كشفت مصادر لبنانية عن تفشي الخلافات بين قيادات حزب الله في منطقة البقاع، بسبب الموقف من الأزمة السورية، مشيرة إلى أن اجتماعا على مستوى قيادات الحزب عقد خلال اليومين الماضيين، شهد تباينا واضحا في وجهات النظر، بين من يؤيدون الاستمرار في توفير الدعم العسكري للنظام السوري، وهم من بات يطلق عليهم داخل الحزب اسم (فريق إيران)، وبين الداعين إلى سحب عناصر الحزب من سورية، والاكتفاء بمواجهة التهديدات الإرهابية داخل لبنان.
وأكدت المصادر – التي رفضت الكشف عن هويتها – في حديث لصحيفة “الوطن” السعودية أن الخلاف بين الفريقين ظهر خلال الفترة الماضية، وتفجر من جديد، بسبب ارتفاع عدد القتلى وسط كوادر الحزب خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أن عدد القتلى وسط عناصر الحزب بلغ خلال الشهر الماضي أكثر من 36 قتيلا، إضافة إلى إصابة 40 آخرين، وأضافت أن قيادة الحزب أحجمت عن ذكر الرقم الحقيقي للقتلى والجرحى، خوفا من ردة الفعل وسط القاعدة، لاسيما بعد ظهور علامات تمرد داخل البيئة الحاضنة للحزب، وهو ما لم يكن معهودا في السابق. وكان عشرات من العناصر المقاتلة قد عادوا خلال الفترة الماضية من جبهات القتال في سورية إلى قراهم ومدنهم، ورفضوا مواصلة القتال، وهو ما دفع قيادة الحزب إلى إرسال عناصرها لإقناعهم بالعودة أو اعتقالهم إذا أصروا على الرفض.
لكن عائلاتهم حملت أسلحتها وهددت بإطلاق النار على كل من يحاول إرغام أبنائها على العودة من جديد إلى سورية، ما دفع قيادات عليا في الحزب إلى احتواء الأزمة قبل استفحالها.