عاد رئيس الحكومة تمام سلام من نيويورك يائساً وغاضباً. باح للمقربين بما يختلج في صدره. سأل كيف يمكن للدول الكبرى ان تتحدث عن مظلة في لبنان فيما تتراجع مساعداتها بل وتضمحل في ملف النازحين.
وينقل المقربون عن سلام انه اذا استمر الوضع الاقتصادي على ما هو عليه في ظل الازمات الداخلية التي تتقاطع حتماً مع الاقليمية، فإن اللبنانيين انفسهم قد يتحولون الى نازحين في بلدهم.
رئيس الحكومة يشعر بالأسى لأن “الدنيا تشتعل ونحن منهمكون في الجدل حول جنس الملائكة”. صارح المقربين بأن المنطقة تندفع نحو منعطفات خطرة، وبالرغم من ذلك فالقوى السياسية غارقة في التفاصيل الداخلية، ولو كان هناك منطق لأطلق العنان للحكومة لكي تعمل ليل نهار، لا أن تعمل بأسلوب السلحفاة في ظل الخلافات”.
مصدر وزاري قال لـصحيفة “القبس” الكويتية “ان ما سمعه من سلام جعله يسأل عما اذا كان الرجل سيطلق رصاصة الرحمة على الحكومة ازاء العجز عن مقاربة مسائل بالغة الجدية”.
وثمة جهات تعتبر ان حكومة سلام تشكلت بتفاهم اقليمي معروف، اما وأن عناصر ضاغطة طرأت على المشهد فقد يكون هناك من يرى انه لم تعد هناك من حاجة الى تلك الحكومة.
إلا أن التشاؤم الذي ساد ليلاً في دارة آل سلام بدأ يتبدد مع الصباح، وعلمت “القبس” ان اتصالا جرى بين رئيس الحكومة ورئيس المجلس النيابي نبيه بري تم خلاله الاتفاق على ارجاء الاجتماع الذي كان متوقعا بينهما امس لترك بعض الوقت للمساعي الخاصة بإيجاد آلية لترقيات عد من العمداء الى رتبة لواء، ومن بينهم صهر العماد ميشال عون قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز.
وعلمت “القبس” ان بري بدا متفائلا بإنجاز تلك العملية بعد موافقة رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري عليها، ودون ان يؤثر موقف وزراء حزب الكتائب الثلاثة، ووزراء الرئيس الاسبق ميشال سليمان الثلاثة ايضاً، اضافة الى الوزيرين المستقلين بطرس حرب وميشال فرعون.
وتقول مصادر وزارية إن المساعي تمضي ب”سرعة نفاثة”، خصوصاً مع تهديد العماد عون ليس فقط بمقاطعة الحوار، وإنما، أيضاً، بإعادة النظر بمشاركته في الحكومة.