افتتح صباح اليوم وزير الاقتصاد والتجارة الدكتور آلان حكيم ندوة حول جائزة التميز اللبناني التي ينظمها برنامج الجودة في وزارة الاقتصاد والتجارة بالتعاون مع معهد الادارة الصحية والرعاية الاجتماعية في الجامعة اليسوعية في حرم العلوم الطبية، في حضور رئيس الجامعة البروفسور الاب سليم دكاش، مدير برنامج الجودة في وزارة الاقتصاد والتجارة الدكتور علي برو.
بداية النشيد الوطني، ثم كلمة البروفسور الأب سليم دكاش رحب فيها بوزير الإقتصاد والتجارة الدكتور آلان حكيم، وحيا الجهود التي أدت إلى تنفيذ ونجاح النموذج اللبناني لإدارة الجودة لدى الشركات الخاصة التي انتشرت تحت رعاية وزارة الإقتصاد والتجارة من قبل الدكتور علي برو مدير برنامج الجودة اللبناني وفريقهن وشكر السيدة ربى راسي من أجل تنظيمها لهذا اليوم، والسيد أنطوني سبانوس.
وقال: “ربما تطرحون على أنفسكم السؤال حول السبب الذي جعل معهد الإدارة الصحية والرعاية الإجتماعية ينظم من خلال برنامجه ” جودة واعتماد المؤسسات الصحية”، هذه الندوة في الإعلام والتنشئة على النموذج اللبناني للتميز. يمكن إعطاء الجواب من خلال الأهداف التالية: المشاركة في توسيع نجاح هذا النموذج من “برنامج الجودة ” المعروف جيدا من جانب عالم الأعمال منذ 2009 والتعريف عنه بطريقة أفضل إلى أصحاب القرار والجهات الفاعلة الذين اتخذوا نهج الجودة في المؤسسات الصحية، تأكيد تكامل هذا النهج الإداري مع نهج الإعتماد. فهو يسمح بإعطاء نفحة جديدة لمناهج الجودة التي تعتمدها المستشفيات اللبنانية، تزويد مديري الصحة بأداة مرجعية مشتركة قائمة وفق نموذج مُعترف به ومصدق عليه بغية مساعدتهم على أن يسعوا نحو أعمال تطبيقية تصبو إلى التميز. تزويد مديري الصحة بأداة مرجعية توجه النهج الذي تتبعونه نحو التقدم وحسن الأداء من خلال بلورة مؤشرات نتائج لقياس عمليات ناضجة تتماشى مع مهامكم التي يتم تنفيذها ومراقبتها لتكون مستدامة. التحضير لنيل جائزة التميز على أعلى مستوى لمن يرغب”.
ودعا الاب دكاش الى اكتشاف ادوات “تخولكم تنفيذ مشروع التميز الإداري لمؤسستكم الصحية بطريقة جيدة”، موضحا أن “جامعة القديس يوسف حاليا تعمل وبتصميم نحو التقييم الذاتي والإعتماد بغية التحقق من تميز إدارتها وبرامجها ومواردها البشرية. وهكذا تؤكد حرصها على وجوب أن تكون أبحاث الجودة محرك نجاحها ونجاح طلابها المتميز”.
ثم كلمة راعي الندوة وزير الاقتصاد والتجارة الدكتور آلان حكيم قال فيها: “قديما قال أرسطو: “التميز ليس فعل بل هو عادة”. فبقدر ما نعود أنفسنا على ممارسة الجودة والتميّز، بقدر ما نحقق النمو والابداع في عملنا. التميز هو القيام بأفضل ما لديكم. وفي كل يوم، يجب أن نسعى للتميز، سواء كان ذلك في الحياة العادية أو في العمل. وذلك من خلال تعزيز ثقافة التميز داخل المؤسسات. ان العولمة والاتصالات السريعة مع الابتكار والخبرة هي من خصائص هذا العصر في الأسواق العالمية. انطلاقا من ذلك يجب على المؤسسات تحسين تطبيق نظم ادارة الجودة في عملها بغية تعزيز القدرة التنافسية والكفاءة لديها، وبالتالي تحسين المنتجات والخدمات المبتكرة التي تلبي أو تتجاوز توقعات العملاء خاصة لجهة القيمة المضافة”.
أضاف: “ولمواجهة المنافسة الشرسة في الأسواق، ينبغي تقديم أفضل المنتجات والخدمات للمواطنين والمقيمين، لأنه يقع على عاتقنا واجب أخلاقي يتمثل بتقديم أفضل المنتجات بأقل تكلفة ممكنة إلى المواطنين اللبنانيين. وتحسين النوعية يساعد في تحقيق هذا الهدف. ومن المؤكد أن المنتجات والخدمات اللبنانية لا يمكن أن تنافس من خلال الإنتاج الضخم أو الأسعار بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج. ولذلك، يجب على الصناعة اللبنانية بناء ميزاتها التفاضلية على نوعية السلع والخدمات لتعزيز القدرة التنافسية. يوفر النموذج اللبناني لإدارة الجودة لمؤسسات القطاعين العام والخاص وكذلك للمجتمع المدني فرصة لزيادة الكفاءة وزيادة القدرة التنافسية وانقاص الهدر وزيادة الانتاجية”.
تابع: “باعتقادي ان الاستراتيجية الرابحة هي تلك المبنية على اساس الجودة والامتياز. ولذلك، كان لا بد من وضع استراتيجية شاملة للجودة من خلال نشر ثقافة الجودة والتميز، والتي نسعى جاهدين لتطبيقها في وزارة الاقتصاد والتجارة بنجاح كبير من خلال برنامج الجودة الممول من الاتحاد الأوروبي الذي يقدم الدعم الفني والاستشاري والتدريبي في مجال المواصفات والمقاييس والمترو لوجيا والمختبرات غير الطبية والتفتيش والمصادقة والاعتماد والرقابة على الأسواق. كما حقق نجاحات كبيرة في مجال دعم تطبيق الجودة في القطاع العام وفي مجال دعم الصناعات الغذائية لتطبيق نظام ادارة سلامة الغذاء والتتبع”.
وأوضح: “مما لا شك فيه أن المجال الطبي هو قطاع متنام في لبنان والمنطقة. وهنا تبرز أهمية تطبيق نظم ادارة الجودة في القطاع الطبي والسعي فيه نحو الامتياز. كما تعلمون فان الطريقة الوحيدة للسيطرة على القضايا الهامة المختلفة التي تميز القطاع الطبي (التكنولوجيا والبحث العلمي، وأفضل الممارسات الطبية، ونوعية الحياة للمرضى، وسرعة ودقة خدمات الفحص الطبي والاستشفاء المقدمة….الخ)، هي اتباع أفضل أساليب الممارسات الطبية المتبعة عالميا والمنصوص عنها في المواصفات الدولية ذات الصلة. اذ بإمكان لبنان أن يكون رائدا في مجال الاستشفاء الطبي والفحوصات المخبرية من خلال السعي ليكون مركزا أساسيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
وتوجه الى الاب دكاش قائلا: “إن باستطاعة مؤسستكم الكريمة لعب دور ريادي في لبنان والمنطقة في هذا المجال. وأنا على ثقة بهذه الامكانية اذا تابعتم عملكم على تطبيق نظم ادارة الجودة والتميز في عملكم. نحن نجتمع هنا اليوم بناء لطلبكم وبتنظيم مشترك لهذه الندوة الهامة من قبل معهد إدارة الصحة والرعاية الاجتماعية في الجامعة اليسوعية وبرنامج الجودة في وزارة الاقتصاد والتجارة. وإننا نأمل ان تكون هذه الندوة بادرة تعاون فيما بيننا لمصلحة الصحة والرعاية الاجتماعية في بلدنا لبنان، كما أتمنى لهذه الندوة النجاح في تحقيق الهدف منها خاصة لجهة الاضاءة على أهمية الجودة والتميز في مجال الصحة العامة”.
وحاضر كل من مدير برنامج الجودة في وزارة الاقتصاد الدكتور علي برو والخبير انطوني سبانوس عن الجائزة اللبنانية للامتياز وآلية عملها، وبرنامج الجودة الممول من الاتحاد الاوروبي وتفاصيل انشطته.