Site icon IMLebanon

قطاع النقل والشحن في السنوات الـ10 المقبلة

postal-mailing-and-shipping-services-s
ستيف بانكر

في الوقت الذي تتزايد فيه عمليات شحن البضائع، وتشهد فيه التجارةالإلكترونية نمواً كبيراً، فإن العديد من الأسئلة تثار عن شكل التغيير الذي سيطرأ على هذا القطاع إلى جانب قطاع النقل خلال السنوات الـ10 المقبلة، مثل: ما السلع التي سيتم شحنها؟ من أين؟ وإلى أين؟ وكيف؟

وفيما يخص السلع والمواد التي سيتم شحنها مستقبلاً، فإنه على الرغم من كل الضجة الحاصلة حول قطاع الطباعة ثلاثية الأبعاد، من المتوقع شحن السلع نفسها التي يجري شحنها الآن خلال السنوات المقبلة، ولن يتغير شيء من هذه الناحية. كما لن تتحول الخدمات اللوجستية من شحن السلع المادية إلى شحن السلع الإلكترونية، مثل ملفات (التصميم بمساعدة الحاسوب– CAD).

وقد نشرت مجموعة ((ARC Advisory Group تقريراً استراتيجياً منذ بضع سنوات بعنوان (الاتجاهات السائدة في التصنيع الجمعي/ المضاف- Trends in Additive Manufacturing). بينما يعد (التصنيع الجمعي/ المضاف) هو الوصف الأكثر دقة لـ”خلاصة التكنولوجيات”، التي تصنع المنتجات من خلال بناء المواد بدلاً من قطعها. وقد عمل التقرير على تحديد بعض المجالات التي ينبغي استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد فيها، لكن بعد قراءة التقرير من الصعب النظر إلى هذه التقنية على أنها بداية لموجة جديدة من الإنتاج في موقع العمل، علماً أن حجم هذا القطاع سيتأثر بعض الشيء من خلال الطباعة ثلاثية الأبعاد.

ومن حيث الأماكن التي سيتم شحن السلع إليها، فنحن الآن في خضم التغيرات الكبيرة التي تجري بسبب التجارة الإلكترونية والتجارة متعددة القنوات. ويبدو أن هذه التوجهات تشهد تسارعاً تجارياً أيضاً.

ووفقاً لدراسة حول التجارة متعددة القنوات نشرتها مجموعة (ARC)، “فإن حصة الأسد من الإيرادات ما تزال مدفوعة في المتاجر، حيث تستحوذ على ما يقرب من 67% من مجموع الإيرادات بالنظر إلى المشاركين في الدراسة. وعلى مدى السنوات الـ5 الماضية، أظهر المشاركون في الدراسة أن الإيرادات شهدت نمواً بنسبة 6% للمتاجر العادية مقارنة بـ47% للتجارة الإلكترونية. كما توقع المشاركون نمواً ثابتاً لقنوات المتاجر التقليدية الخاصة بهم، مقارنة بـنسبة نمو قدرها 40% للتجارة الإلكترونية.

ومن شأن هذا التغيير أن يجعل المصادر أقرب للمستهلك، وأن يوفر خدمة توصيل مجموعة متنوعة من الخيارات للعملاء في مواقعهم. وبدعم شحن البضائع من مراكز التوزيع، فإن التجار يعملون على إنشاء مستودعات أقرب إلى المناطق الحضرية. كما سنشهد ظهور خدمات التسليم المباشر للسلع من المتجر للمستهلك، والشحن من المتجر، والشحن من المتجر للمتجر. أما بالنسبة للوجهات التي سيتم شحن السلع إليها، فستشمل خزائن التسليم والمحال التجارية.

والسؤال الأخير: هو كيف سيتم شحن السلع؟

من ناحية الشحنات التي ستصل إلى وجهات بعيدة، فإن إنزالها سيكون في مكان معين ليجري تسليمها بعد ذلك، ثم تعمل جهة ثانية على استلامها وإكمال عملية الشحن والتسليم للعملاء، كما تعمل (Uber) تماماً.

ووفقاً لاستطلاع حول التجارة متعددة القنوات، عملت عليه مجموعة (ARC) مجدداً هذا العام، فإن 27.7% من مشاركي تجارة القنوات المتعددة أو جهة ثالثة تعمل على إكمال عملية الشحن من المشاركين في الاستطلاع، فقد أظهروا خططاً لاعتماد هذا النوع من أسلوب الشحن في المستقبل. كما أعلنت شركة (Amazon) بأنها توفر خدمة مشابهة لأسلوب خدمة (Uber) للتسليم.

ومن ناحية ثانية، فإن التغيير في عمليات الشحن لا يقتصر على التجارة الإلكترونية فقط. ففي مجال النقل بالشاحنات، لا زلنا نعتمد على أعداد كبيرة من شركات النقل الصغيرة غير المتطورة من الناحية التكنولوجية. ومن غير الواقعي أن الشركات العائلية الصغيرة المستقلة، ستكون قادرة على توفير تبادل البيانات الرقمية أو تقنيات المعلومات للشركات التي توفر خدمات الشحن. لكن الوسطاء التجاريين يطلبون الآن من الشركات الناقلة، تحميل تطبيق على هواتفهم النقالة لتسهيل عملية الشحن والتسليم.

وحتى الآن، يعتمد التغيير المتوقع حول “كيفية شحن السلع” في السنوات الـ10 المقبلة، على التطوير المستمر لشاحنات النقل المستقلة، سيما أن العمل لا يزال جارياً على التقنية التي ستنقلنا إلى عالم الشاحنات ذاتية القيادة.