Site icon IMLebanon

تكريم مهندسين في بيروت

engineers-honoring

كرمت نقابة المهندسين في بيروت عددا من المهندسين الذين مضى على انتسابهم الى النقابة اكثر من 50 عاما ومهندسات مضى على انتسابهن اكثر من 35 عاما، باحتفال
أقيم في الباحة الخارجية للنقابة، في حضور رئيس لجنة الاشغال العامة والنقل النائب محمد قباني ونقيب المهندسين في بيروت خالد شهاب والنقباء السابقين: الياس النمار سمير ضومط وصبحي البساط وأعضاء مجلس النقابة والمكرمين وحشد من المهندسين ورؤساء الروابط ومكاتب الفروع.

بعد النشيد الوطني وكلمة عريف الاحتفال امين المال في النقابة ميشال متى، قال النقيب شهاب: “أساتذة عمالقة لكم تاريخ في الهندسة، عملا ونجاحا وانجازات، مزجتم العلم بمتطلبات الحياة المتطورة، بفن، بهندسة، بتفان. لقد ساهمتم في بناء نمط حياة ترك بصماته اينما ذهبنا وكيفما توجهنا. فكنتم مبدعين، حتى اني اقول انكم تداخلتم في رسم جزء كبير من اثر ثقافتنا مدى عقود.

بينكم احبائي اليوم من تعلمنا منه الفن الحضاري، ومنكم من ترك لنا درسا في تفاعل حياة المجتمع وابداع الهندسة، ومنكم من ترك لنا بصمات مطبوعة في كل مكان، حولتم اليابس الى اخضر والدمار الى اعمار، والظلام الى نور حتى أوصلتم الريادة حيث لم يطأها احد قبلكم.

كلمات اقولها وانا تلميذ في حضرتكم، وما الذي وصلنا اليه الا بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضلكم، نفتخر في مجتمعنا الهندسي بكم، وكل يوم نخطو الى ما هو اكبر واعلى واعظم لان الاساس الذي بنيتموه مع الذين سبقوكم ايضا رسخ للمهنة قواعد نعمل على تطويرها وحفظ الأمانة”.

واضاف: “انها انطلاقة بدأت العام الماضي ارادتها نقابة المهندسين في بيروت لتكريم من سبقونا على درب العطاء في مهنة نفتخر بالانتماء إليها: مهنةالإبداع في التنوع والتعاضد.

وها نحن نتابع ما تعلمنا منكم، اذ ان النقابة تحولت الى ورشة متفرعة في المؤتمرات والندوات والنشاطات واعادة الهيكلة، فبدأنا بورشة التعليم الهندسي بالتعاون مع وزارة التربية بعدما أضحى هذا التعليم مرتعا لبعض من يحاول ان يستغل الهندسة تجارة، وهي الارقى والاعلم. فهي مصدر الحياة ورؤى الانسان وتطور البشر، فهي التي تدخل في كل تفاصيل حياتنا، وهي تضعنا على سكة الابداع.

واننا في هذا المجال في صدد التحضير لمؤتمر التعليم الهندسي من اجل التنمية المستدامة بالتعاون مع الفيديرالية العالمية للمهندسين واتحاد المهندسين العرب، لتبادل الخبرات وإبقاء لبنان في المصاف الأول للتعليم الهندسي على مستوى العالم”.

وتابع: “تستضيف بيروت عاصمة الحضارة والتاريخ، ام الشرائع والعلماء، مهرجان جائزة العمارة للدول العربية وحوض البحر المتوسط، بالشراكة مع الاتحاد العالمي للمعماريين UIA، اتحاد حوض المتوسط للمعماريين UMAR، اتحاد المهندسين العرب، وهيئة المعماريين العرب، في بادرة أرادتها النقابة نقطة بيضاء وسط هذا السواد المحيط بنا من كل حدب وصوب، وإبراز القدرات العربية في التفاعل والتمازج مع الرؤى المعمارية العالمية، وليبقى لبنان صرحا معماريا هندسيا مرتبطا بتاريخه الحضاري والفكري والثقافي.

بالإضافة إلى انكباب النقابة على تعديل القوانين والمراسيم المرعية وتطويرها وخصوصا مرسوم السلامة العامة الذي نسعى إلى نقل مفهومه من فكرةجامدة ونص وعبارة،إلى حياة نعيشها،بأمان، ووضع الحوافز التي تشجع على استخدام التقنيات الجديدة من خلال التشريعات اللازمة لترشيد الطاقة والحد من التلوث ومواءمة البيئة لإشادة الأبنية المستدامة (الخضراء)”.

وقال: “تعيش نقابة المهندسين ورشة نحو التطوير والتحديث في قوانين النقابة وانظمتها، وهذا بفضل إرادة أعضاء مجلس النقابة الذين أوجه التحية اليكم بإسمكم والذين يعيشون حال تكامل وانسجام ورفض الخلاف، ونسهر على حل مشكلات القطاع، ونعمل لمعالجة كل الملفات، ما ينبئ بنقلة نوعية ستسهم في التفاعل الإنمائي والهندسي والأكاديمي للواقع اللبناني على المستويات كافة.

ويسعدني، في هذه المناسبة، ان تكون بيننا اليوم ايضا باقة من المهندسات المكرمات اللواتي مضى على انتسابهن الى النقابة 35 عاما اغنوا بها قطاع الهندسة بلمساتهن في مهنة اعتادها الرجال ملاذا لهم، فكن الناجحات والمبدعات وها هن مكرمات اليوم.

وختم: “أردناه تكريما لكبارنا الأولين، في لفتة نخجل في تواضعها، لانها مهما كانت مميزة تبقى رمزا لا تفي المقام لمن قدم الكثير الكثير، انما محبتنا لكم تفوق كل اعتبار”.

ثم تحدث النائب قباني باسم المكرمين فقال: “ان المهنة تجمعنا، وايضا الشعر الابيض يكلل رؤوس من يلتقون اليوم لتكرمهم نقابتهم في مناسبة مرور 50 عاما على انتسابهم اليها”.

وقال: “خلال نصف قرن توسعت نقابتنا من نحو ألف ونيف الى زهاء 45 الف مهندس اي اكبر قطاع مهني في لبنان، كما ان مهنتنا هي الاكثر تأثيرا في حياة الناس العادية.
ففيما يتعامل المواطن مع القطاع الطبي في حال المرض ومع القطاع القانوني في حال الخلافات فان المهندس يتعامل في موضوع السكن والمياه والكهرباء والتنقل وصولا الى البيئة والنفايات وسواها”.

وأوضح “ان جيلنا من المهندسين هو الذي كان له الدور الفاعل في حركة اعمار المنطقة العربية وخصوصا دول الخليج العربي، واذا تحقق امران وهما نهاية الحرب السورية وبدء مرحلة الاعمار وكذلك تحريك ومباشرة التنقيب عن النفط والغاز، فإن جيل الشباب من اللبنانيين سيكون له دور مهم وفاعل في هذين الحقلين”.

واعلن “انه منذ انتخابه رئيسا للجنة الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه النيابية عام 2000، حرص على التعاون الدائم مع نقابة المهندسين منهم النقيب خالد شهاب اكثر من عاش هذا التعاون سواء في قانونه البناء او في اقتراح قانون هيئة ادارة أخطار الكوارث، او في عدد من المؤتمرات وورش العمل”، وأمل “استمرار هذا التعاون مستقبلا وتعزيزه”.

ولفت الى “انه لمس من تجربته أن لبنان يفتقر في سائر القطاعات الى استراتيجية وسياسة قطاعية وهناك مشاريع في هذا القطاع او ذاك ولكن لا استراتيجية ولا رؤى ونصيحتي الى المهندسين الزملاء اليوم ألا يكتفوا بأن يكونوا تقنيين بل ان يكونوا رؤويين واسعي الافق، مع نظرة الى المستقبل”.

وقال: “ان كان المهندس اكثر المهنيين تعاملا بالارقام والمعادلات فان هذا يعكس منطق العلم والموضوعية في التعامل مع القضايا والمسائل المختلفة، ولذلك ورغم ان الخلافات والاختلافات السياسية موجودة بين مهندسين لانهم جزء من الشعب اللبناني، فان المنطق يقول ألا يؤثر ذلك على تعامل الجسم الهندسي بموضوعية مع مختلف الشؤون اليومية سواء أكانت مهنية او سواها”.

وأضاف: “رغم ان لقاءنا مهني بحت الا انني اتمنى ان اشير الى ظاهرة الحراك الشعبي الاخيرة التي مهما اختلفت الاراء حولها الا ان لها فضيلة مهمة، وهي انها ترفع العلم اللبناني فقط والشعارات المناهضة للطائفية والفساد، وهما الآفتان الفتاكتان في حياة لبنان واللبنانيين”.

وختم: “ان المهندسين يفضلون العمل على الكلام. مبروك عيدكم الذهبي والى مزيد من العطاء”.

ثم وزع النقيب شهاب يحيط به النقباء السابقون واعضاء مجلس النقابة الدروع على المكرمين.