تبدو الأطراف السياسية على ضفتي قوى 8 و14 اذار في حال من البلبلة الداخلية افرزتها التناقضات في المواقف ازاء ملفات الساعة المتراوحة بين السياسية والاجتماعية والحياتية بدءا من التسوية العسكرية ومشتقاتها الى ازمة النفايات وتداعياتها. وتباين وجهات النظر بين هذه المكونات الناتج في شكل اساسي من غياب الرؤية الموحدة لمقاربة مجمل الملفات لم يعد خافيا على أحد، لا بل بات ظاهرا للعيان بمجرد مقارنة المواقف المعلنة للقادة السياسيين داخل كل فريق.
في جبهة 14 اذار، أكثر من ملف لا تتقاطع فيه وجهات النظر عند نقطة التقاء، لعل الاكثرها شيوعا تسوية الترقيات العسكرية التي وصل التباعد الى حد تبادل التهم بتسريب معلومات لنسفها ، وازمة النفايات التي رأى فيها البعض تقديما للمصالح الشخصية على حساب وحدة هذا الفريق والمصلحة الوطنية العامة الى درجة ان بعض اطراف 14 اذار تلاقى مع مكونات في 8 آذا، حيث تقاطعت هذه المصالح في عكار والناعمة وغيرها من الاماكن التي طرحت في اطار الخطة- الحل لوزير الزراعة اكرم شهيب. وتكشف مصادر بارزة في هذا الفريق لـ”المركزية” ان اجتماعا على المستوى القيادي سيعقد مساء لرسم خريطة طريق تجمع مكوناتها تحت راية محاولة تقريب المواقف ومنع تداعياتها على وحدته والبحث في الشؤون السياسية المطروحة على بساط البحث.
في المقابل، تكاد حركة الاتصالات التي يقوم بها حزب الله لرأب الصدع بين حليفيه التيار الوطني الحر وحركة “أمل” تبلغ ذروتها لارساء حال من السكينة بين الرابية وعين التينة بعدما “بلغ السيل الزبى” وكادت شظايا الخلاف المتولد من ملفات غير سياسية تتصل بشؤون الطاقة والكهرباء تشعل حربا سياسية ضروسا بين الجانبين. ولا تخف مصادر بارزة في 8 اذار مدى الجهد الذي بذله الحزب على اعلى المستويات من اجل اصلاح ذات البين ومنع تمدد مفاعيل الخلاف الاذاري الداخلي المزمن الى ما هو أبعد لا سيما طاولة الحوار والحكومة. وتؤكد المصادر لـ”المركزية” ان مساعي الحزب نجحت حتى الساعة خصوصا مع الرابية في تطويق “الخلاف” ومحاصرته بحيث سيشارك التيار في الحوار انطلاقا من قناعة راسخة بان توجيه الضربة القاصمة له لا يمكن ان تتم من أهل البيت ، واعتبرت ان الخلاف حول موضوع وزارة المال تقني اما الحوار حول الازمة السياسية في البلاد فمنفصل، مرجحة استمرار هذا الحوار.اما الوضع الحكومي فتؤكد المصادر ان لا قرار حتى الساعة بفرط عقد الحكومة وتحولها الى تصريف أعمال لا من جانب الرئيس تمام سلام ولا من اي طرف في فريق 8 اذار بمن فيهم التيار الوطني الحر الذي يدرك ان لا مصلحة له ولا لغيره بتطيير الحكومة . واذ اكدت ان الجميع ينتظر ما اذا كان الرئيس سلام سيوجه دعوة الى مجلس الوزراء قريبا قالت انه سيجري مشاورات مع الرئيس بري وسائر القوى السياسية لجس النبض حول ما اذا كانت ظروف الانعقاد مؤاتية اليوم ام تستدعي المزيد من التريث. وفي مطلق الاحوال فان مشاركة حزب الله والتيار الوطني الحر في جلسة مجلس الوزراء مبدئية كما في المرات السابقة، واذا خالفت الوقائع المتفق عليه مع الرئيس سلام في ما يتصل بالقرارات سيكون لنا موقف.