افتتحت بلدية بلونة، برعاية وزير السياحة ميشال فرعون وحضوره، الحديقة البيئية التي تتضمن مركزا بيئيا ذات طابع تربوي لتحفيز الزوار والطلاب على أهمية المحافظة على البيئة والاعتناء بالطبيعة والارض، في حضور رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي جان فهد، المفتش العام القضائي القاضي مالك صعيبي، المطران بولس روحانا، كاهن رعية بلونة الاب جوزيف طعمة، رئيس واعضاء المجلس البلدي في بلونة واكاديميين وحشد من اهالي البلدة والمهتمين بالشأن البيئية والسياحي.
بداية النشيد اللبناني فكلمة ترحيب من طوني خليفة أعقبتها كلمة منسقة المشاريع الاجتماعية والثقافية والبيئية في بلدية بلونة الدكتورة ميرنا عبود المزوق عرضت خلالها اطار المشروع ومكوناته وأهدافه.
بدورها، ألقت عميدة كلية العلوم الزراعية والغذائية في جامعة الروح القدس الكسليك الدكتورة لارا حنا واكيم كلمة شددت فيها على “أهمية التعاون بين الجامعة كصرح اكاديمي وعلمي والبلديات كسلطات محلية يمكن من خلالها تفعيل المشاريع الإنمائية في خدمة المواطنين”.
وكانت كلمة لرئيس البلدية الدكتور بيار المزوق حدد فيها مشروع الحديقة البيئية في المسار الإنمائي البلدي في بلونة، منوها بأهمية الشراكة بين القطاع البلدي والقطاع الخاص والمؤسسات التربوية من مدارس وجامعات في خدمة المجتمع المحلي وإرساء منهجية المواطنة الفعالة بالرغم من كل انواع الصعوبات القائمة.
اما وزير السياحة، فشدد على “أهمية الاعتناء بالبيئة وعلاقتها بعيش كريم للمواطنين”، وهنأ بلدية بلونة والقيمين عليها بهذا المشروع الريادي “فالسياحة لا تنتظم ولا تتطور الا من خلال تدعيم وتنشيط السياحة البيئية، وحديقة بلونة أصبحت من المعالم السياحية والبيئية والزراعية، والاهداف النبيلة للحفاظ على البيئة تصب في قلب السياحة الريفية في لبنان وتدخل ضمن المعالم الاثرية والبيئية”.
اضاف: “ان الحركة التي يقوم بها المجتمع المدني في لبنان والبلديات والمنظمات غير الحكومية تعطي صورة حضارية عن كل المناطق اللبنانية وهي دافعت عن سيادة لبنان فهي بأهمية الجيش اللبناني لدفاعه الدائم عن الحدود والاستقرار الامني وسيادة الاراضي، والمجتمع المدني منذ اكثر من سنتين وبالرغم من المشاهد التي نراها في المنطقة من دمار وظلم وظلام هو يدافع عن لبنان وعن حضارة كل الشرق الاوسط، وبالرغم من كل الازمات الكبيرة على الصعيد السياسي وحتى الهواجس الامنية فان ما جرى هذا الصيف على صعيد التراث والسياحة والمهرجانات نعتز به ونشجعه، ونحن كمسؤولين في الحكومة لدينا بعض اليأس والإحباط أمام كل المشاكل التي تواجه الاستقرار العام في البلد لكننا نستمد قوتنا من هذا المجتمع المدني ومن الحضارة والديمقراطية التي تميز لبنان، وأمامنا خيارات اما المحافظة على البيئة او تدميرها وقد نجحنا خلال عشرين عاما من تدمير البيئة وكان نجاحنا كبيرا ويمكننا ان ننال جوائز على تدميرنا للبيئة في لبنان، اما الخيار الثاني فهو الحفاظ على البيئة وهو الخيار الاساسي في احترام ذاتنا وكياننا كوطن واحترام الله الذي أعطانا جمال هذه الطبيعة في لبنان وجمال الانسان فيه، لا سيما الجيل الجديد، كون احترام البيئة هي ثقافة وتربية”.
ودعا المدارس والجامعات الى “تثقيف الانسان اللبناني بيئيا وأهمية الحفاظ عليها وتحويلهاالى استثمار أساسي في السنوات المقبلة فنعمل على إعداد جيل يدرك أهمية البيئة ويعمل على الحفاظ عليها”.
واشار فرعون الى “الحركة البيئية التي بدأت تنمو في المناطق وتلقى دعما وتشجيعا من وزارة السياحة كونه ينعكس إيجابا على الوطن والمواطن من خلال تأمين فرص عمل جديدة وتطوير للمناطق وللمؤسسات السياحية فيها للتجذر في الارض، فمع المجتمع المدني لا يمكن ان نخاف او نيأس من نظرتنا الى المستقبل ولتكن لدينا الثقة الكافية بشعبنا وبنظرته الى المستقبل وتحركه ونزول المواطن الى الشارع ليقول رأيه بطريقة إيجابية وحضارية في كل القضايا وفي بعض مشاهد الفساد التي نشاهدها اليوم”.
وختم فرعون مهنئا بلدية بلونة “بنشاطها الدائم من أجل الخير العام”. داعيا إياها الى “مزيد من النشاطات التي تحافظ على البيئة والحركة الثقافية فيها”.
وفي الختام بارك روحانا العمل المنجز، ولفت في كلمة الى “أن مشاركة الانسان مع الطبيعة تأتي بمباركة الرب للطبيعة التي منحنا إياها وعلى العلاقة المعمقة بين الكنيسة والطبيعة التي هي من خلق الله، لذلك نحن مع الطبيعة ندرك الله وهي من علامات وتجليات وجود الله، من هنا التلوث البيئي جريمة لكونها مسؤولية الانسان، لذلك فان الحديقة البيئية هي ومضة نور في ظلم هذه الايام وأزمة النفايات التي لا نعرف نهاية لها حتى الآن”.