عقد اجتماع على المستوى الوزاري لمجموعة الدعم الدوليّة من أجل لبنان برئاسة أمين عام الأمم المتحدة السيد بان كي مون في يوم 30 أيلول 2015 في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. شمل المشاركون الذين تمت دعوتهم للاجتماع إلى جانب لبنان كلاً من: الصين، فرنسا، الاتحاد الروسي، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأميركية، ألمانيا، ايطاليا، الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربيّة.
أشار المجتمعون إلى البيانات الرئاسيّة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي في 10 تموز 2013 وفي 19 آذار 2015S/PRST/2013/9) و(S/PRST/2015/7 وإلى الملخص الرئاسي الصادر بعد الاجتماع الافتتاحي لمجموعة الدّعم الدوليّة في 25 أيلول 2013 (SC/2198) وإلى بياناتٍ لاحقة صادرة عن المجموعة. وأشاروا إلى أنَّ التزام الأمم المتحدة بالاستقرار في لبنان يقع في صميم قرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006) وقراراتٍ أخرى ذات صلة. كما أشاروا إلى أهميّة استمرار التزام جميع الأطراف اللبنانية بإعلان بعبدا وسياسة النأي بالنفس من أجل استقرار لبنان وأمنه.
وعبّرت المجموعة عن قلقها العميق حَول الشُّغور في رئاسة الجمهوريّة منذ ستّة عشر شهراً والذي يضعف جدِياً قدرة لبنان على معالجة التحديات الأمنيّة والاقتصاديّة والإنسانيّة والاجتماعيّة التي تواجه البلاد. وأشادت المجموعة بقيادة رئيس الوزراء تمّام سلام في هذا السياق الصعب، كما أشاروا إلى قلقهم تجاه الاستقطاب السياسي المُتنامي في الأشهر الماضية والصّعوبات المتزايدة التي تواجه الحكومة والمجلس النيابي في اتخاذ القرارات الرئيسية. هذه الظروف تعيق قدرة الدولة على الاستجابة للاحتياجات المشروعة للمواطنين اللبنانيين ومطالب المجتمع المدني للمحاسبة والشفافيّة والفعاليّة بشكل أكبر في عمل الحكومة. وعبّرت المجموعة عن قلقها بأن الوضع الراهِن يقوِض استقرار لبنان ويحد من كم وتأثير الدعم الدولي للبلد. ورحّبت المجموعة بالمبادرات التي أُطلقت أخيراً لدعم الحوار بين الأطراف ونحو انتخاب رئيس للجمهوريّة، كما أكّدت إصرارها على مواصلة دعم مثل هذه الجهود. ودعت المجموعة كافة القيادات اللبنانية إلى التقيُد بدستور لبنان وباتفاق الطائف والميثاق الوطني، وبوضع استقرار لبنان والمصلحة الوطنيّة قبل السياسات الحزبيّة والعمل بمسؤوليّة وروح قيادية ومرونة لعقد جلسة لمجلس النوّاب بشكلٍ عاجل والشروع في انتخاب رئيس للجمهورية.
وسجَلت المجموعة التحدّيات الأمنيّة المعقدة التي تواجه لبنان نتيجة لتداعيات النزاع في سوريا، بما في ذلك تهديد المجموعات المتشدّدة والإرهابيّة. وسلَّط أعضاء المجموعة الضوء على الدور الحيوي الذي يلعبه الجيش اللبناني والقوى الأمنية في العمل على التصدي للمخاطر وذلك من خلال انتشار أفواج جديدة ومجهّزة بشكل أفضل على الحدود اللبنانيّة/السوريّة وعمليّات لمواجهة الإرهاب من خلال بسط سلطة الدولة وصونها. وأثنوا على الدور الذي يلعبه الجيش اللبناني بالعمل مع قوات اليونيفيل من أجل الحفاظ على الهدوء على طول الخط الأزرق تطبيقاً للقرار 1701 (2006). ورحّبوا ترحيباً حارّاً بالمساعدات الدولية التي تم تقديمها من أجل تقوية وتعزيز الجيش اللبناني في إطار الخطّة الخمسيّة لتنمية قدرات الجيش، وتشجعوا بالدعم الملموس الكبير الذي تحقق حتى الآن خصوصاً ذلك الذي تم تخصيصه لتعزيز إمكانات إدارة الحدود اللبنانية ونشاطات متعلقة بالتدريب العسكري. وأكّدوا على الالتزام الدولي القوي لمساعدة مؤسسات الدولة اللبنانيّة على الدفاع عن حدود لبنان وحماية شعبه. وتأكيداً لمتطلبات لبنان الأمنيّة المستمرة وعلى المدى الطويل، حثَت المجموعة الدول الأعضاء القادرة إلى تقديم مساعدات إضافيّة مستعجلة ومنسقة، حيثما كان الجيش اللبناني والقوى الأمنيّة بأمسّ الحاجة لها. وإقراراً منها بتنامي التهديد الإرهابي للمدنيّين اللبنانيين، كررت المجموعة تأكيدها للحاجة إلى استجابة شاملة لمواجهة الإرهاب، وذلك عبر دعمٍ دولي إضافي للأجهزة الأمنيّة اللبنانيّة.
وعبّرت المجموعة عن دعمٍ قوي وموحّد للعيش المشترك في لبنان وشدَدت على التزامها القيام بكل الخطوات الممكنة من أجل مساعدة البلاد. وأقرّت المجموعة بالجهد الاستثنائي الذي يقوم به لبنان في استضافة مليون ومئة ألف لاجئ تم تسجيلهم من سوريا وهو أكبر عدد للاجئين نسبةً للسكان المحليّين بالمقارنة مع أي بلد آخر. وكرَّرت المجموعة التعبير عن قلقها حول قسوة التحدّيات التي تواجه المجتمعات اللبنانية والمؤسسات العامّة الرئيسيّة والخدمات في لبنان، بما فيها الصحّة والتعليم والبنى التحتيّة والتوظيف. وشجّعت المجموعة على تقديم مساعدات عاجلة للاجئين وللمجتمعات المحلّية الضعيفة بالإضافة إلى مشاركة أكبر في تحمُّل الأعباء من قِبل المجتمع الدولي، كما أشارت إلى أهميّة هذه الخطوات للمصالح الأمنيّة المشتركة لجميع الأطراف المعنية. ورحَّبت المجموعة بالجهود التي قامت بها الدول الأعضاء حتى الآن في هذا الإطار ودَعت إلى زيادتها. وأكّدوا على نيّتهم عقد اجتماعات مستقبلية حول تشجيع الدعم الدولي للبنان في ما يتعلّق بوضع اللاجئين وَمبادرات لترسيخ الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
وشدَّدت المجموعة على أنّ فعالية مساهمة الدعم الدولي القوي لاستقرارٍ مستدام تحتِم على القادة اللبنانيين العمل بشكل موازٍ على معالجة الجمود السياسي من خلال انتخاب رئيس للجمهوريّة من دون تأخير إضافي من أجل إعادة تفعيل الحكومة بالكامل والاستجابة إلى حاجات المواطنين من خلال تأمين خدمات فعّالة للدولة. وَرحَّبت المجموعة باحتمال عقد اجتماعات مستقبليّة بمكونات وعلى مستويات مختلفة حسب الاقتضاء وأعادت تأكيد التزامها بدعم كل الجهود لتخطّي التحديات العاجلة.