العبوة التي انفجرت في شتورا منذ أيام لا تقاس بحجمها وزنتها، وإنما بمغزاها كمؤشر أول الى احتمال عودة مسلسل التفجيرات بعد انقطاع طويل.
تتشابه عبوة شتورا التي قيل إنها استهدفت أحد الفانات الحزبية مع ما شهدته سابقا طريق شتورا المصنع من تفجيرات بلغ عددها، مع عبوة أمس الأول، خمسة تفجيرات، أربعة منها على الطريق الدولية، وواحد على الأوتوستراد الرئيس في زحلة.
وقد انفجرت عبوة شتورا لدى وصول الفان الى أحد المفارق الذي يؤدي الى الطريق الدولية المعتادة بعدما أقدم مجهولون على تفجير العبوة لاسلكيا عن بعد، فيما أكمل الفان مساره من دون توقف.
وقال مصدر أمني إن الإجراءات الأمنية المشددة على طول الطريق الرئيسية في البقاع جعلت المجموعات الإرهابية تبحث عن طريق فرعي من خلف حاجز الجيش عند تقاطع شتورا جديتا المرج مرورا بالمقطع المجاور لمبنى الجمارك في شتورا عندما انفجرت عبوة ناسفة.
ويقول المصدر إن استخدام هذا الحجم من العبوات يكون عادة بهدف إيقاع الأضرار، مرجحا أن تكون طبيعة المكان لم تسمح إلا بوضع العبوة على جانب الطريق وليس في مكان قريب من الفان المستهدف ما صعب عملية الإضرار به.
وأعقب دوي الانفجار تحرك سريع للجيش والقوى الأمنية التي ضربت طوقا أمنيا حول المكان وسهلت وصول سيارات إسعاف الصليب الأحمر اللبناني التي نقلت جريحا أصيب في يده من ركاب الفان الذي أكمل طريقه ولم يتوقف على رغم استهدافه، لأن توقفه في هذه الحالة ممنوع في لغة الحرب والمهمات العسكرية، تلافيا لأي استهداف آخر أكثر إحكاما، موضحا أن هذه الفانات لا تقل عادة عناصر مسلحة على هذه الطرق.
ويقول المصدر ان الفان كان مراقبا واستهدافه ليس صدفة، فقد باتت هذه الفانات التي تقل عناصر حزب الله معروفة من جماعات ترفض مشاركته في الحرب، فضلا عن أن طريق شتورا هي ممر إلزامي للمتجهين الى سورية عبر المصنع، علما بأن عشرات الفانات التي تقل ركابا مدنيين تمر على هذه الطريق يوميا.
والطريق التي استهدف عليها الفان يسلكها من يريد تلافي المرور في سوق شتورا الذي غالبا ما يكون مزدحما.