خلافا لاجواء الصخب السياسي التي رافقت ازمة الترقيات العسكرية من دون ان تتوافر عناصر نجاحها، يغادر قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز موقعه القيادي غدا، بسبب العطلة الرسمية في ذكرى رأس السنة الهجرية، بهدوء تام من دون حفل تسليم وتسلم مع خلفه العقيد الركن مارون القبياتي الذي صدر قرار تعيينه منذ ايام، ليفتح صفحة جديدة في حياته ينصرف خلالها الى العمل المدني، بعيدا من الاصطفافات السياسية والاحزاب اقله في المرحلة الاولى بعد عقود امضاها في السلك العسكري حفل سجله خلالها بالانجازات البطولية في اشرس المواجهات والمعارك التي خاضها الجيش ضد المجموعات الارهابية لا سيما في عرسال ونهر البارد وغيرها.
ومع سقوط التسوية التي عقد الرهان على اساسها لوصوله الى قيادة الجيش، فإن العميد روكز كما تقول مصادر مطلعة، سيخرج بصمت من المؤسسة الام التي انضم اليها في العام 1985، ملتزما قانونها حتى اللحظة الاخيرة، على ان يغادر في 24 الجاري مع عائلته الى بوسطن- الولايات المتحدة الاميركية، لتمضية نحو ثلاثة اسابيع هناك.
أما بعد العودة الى بيروت فقالت ان روكز لن ينخرط في العمل الحزبي داخل “التيار الوطني الحر” وهو الذي بقي بعيدا منه في العلن كما في الخفاء على رغم مصاهرته لرئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون ولن يؤسس حزبا او يعمل في الحقل السياسي كما تردد، أقله في الفترة الاولى، بل يعتزم وفق المصادر التفرغ للشأن العام وانشاء مؤسسة للدراسات والابحاث الاستراتيجية، وهي فكرة راودته خلال فترة عمله في السلك العسكري حيث اكتسب خبرة واسعة في مجال الاستراتيجية العسكرية تتيح له الاشراف على مركز للدراسات والابحاث في هذا المضمار.
ولم تستبعد المصادر ان تكون للعميد روكز بعد مغادرته كلمة مقتضبة يضمّنها موقفه مما يجري بعدما التزم الصمت المطبق طوال فترة الازمة، التزاما بقوانين الجيش وانظمته.
غير ان مؤيدي ومحبي العميد المغوار لن يمرروا المناسبة من دون بصمة تطبعها بحيث تداعوا عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الى وقفة شكر ووفاء لمسيرته العسكرية ولتضحياته الوطنية في السادسة من مساء الخميس ١٥ تشرين الأول في ساحة الشهداء.
في مجال آخر، تؤكد اوساط عليمة لـ”المركزية” ان ما تردد في الساعات الاخيرة عن مسعى ربع الساعة الاخير لانجاز تسوية الترقيات العسكرية وابقاء العميد روكز في السلك وترفيعه لا يقارب الواقع لا بل يجافيه الى الحدود القصوى، خصوصا بعدما اعلن نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل اثر زيارة للرئيس ميشال سليمان في اليرزة امس “ان الموضوع انتهى، وعلى من يثير المسألة مراجعة قانون الدفاع الواضح جداً، الذي يقول ان الترقيات مرتبطة بوزير الدفاع وهو الذي يقترحها”، تضيف الاوساط ان الوزير مقبل الذي كرر هذا الموقف اكثر من مرة وفي اكثر من مناسبة لم يترك مجالا للشك في مصير التسوية وامكان انبعاث الحياة مجددا فيها.