كتب عمر ابراهيم في “السفير”:
هكذا وبكل بساطة، تحوّل حلم الخروج بالنسبة لعائلة خليل المغربي في مخيم البداوي في لبنان إلى أوروبا، كابوساً لم تُعرَف خواتيمه بعد. حمل ولدا العائلة ريهام (24 عاماً) ومحمد (22 عاماً) شهادتيهما وقصدا قبل أسبوعين اليونان بحراً عبر تركيا.
هناك في البحر اختفت ريهام بعدما اصطدم قارب المهاجرين بطريقة غير شرعية بإحدى البواخر وغرق فنجا مَن نجا وفُقد مَن فُقد وهي من بينهم.
وهناك يجوب محمد، شقيقها، مستشفيات اليونان والشواطئ بحثاً عنها، بعدما نجا هو واختفت هي.
يخيم القلق الشديد والخوف في منزل أفراد عائلة المغربي في البداوي حيث لجأوا بعد أحداث مخيم نهر البارد في العام 2007. وهناك واجهت العائلةَ الظروفُ الاقتصادية الصعبة ولم تتمكن ريهام المهندسة، ومحمد المحاسب، من الحصول على فرصة عمل بسبب أوضاع اللاجئين في لبنان والقوانين التي تحكمهم، مما دفعهما الى المغامرة بحياتهما. وهكذا تحوّلت الرحلة نحو المستقبل للشقيقين إلى مهمة شاقة بالنسبة لمحمد للبحث بين الأموات وداخل المستشفيات وعند مراكز الشرطة عن شقيقته من دون الوصول الى نتيجة. وعليه، رفعت العائلة الصوت عالياً للمطالبة بتحديد مكان ابنتها وتأمين عودتها وسط تضارب في المعلومات حول مصيرها.
وتعكس حالة العائلة الفلسطينية، وضع آلاف اللاجئين الفلسطينيين، الذين بات حلم الهجرة يراودهم وخصوصاً اصحاب الشهادات العليا منهم، والذين لا يجيز لهم قانون العمل في لبنان الحصول على وظيفة، ما يضطرهم الى السفر ولو بطرق غير شرعية، خصوصاً في الآونة الاخيرة بعد توقفت “الاونروا” عن دفع المساعدات وتقليص معظم خدماتها وعدم إيجاد فرص عمل.
ويوضح الوالد خليل لـ “السفير”: لقد غادر ولداي محمد وريهام الى تركيا عن طريق مطار بيروت، بعدما يئسا من الوضع العام في لبنان، بحثاً عن مستقبلهما، كما حال جميع اللاجئين هنا”.