تحقق السحابة العديد من الفوائد للشركات. لكن مع الكثير من الخدمات التي تحصل عليها هذه الشركات لأغراض مختلفة، قد يواجه محاسبو الشركات صعوبة في مواكبتها. ولهذا، فإن المؤسسات تنفق حالياً مبالغ كبيرة مقابل هذه الخدمات، من دون أن يكون لديها فكرة واضحة عن المستفيد الفعلي من الخدمة، ومن الذي يدفع مقابلها.
قبل عام 2012، كان المختصون في مختلف الأقسام الإدارية، يستخدمون نظم تكنولوجيا المعلومات الخاصة بالشركات، لتقديم مجموعة من الخدمات والوظائف. ثم مع خضوع الجميع للنظام المؤسسي نفسه، كان يحدث الكثير من التلاعب في الميزانيات والأرقام. لذلك، من المحتمل أن تكون التكاليف الحقيقية لخدمات تكنولوجيا المعلومات خفية وغير واضحة تماماً.
لكن مع تزايد استخدام الخدمات السحابية الخارجية فإن الأمور باتت مختلفة، حيث تخرج الأموال الفعلية من الشركة إلى الموردين الخارجيين، وهنا تجب المساءلة عن كل خدمة من الخدمات السحابية. فمن يدفع مقابل الخدمة؟ ومن الذي سيستفيد منها؟ بينما يرى معظم مديري تكنولوجيا المعلومات أن الإجابة عن هذه الأسئلة ليست واضحة دائماً.
وهذه هي النتائج الرئيسة لاستطلاع جديد نشرته مؤسسة (Dimensional Research)، بتعهد من شركة (Cloud Cruiser) المزودة للتحليلات السحابية، طُرح في مؤتمر (2015 Amazon Web Services Global Summit) الذي انعقد في سان فرانسيسكو وشيكاغو في أبريل/نيسان، ويوليو/ تموز الماضي.
وقد كشف هذا الاستطلاع عن عدم وضوح في استخدام وشفافية التكلفة الحقيقية في تطبيقات السحابة، كما رأى ثلثا المستطلعين أنه من الصعوبة تتبع استهلاك السحابة العامة لمخصصات التكلفة على مستخدمي الشركات في مؤسساتهم.
لكن مع وجود سحابة عامة، أليست بيانات فواتير الموردين كافية لتوضيح الأمر؟ وعلى كل حال، فإن توثيق العناصر يحدث من خلال استخدام الجهاز الافتراضي ونقل البيانات وتكاليف التخزين. وكما هو مبين في استطلاع سابق نشرته (Forrester)، فإن هناك بعض المعلومات المهمة بما في ذلك الأداء والترتيب والعمليات في كل مساحة من عمل السحابة، إلى جانب بيانات الفواتير- التي لا تتاح لمستخدمي السحابة.
وفي هذا العصر حينما يمكن الحصول على التقنيات والتطبيقات عن طريق بطاقة الائتمان، فإن القدرة على مطابقة التكاليف مع الفوائد تكون أكثر صعوبة، لاسيما في الشركات الضخمة. وليس هناك شك بأن مستخدمي الشركات الذين يشترون الخدمات يستفيدون من مشترياتهم، لكن ذلك مكلف عند تكرار هذه المشتريات عبر الشركات.
وبالإضافة إلى ذلك، يبدو أن هناك عاملاً معقداً وهو: السحب الهجينة، فقد نتج عن الدراسة أن 79% من الشركات تعتمد على استراتيجية السحابة الهجينة، وأن ثلثها ستزيد من الاعتماد على الخدمات السحابية بنسبة تزيد عن 50% في العام المقبل.
ومن خلال هذا الاستطلاع، فإن النتائج تشير إلى مشكلة ستتفاقم في الوقت الذي تستفيد فيه الشركات من مجموعة واسعة من أنواع السحب. كما يبدو أن الاعتماد على السحابة يتزايد باستمرار وفي كل مكان، وبالتالي في الإنفاق على السحابة.