروع لتعاونية صيادي الأسماك. وسيساهم بيع السمك في الجملة وفي المزاد العلني بزيادة المبيعات بشكلٍ مباشر لأكثر من ١٥٠ شخص.
وكان الاحتفال الذي حضره ممثل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المونسنيور يوحنا الخوري، السفير الأميركي ديفيد هيل، مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في لبنان كارولين بريان، النائب نعمة الله أبي نصر، محافظ جبل لبنان فؤاد فليفل ممثلا بقائمقام كسروان جوزف منصور، المدير التنفيذي لمؤسسة رينيه معوض ميشال معوض، سفيرة الاروغواي في لبنان مرتا اينيز بيزانيللي، مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم ممثلا بالرائد مازن صقر، ممثلة مكتب الادارة المشتركة في وزارة الداخليّة والبلديات رشا الحوراني، رئيس بلدية جونية أنطوان فرام، رئيس بلدية غزير الدكتور ابراهيم الحداد وأعضاء المجلس البلدي، رئيس واعضاء اتحاد بلديات كسروان الفتوح، اعضاء مجلس بلدية زوق مكايل، رئيس بلدية زوق مكايل ورئيس إتحاد بلديات كسروان الفتوح المحامي نهاد نوفل، رئيس بلدية درعون – حريصا السيد أنطوان الشمالي واعضاء المجلس البلدي، رئيس بلدية طبرجا المحامي جوزف القزي وأعضاء المجلس البلدي، قائمقام كسروان جوزف منصور، المقدم الدكتور إبراهيم أنطون قائد سرية جونيه في وحدة الدرك الإقليمي بالوكالة، رئيس جهاز أمن الدولة في كسروان المقدم ريمون بو معشر، آمر فصيلة جونيه في وحدة الدرك الإقليمي الرائد رولان أبي عاد، رئيس فرع جهاز أمن الدولة في كسروان المقدم مروان صافي، رئيس الشعبة البحرية في الجمارك العقيد عادل فرنسيس، مدير عام النقل البريّ والبحري عبد الحفيظ القيسي والأب جورج بليكي رئيس دير البولسية وممثلين عن تعاونية الصيادين في جونية، وغيرهم من المسؤولين المحليين وحشد من المهتمين، استهل بالنشيدين الوطنيين اللبناني والاميركي من ثم كلمة لمديرة التواصل في مؤسسة رينيه معوض ليندا خليفة.