اطلق الدكتور طلال أبوغزاله مؤخرا مبادرة شبكات المعرفة العالمية لدعم بعثات المنظمات البارزة في جنيف والتي توفر خدماتها للمجتمع الدولي، وتسهم في إرساء دعائم الأمن والسلم العالميين من خلال تعزيز الشراكات المبتكرة في مجال التدريب والتعليم.
وأكد خلال كلمته كمتحدث رسمي في منتدى التحديات العالمية الذي نظمه معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (UNITAR) بالتعاون مع وزارة الدفاع الأميركية ومبادرة (MIIS Cyber)، “أن مجالات الأعمال الدولية تشهد تغيرات متسارعة، وخاصة في مجال تكنولوجيا المعلومات في ما يتعلق بتعامل الأفراد مع بعضهم البعض في شتى أنحاء العالم.”
وفي الوقت الذي لا يمكن فيه وقف عجلة تقدم الثورة الرقمية، وفقا للدكتور أبوغزاله، قال:”إن موجات التغيير المتتالية في مجال التكنولوجيا الحديثة تقع يوميا، كما يتم تطبيق هذه التغييرات بمعدلات غير مسبوقة، ومنذ عهد اختراع الرقائق الدقيقة، أحدثت التكنولوجيا ثورة في العالم أجمع جاعلة منه عالما صغيرا نعيش ونعمل به ونحصل من خلالها على التعليم.”
وتابع:”لم يعد الأشخاص يعانون من عقبة الحدود الجغرافية والأماكن، فقد أصبح السوق العالمي في متناول الجميع، ويتيح فرصا ويفرض تحديات لم يسبق مواجهتها من قبل”، مشيرا “إلى أن هذه الظاهرة تجعلني متيقنا أن المستقبل أصبح للتعليم والأعمال”.
واعلن “أن التكنولوجيا الحديثة زادت من فعالية وإنتاجية الأعمال التجارية”، محذرا في الوقت نفسه من أن “من لا يجاري التكنولوجيا الحديثة، سيتخلف عن الركب”.
وقال:”يعد التطبيق العالمي للتكنولوجيا الحديثة، مثل التوقيعات الإلكترونية وقبول سداد الدفعات المالية الكترونيا وتقديم الخدمات الحكومية الإلكترونية بمثابة قول المجتمع أن هذه التكنولوجيا مواكبة لهذه الحقبة من الزمن ويجب تبنيها.”
وتطرق أبوغزاله إلى “تأثير التكنولوجيا على مختلف القطاعات، مثل التعليم والأعمال التجارية مركزا على تأثيرها الاجتماعي من خلال استخدام أحدث الوسائل التكنولوجية، حيث ينقسم العالم الآن إلى مواطنين مقيمين ومهاجرين رقميين”.
وأضاف قائلا:”نظرا للتقدم الحاصل في مجالي التكنولوجيا والبيولوجيا، لم يعد هناك فاصل بين الرابط الذي يربط ما بين الانسان والتكنولوجيا، الأمر الذي سيكون له تداعيات كبيرة على أداء الأعمال والكيفية التي سيتم تعليم الأجيال القادمة من خلالها مستقبل.”
وركز خلال خطابه الذي ألقاه عن التعليم الرقمي “على أنه المفتاح لتحقيق مستقبل أفضل”، مشيرا “إلى أن التعليم يعد من الحقوق الأساسية للانسان، وهو من بين الأمور الأخرى التي نسعى جاهدين وعلى نحو متواصل للحصول عليه. فقد أعلنت هيئة الأمم المتحدة في عام 2011 أن تسهيل الوصول إلى خدمات الانترنت تعد من حقوق الإنسان الأساسية”.
وقال:”خلال رئاستي للتحالف العالمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتنمية التابع للأمم المتحدة في ذلك الوقت، سعيت جاهدا لتقديم هذا الإعلان وساهمت في صياغة مسودته. ولدينا تحد يكمن في عدم قدرتنا على الوصول إلى أولئك الذين لا يمكنهم السفر للحصول على التعليم العالي، سواء نتيجة للتحديدات المالية أو القيود الخاصة بمنحهم تأشيرات سفر أو بعد الأماكن التي يعيشون بها، ومثال ذلك الملايين من السكان الذين يعيشون في دول جنوب الصحراء الأفريقية وغير ذلك من الأماكن الأخرى.”
وركز أبوغزاله “على ضرورة إنشاء جامعات للتعليم عن بعد والذي جعل من التعليم في متناول الجميع في جميع أنحاء العالم من خلال إنشاء ثلاثة كيانات تعليمية، اثنان منهم في الأردن والثالث في مملكة البحرين”، وقال:”أهدف إلى تغيير توجهات الأشخاص نحو التعليم الرقمي، أريد إعداد الطلبة الخريجين ليصبحوا مواطنين عالميين، يمتلكون أفضل المهارات لأداء مهامهم ووضع بصماتهم في النظم الاقتصادية في بلدانهم والمنافسة على الصعيد العالمي.”
اشارة إلى أن الدكتور طلال أبوغزاله كان وما زال قوة دافعة وفاعلة من خلال إنشاء عدد من المشاريع في مجال التعليم عن طريق الانترنت عدا جامعة طلال أبو غزالة، من بينها: سحابة أبو غزالة الإلكترونية والتي تعد أول سحابة إلكترونية خاصة يتم تنفيذها في المنطقة العربية؛ وتاجييبيديا التي تعد أول وأكبر موسوعة عربية على الانترنت، وتقرير تكنولوجيا المعلومات والاتصال في التعليم لخمس دول عربية، وهو ثمرة التعاون المشترك القائم بين مجموعة طلال أبوغزاله ومعهد الإحصائيات التابع لمنظمة اليونسكو، وتاجي توب، إحدى الشراكات مع شركة سامسونج لإنتاج كمبيوتر محمول بمواصفات خاصة وبأسعار مقبولة للمواطنين العرب، بالإضافة إلى غيرها من المبادرات والنشاطات الأخرى.”