تعرّضت الطالبة جمانة فولادكر في كليّة الاعلام ــ الفرع الأول في الجامعة اللبنانية للضرب والاهانة في حرم الكلية، على خلفية انتقادات وجهتها، عبر صفحتها على فايسبوك، لعناصر من حركة “أمل” المتهمين بالاعتداء على المتظاهرين في ساحة الشهداء.
تروي فولادكر أنها حضرت الخميس الماضي الى مبنى الكلية وجلست مع زملاء وزميلات لها في الباحة. جاء أحد متخرّجي الكلية المدعو جان قصير، وهو من محازبي حركة أمل، وطلب التحدث إليها جانباً، ولكنها رفضت ذلك وابتعدت عنه، فلحق بها وأمسكها بيدها بعنف، وقال لها: “بدي إحكيكي ولو بالقوة”. ولما حاولت إبعاد يده عنها صفعها على وجهها. أسرع أحد زملائها لإبعاد قصير عنها، كي لا يتمادى في ضربها، إلا أنه استمر في شتمها. وكان رئيس مجلس فرع الطلاب محمد أيوب يقف قريباً من المكان.
لجأت فولادكر الى مكتب مدير الكلية رامي نجم بهدف تقديم شكوى. تقول إن أيوب لحق بها الى مكتب سكرتيرة نجم، وحاول التحدّث اليها غصباً عنها. خافت فولادكر منه وغادرت المكتب بسرعة، إلا أن أيوب بدأ بدفعها، الى أن تدخّل أحد الموظفين وأبعده عنها، عندها بدأ أيوب بالصراخ: “زيحولي بدي دعوسها”.
لم تستطع فولادكر الدخول الى مكتب نجم لمقابلته في حينه، فعادت لاحقاً لتجد مدير الكلية مجتمعاً مع عدد من أعضاء مجلس الفرع الذي تسيطر عليه “أمل”. عند خروجهم أشار اليها أحدهم بكلمات نابية: “هيدي هي الشر…”.
روت فولادكر ما حصل معها لنجم، وذكّرته بأنه في مرة سابقة رمى أحدهم مياهاً ملوثة عليها، فأجابها باستهزاء “تقدمي بشكوى”، وأضاف: “إذا فات على الحبس شو بيتغير؟”، وقدّم لها نصيحة: “إنتي صيري تعي كطالبة عادية الى جامعة وما ضروري تستفزي حدا على فايسبوك”.
يقرّ نجم في اتصال مع “الأخبار” بأنه قدّم لها هذه النصيحة، إلا أنه تعمّد سرد تفاصيل كثيرة ذات طابع خاص وشخصي ليبرر الاعتداء عليها، وقال إنها “هي التي استفزّتهم… فهل عليهم أن يرموها بالورود؟”، لم يكتف نجم بذلك، بل اتهمها بأنها “هي من استدرجتهم للاعتداء عليها”. وعلى الرغم من ذلك، قال إنه سيتابع الشكوى المقدمة منها، ولن يستطيع فعل شيء قبل إنجاز التحقيق، مشيراً الى أن هناك شكوى مضادة قدّمها من اعتدوا عليها بالضرب والاهانة سيتابعها أيضاً.
يردّ أيوب في اتصال مع “الأخبار” بأنه “ليس كل إشكال يقوم به شخص ينتمي الى حركة أمل يعني أن الحركة هي من قامت بذلك”. وبرر ما قام به وقصير بأن فولادكر “لديها مشاكل مع جميع الناس، وقد حاول قصير التفاهم معها، وهي من بادرت بضربه بالكتاب وشتمه”، نافياً أن يكون قد حاول التعرض لها بالقرب من مكتب مدير الكلية، قائلاً “إذا زميتها شوي لترجع لورا ما يعني ضربتها”.
تقول فولادكر إنها سترفع شكوى لدى عمادة كلية الاعلام، خاصة بعدما شعرت أن مدير الكلية لن ينصفها، ولم يقم باتخاذ أي إجراء بحق المعتدين. تؤكّد أنها متمسكة بحقها في التعبير عن رأيها داخل الكلية وخارجها، ومتمسكة بمتابعة دراستها في الفرع الأول من الكلية.
من جهته، يشير عميد الكلية جورج صدقة، في اتصال مع “الأخبار”، الى أنه سيتابع القضية في مجلس الوحدة بعد تلقّيه شكوى الطالبة مباشرة، وسيطلب اتخاذ التدابير اللازمة بحق المعتدين بعد انتهاء التحقيق المفترض فتحه في الحادثة.
تجدر الاشارة إلى أن حالات الاعتداء على الطلاب والطالبات في الفرع الاول في كلية الاعلام تتكرر، وتأخذ طابعاً خطيراً، في ظل سيطرة شبه تامة لحركة أمل على هذا الفرع، وحتى الآن لم تبادر إدارة الجامعة الى أي تدابير لمعاقبة المعتدين وحماية الطلاب والطالبات وتأمين حقوقهم وحرياتهم.