IMLebanon

السعودية وكوريا الجنوبية وسنغافورة: الهيمنة على صناعة الصلب العالمية

SteelFactories

كريس تيج
في شباط (فبراير) من عام 2011، عزف أحد عازفي البوق لحن الرجوع الأخير عند مدخل أعمال معمل ريدكار في بلدة تيسايد، بينما وقف العمال لحظة صمت، حزنا. قامت تاتا ستيل، الشركة المالكة للمصنع، بإيقافه للتو وبدت النهاية قريبة.

جاء الخلاص من الخارج على شكل شركة صناعات الصلب ساهافيرييا في تايلاند.

وين فيريابرابايكيت، رئيس شركة صناعات الصلب التايلاندية، أبدى إعجابه بحملة تيسايد “أنقذوا الصلب لدينا”، ورأى في معمل ريدكار الفرصة للاستحواذ على عملية صنع الألواح الخاصة بها، وتحقيق الخطط الطموحة الرامية إلى التوسع في الأسواق الاستهلاكية الآسيوية. أنفقت شركة صناعات الصلب مبلغ 469 مليون دولار لشراء فرن السفع ريدكار – ثاني أكبر فرن حراري في أوروبا – وحليفه معمل منتجات تيسايد للصلب، واستثمرت منذ ذلك الحين بمبلغ 600 مليون دولار على الأقل. لم يكن غريبا أن يأتي المنقذ لأهالي تيسايد من الخارج: حيث إنه في الموقع السابق لشركة ويلتون للبتروكيماويات التابع لشركة آي سي آي بالقرب من معمل ريدكار، تعتبر الشركات المهيمنة الآن هي كل من السعودية وكوريا الجنوبية وسنغافورة.

مع ذلك، بينما يرحب جورج أوزبورن بعلاقات المملكة المتحدة مع الصين ويعد بوفرة من زيادة في الاستثمار والتجارة، هنالك عدو قد وصل أيضا إلى تيسايد من جهة الشرق.

اليوم، تعد الصين أكبر منتج للفولاذ الصلب في العالم، لكن بسبب التباطؤ في اقتصادها بعد سنوات من النمو الجامح، نتج عن قدرة الصين المفرطة على إحداث انهيار في أسعار الصلب العالمية وموجة من الصادرات الرخيصة إلى الغرب. كان الانخفاض في سعر الصلب لهذا العام من 500 دولار للطن الواحد إلى أقل من 300 دولار، بمثابة الفاجعة لقطاع صناعة الصلب والحديد في تيسايد، المنهكة أصلا بعد سنوات من الكفاح من أجل البقاء على قيد الحياة.

استؤنف إنتاج الحديد والصلب في نيسان (أبريل) من عام 2012، لكن موقع ريدكار الشاسع الذي يمتلك القدرة على صناعة 3.6 مليون طن من الصلب في السنة الواحدة، عانى كثيرا وسط التشريعات البيئية، وتكاليف الطاقة المرتفعة في المملكة المتحدة، ومعدلات الأعمال التجارية الثقيلة على نحو لا يكفي لتحقيق الربح.

توجه المعمل نحو تحقيق الربح خلال النصف الثاني من عام 2014، لكن بعد ذلك حصل الانهيار في أسعار الصلب. عليه فقد أصبحت أوضاعه المالية خطيرة جدا بحيث إن الشركة التي توقعت خلال هذا الشهر تحقيق مبيعات سنوية بنحو 2.5 مليار دولار، لا يمكنها تأمين ما يكفي من المواد الخام للحفاظ على ديمومة عمل فرن السفع لمدة أسبوع.

القادة النقابيون والإدارة البريطانية لشركة صناعات الصلب في حاجة ماسة إلى أن تعرب حكومة المملكة المتحدة عن استعدادها لتقديم المساعدة، على أمل أن يشجع هذا الشركة على الالتزام مع المصنع وليس إغلاقه أوعرضه للبيع.

يقول بول وارين، رئيس لجنة الاتحاد في الموقع، باستياء “مع محاولة الصين احتكار سوق الصلب، من الذي سيقوم بجدية بشراء أعمال الصلب من أجل المنافسة في هذه السوق”؟

لقد اعترف بأن الصينيين قد لا يكونون الأشخاص المفضلين لديه في الوقت الحاضر، لكنه يفهم أن العمل هو العمل. بل وجد هو، كغيره من الآخرين في تيسايد، أن الحكومة البريطانية كانت مقصرة. أليس بإمكانهم فرض رسوم على الواردات الصينية؟

تريد النقابات أيضا من الحكومة تقديم قرض قصير الأجل لشركة صناعات الصلب في المملكة المتحدة، لكن الحكومة تصر على أنها تواجه إعاقة من قبل قواعد مساعدات الدولة لتقديم مثل هذه المساعدة.

مع ذلك، فإن رفضها التدخل في هذه اللحظة من الأزمة يجعل مشروع توليد الطاقة الشمالي لأوزبورن، الذي كان أيضا يروج له بحماس في الصين هذا الأسبوع، يبدو في تيسايد وكأنه مجرد حملة مثيرة للعلاقات العامة.

تقول سو جيفري، رئيسة مجلس كليفلاند وريدكار ورئيسة السلطة المشتركة لوادي تيز، “إن الحكومة يجب عليها تحويل الكلام إلى فعل”. تقول “إن هذا اختبار فيما إذا كان مصنع الطاقة الشمالي، يعني أي شيء للحكومة أوما إذا كان الأمر يتعلق فقط بالعناوين الرئيسية”.

إغلاق الموقع قد يعني فقدان ألفي فرصة عمل مباشرة وألف وظيفة مع المقاولين، إضافة إلى الآلاف الأخرى في سلسلة التوريد. وهذا يمكن أن يأتي في وقت يشعر فيه قطاع الغاز والنفط المهم في المنطقة الشمالية الشرقية، بأثر انخفاض أسعار النفط، بينما عملت تخفيضات الإنفاق على تراجع العمالة في القطاع العام.

باستثناء شركة صناعات الصلب في المملكة المتحدة، كل ما تبقى من صناعة الصلب التي وظفت في عام 1980 ما يصل إلى 33 ألف شخص في تيسايد، هو عبارة عن 700 فرصة عمل في ثلاثة مواقع لشركة تاتا ستيل، التي تعالج الصلب المصنوع في أماكن أخرى.

يقول كورنيليوس لورينز، مدير الأعمال التجارية البريطانية ورئيس العمليات لشركة صناعات الصلب في المملكة المتحدة، “إن وين ناضل بشدة للفوز بالتمويل من داعمي البنك التايلاندي”.

وقال لورينز “لقد كنا فخورين بما أنجزناه”. منذ عام 2012، فقد أنتجت شركة صناعات الصلب تسعة ملايين طن من الألواح، حيث تم تصدير معظمها إلى آسيا.