Site icon IMLebanon

ضغط تسجيل في “الرسمي” مع بدء الدراسة

school

 

 

كتب عماد الزغبي في صحيفة “السفير”:

تصرّ أم عبد الله على تسجيل ولدها في الدوام الصباحي في المدرسة الرسمية، لا تريد له دوام بعد الظهر: «بعده صغير». عبد الله لم يتجاوز السبع سنوات، لم يدخل مدرسة في حياته، فضّلت والدته أن يبقى إلى جانبها بعدما توفى والده في سوريا. لم تقتنع أم عبد الله بقرار وزارة التربية أن تسجيل التلامذة الجدد وغير المقيمين يكون في فترة بعد الظهر. تحاول الوالدة الاستعانة بالمدير علّه يفيدها، «لا نستطيع مخالفة قرارات الوزارة» يجيب المدير، ويؤكد أن حالة أبنها تستدعي برنامج تقوية ليتأقلم مع زملائه.

فقد شهدت المدارس الرسمية، في أول يوم دراسي أمس، زحمة أهالٍ لتسجيل أبنائهم. لم يقتصر الأمر على أهالي التلامذة اللبنانيين، بل أيضاً السوريين، فتجمّعوا أمام غرف النظارة، بانتظار دورهم. تستفسر سارة وهي والدة لثلاثة أطفال، من والدة أحد الأطفال السوريين: «صحيح متل ما رأيت في الإعلان التلفزيوني أن التسجيل ببلاش؟». ترد عليها بـ «نعم» وتردف: «عليك تأمين مجموعة من الأوراق، وأهمها البطاقة الصحية، وصورة عن ورقة الأمم المتحدة، وإفادة سكن وصورة عن الهوية». أوراق سارة غير مكتملة، تسأل الأم عن موعد انتهاء التسجيل، يأتيها الرد «عجلي قد ما فيكي ما عاد في محلات».

فقد ارتفعت نسبة التسجيل في المدارس الرسمية، إلى نحو ثمانين في المئة أمس، وفي بعض المدارس مئة في المئة، بعدما لم تكن النسبة تتجاوز، قبل عطلة الأعياد، الثلاثين في المئة.

يؤكد رئيس منطقة بيروت التربوية محمد الجمل، في ختام جولة قام بها على عدد من مدارس بيروت، أن المدارس الرسمية، شهدت أمس ازدحاماً وإقبالاً لافتاً من قبل الأهالي، وتركّز الضغط على التسجيل في المدارس التي تدرس اللغة الإنكليزية، خصوصاً في مدارس: شكيب إرسلان، عمر الزعني، عمر فروخ، عمر حمد، جابر الأحمد وروضة عمر الأنسي.

يشدّد الجمل على سعي الوزارة لتأمين مقعد لكل تلميذ، وأن الأولوية هي للتلامذة اللبنانيين، ثم لغير اللبنانيين المقيمين، وأنه يتم إرسال الفائض من التلامذة في مدرسة ما إلى أقرب مدرسة رسمية يمكنها استيعاب العدد الزائد.

وعن أسباب حركة التسجيل اللافتة أمس، يشير الجمل إلى أن أهالي التلامذة اللبنانيين، يتريثون عادة حتى نهاية شهر أيلول، علماً أن التسجيل والكتب مجانية، لعلمهم أن أماكن أولادهم محفوظة. أما بالنسبة إلى السوريين، فقد انتظروا حتى انتهاء تسجيل اللبنانيين، وهذا ما أدّى إلى الزحمة أمام مكاتب الإدارات في المدارس.

يؤكد الجمل أن كل الترتيبات اتخذت لتأمين الكتب المجانية لجميع التلامذة من دون إستثناء، بعد التأخير الذي حصل في طباعة النسخ الجديدة، وأن هناك مديرين لجأوا إلى توزيع الكتب القديمة المستعملة على التلامذة في أول يوم دراسي، والأسبوع الأول يُعتَبر فترة تحضيرية، بانتظار حصولهم على النسخ الجديدة. وتوقّع أن تؤمن الكتب في المكتبات في غضون 48 ساعة.

يغرق مدير «ابتدائية عمر فروخ» غسان الخطيب، بالطلبات المرفوعة إليه للنظر فيها، أو السماح بحجز مكان، ريثما يتم تأمين باقي المستندات. لا يستطيع منع أحد من الدخول إلى مكتبه، يطلب من الأهالي أن يعرض كل فرد قضيته، وليس دفعة واحدة.

يشير الخطيب إلى أن التسجيل لم يصل إلى نصف العدد المسجل في العام الماضي قبل عطلة عيد الأضحى، وتضاعف هذا العدد في يوم واحد (أمس). وكان تسجل في العام الماضي 828 تلميذاً من بينهم 456 لبنانياً، في دوام قبل الظهر، موزّعين على 31 صفاً. وحتى ظهر أمس بلغ عدد المسجلين 654، من بينهم 388 لبنانياً، و30 فلسطينياً، مصريان وثلاثة عراقيين، والباقي سوريون، متوقعاً وصول العدد إلى نحو 900 تلميذ.

وحول اعتراضات الأهالي السوريين، يوضح أن وزارة التربية، طلبت ضمّ شهادة صحية باللقاحات التي سبق وأخذها التلميذ، ومعظمهم لا يملك هذه الشهادات، التي يجب أن تكون موقعة من طبيب. ويلفت إلى أن بعض الأهالي يطلب التوقيع على تعهّد، بمتابعة تجديد الإقامة في لبنان، بناء على إيصال لديهم، لأن أوراقهم موجودة لدى الأمن العام اللبناني. وحول تأمين الكتب، يؤكد أن المدرسة تعطي ولي أمر التلميذ إيصالاً للحصول على الكتب وبالمجان من إحدى المكتبات المتعاقدة مع الوزارة.

ترتاح مديرة روضة «عمر الأنسي» ميرفت شميطلي، من عناء التسجيل بعدما ارتفع العدد من 300 تلميذ العام الماضي، إلى 325 تلميذاً موزعين على ست شعب، من بينهم 200 تلميذ لبناني، و16 فلسطينياً، والباقي من السوريين. وتقول: «لم يعد بالإمكان استيعاب أي تلميذ إضافي». وتشير إلى أنه أعتمد في اليوم الأول دوام حتى الظهر مع تحضير نفسي، خصوصاً أن التلامذة دون الست سنوات، كي يعتادوا على المدرسة».

تتشابه الحالات في باقي المدارس الرسمية في العاصمة والضواحي، لجهة الضغط، مع استمرار التسجيل حتى العاشر من تشرين الأول المقبل، في وقت تتسارع فيه ورش العمل في هذه المدارس، بعد تأخّر المتعهدين والالتزام بالمواعيد المحددة، لجهة الانتهاء من أعمال الدهان والتجهيز.