IMLebanon

تصنيع «المونة البيتية» في النبطية حرفة نسائية

mouneh

عدنان طباجة

شارفت ربات البيوت الجنوبيات على الانتهاء من عملية تموين منازلهن بـ «المونة البيتية» المصنوعة من القمح والحبوب كالبرغل والفريك والعدس والفول والحمص والترمس والفاصوليا واللوبيا والبامية والبازيلا، إضافة إلى الصعتر والملوخية والسماق والسمسم والزهورات على أنواعها، كما باشرت النسوة بتحضير المونة المصنوعة من الخضار والفاكهة، كالباذنجان المكدوس وشتى أنواع الكبيس من المقتى والخيار والفلفل والزيتون الأخضر والأسود والجزر والقرنبيط وورق العنب واللفت والكمونة والماش وزيت الزيتون، إلى مشتقات اللبن من اللبنة والجبنة والكشك وسائر مربيات التين واليقطين والسفرجل والمشمش والرمان ورب البندورة، وحفظها في أوعية زجاجية أو بلاستيكية ورصفها على رفوف مطابخ منازلهن بطريقة هندسية مرتبة بدت من خلالها هذه الأصناف المختلفة بأشكال جميلة تثير الشهية للطعام.
عيّنات من الأسعار
في عيّنة لبعض أسعار المونة المصنّعة محلياً، يُباع كلغ البرغل الجاهز بخمسة آلاف ليرة، والكشك المصنوع من البرغل واللبن بخمسة وعشرين ألف ليرة، والصعتر بثلاثين وخمسة وثلاثين ألف ليرة، والفريك المصنوع من القمح المجروش بعشرة آلاف ليرة، والباذنجان بعشرة آلاف ليرة، والمقتى والخيار بخمسة آلاف ليرة، والسماق بعشرة آلاف ليرة، والسمسم بعشرة آلاف ليرة، واللبنة والجبنة بخمسة عشر ألف ليرة، والملوخية بخمسة وثلاثين حتى أربعين ألف ليرة، والبامية بثلاثين حتى خمسة وثلاثين ألف ليرة، والفاصوليا العريضة بعشرة حتى خمسة عشر ألف ليرة، وورق العنب بخمسة آلاف ليرة.
تفاخر جميلة سلطان بعملها في صناعة المونة البلدية في كفررمان، لأن ما تصنعه هو من إنتاج أرض وطبيعة بلدتها، وهي تواظب في هذه الأيام بهمة ونشاط على «حشو» الباذنجان المكدوس بالجوز أو الرمان والتوابل والبهارات والثوم والملح والحامض وتنقعه في الزيت العادي أو زيت الزيتون، كما «تكبس» المقتى والخيار والزيتون والجزر بالحامض والزيت والفلفل، كما تحضر اللبنة من لبن الأبقار أو الماعز وتنقعهما في زيت الزيتون، كذلك الجبنة و «القريشة» و «القورما» المصنوعة من اللحم والدهن، وتحفظ هذه المواد في أوعية زجاجية خاصة تعرضها للبيع في «دكانها البلدي» في منزلها أو في استراحة أبنائها في سهل المئذنة اللذين يقصدهما المواطنون من أنحاء المنطقة لشراء ما يحتاجونه من المونة البيتية الطازجة.
كلفة عالية
لم تعد «المونة البيتية» في منطقة النبطية تعتمد على الإنتاج الزراعي المحلي، من الخضار والفاكهة في القرى والبلدات إلا نادراً، وذلك جراء تراجع الزراعة فيها وعدم توفر مياه الري، والكلفة المرتفعة التي يتكبّدها أصحاب هذه الزراعات إضافة للجهد والتعب اللذين يواكبانها، تقول فايزة معلم، وتؤكد أنه إذا كان هناك من زراعات محلية لإنتاج المونة في الوقت الحالي فمصدرها «الصحاري» الصيفية البعلية التي لا تعمر سوى فترة قصيرة بسبب الطقس الحار، وسهل المئذنة في بلدة كفررمان الغني بمياهه بالرغم من قلة إنتاجه مقارنة بحاجات المنطقة، لذلك فإن معظم مصادر المواد الغذائية المستخدمة في صناعة المونة البيتية، هي سوق الخضار والفاكهة في النبطية والمناطق الأخرى.
لو تعود تلك الأيام
وتأسف رئيسة «الجمعية التعاونية للتصنيع الزراعي» في عرمتى منى صبرا، لكون معظم المواد الغذائية المصنعة حالياً هي من إنتاج الزراعات الكيماوية التي لا طعم لها ولا نكهة، وهي لا تستمر كثيراً بسبب اهترائها السريع، وتتحسّر على الزمن الذي كانت فيه كل أنواع الأطعمة والمأكولات طبيعية، ومصدرها حقول وحيوانات القرية، وتتمنى لو تعود تلك الأيام، لكنها تستدرك قائلة: «صعبة كل شي يرجع متل ما كان»، «بعد ما صرنا بعصر الكيماوي والكيماويات».
إعداد بعض أصناف المونة البيتية وبيعها للأهالي ومنها البرغل والصعتر والملوخية والبامية، مهنة تحترفها زينب الأخرس، وهي تشتري كيلو القمح بألف وخمسمئة ليرة وتبيعه مسلوقاً بألفين وخمسمئة ليرة وبرغلاً بخمسة آلاف ليرة، وتتعاون مع ابنتها في هذه المهنة، كما تبيع الملوخية والبامية خضراء ويابسة من إنتاج حقلها، فيما يقوم زوجها بقطاف الصعتر من الحقول والبراري ويبيع الكيلو اليابس منه بخمسة وعشرين ألفاً حتى ثلاثين ألفاً.