حاوره رولان خاطر
رأى نائب رئيس التحرير في صحيفة “النهار” المحلل السياسي نبيل بومنصف أن التفجير الذي استهدف عناصر “حزب الله” في شتورا يشكل عامل قلق على الموضوع الأمني، ويبدو أن التفجير له علاقة بمسألة الدخول الروسي إلى سوريا، في ضوء الحديث عن عمل بري يتحضر في سوريا يشارك فيه “حزب الله”، لكنه لفت إلى أنه على الرغم من ذلك، لا مخاوف كبيرة من تنامي هذا النوع من العمليات، لأن المنحى الأمني في لبنان ليس خطراً بقدر العوامل الأخرى الخطرة في الوضع اللبناني.
وقال: “معلوم ان هناك عملا مخابراتيا كبيرا في لبنان، لكن هناك عوامل تحصن الاستقرار، إلا أن ذلك لا يعني انتفاء هذه الظواهر الأمنية التي تنفذها بعض الخلايا الموجودة في لبنان، على ضوء انخراط “حزب الله” في أي عمل بري في سوريا، لكن خطرها يبقى محدوداً مقارنة مع الأخطار الأخرى التي تهدد لبنان.
بو منصف، وفي حديث لموقع IMLebanon، أكد ان الخوف الأكبر على لبنان يتأتى من العاملين الاقتصادي والاجتماعي، فهذان العاملان يهددان بانهيار لبنان، وخطرهما في الداخل يفوق العامل الأمني، وهو ما نلمسه في وضع المؤسسات والسلطة والتعطيل والحركة المدنية في الشارع والاعتراضات، والموضوع المالي، فكل هذه العوامل باتت اكثر خطورة من العامل الأمني في لبنان.
وعن مسألة الترقيات، اعتبر ان جلسة الحوار اليوم مفصلية، وبالتالي، إذا توقف الحوار فهذا يشكل علامة سيئة، اما إذا عاد واستؤنف، عندها يبدو أن الأمور تتجه نحو الايجابية. وأشار بومنصف إلى انه بموضوع الترقيات، فإن العماد عون وقع في فخ مسألة آلية مجلس الوزراء، في ظل وجود ثمانية وزراء يعارضون مبدأ الترقيات، وهذا ما يتطلب الاتفاق على آلية مجلس الوزراء.
وردا على سؤال، أوضح أن معرفة مسار التدخل الروسي في سوريا يتطلب مراقبة دقيقة لمنحى العمليات العسكرية، التي تحيط بها الالتباسات، وبالتالي لا يمكن التأكد من خط البيان الذي يعتمده الروس.
وأضاف: “الهدف المعلن للروس حماية النظام السوري، وضرب كل الفصائل التي تهدده، وفي هذا الإطار، فإن الاستهداف يتركز على المعارضة السورية أكثر من تنظيم “داعش” التي تشكل تهديدا على النظام السوري، وهو يضرب من دون رحمة كل فصائل المعارضة، لذلك فإن معرفة خريطة العمليات تتطلب وقتاً إضافياً لما يمكن ان تؤدي إليه من نتائج تحدد مسار الأمور في سوريا.
وررأى بومنصف ان الطيران الروسي يضرب بفعالية اكبر مقارنة مع طيران التحالف الدولي، الذي وضع أفقا بعيدا لاستئصال “داعش”. ورأى ان اجندة الروس تختلف عن اجندة التحالف الدولي، وبالتالي الأفق ليس مفتوحا أمام الروس، وهم مضطرون لأن يحققوا نتائج ميدانية سريعة تستثمر بالسياسة من اجل إيجاد حل ما لسوريا، وإلا ستكون فشلا إضافيا سيدفع ثمنه الشعب السوري.