رأت اوساط نيابية في فريق 14 آذار ان “مكونات الثامن من آذار تبني آمالا كبيرة على التدخل الروسي في سوريا، وتراهن عليه كعامل وازن من شأنه ان يعزز نهجها وسياساتها في لبنان”، معتبرة ان “رفع صور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تظاهرة “التيار الوطني الحر” أمس، يشكل خير دليل الى تعويل الاطراف المحلية الداعمة لمحور المقاومة، على دور موسكو في المنطقة لترجيح كفة خياراتها.. وعلى وقع الغارات الجوية الروسية، تتوقع الاوساط عبر “المركزية” ان تزيد مكونات الثامن من آذار وعلى رأسها “حزب الله”، ضغطها لانجاز الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس مقرّب منها. وتشرح أسباب “هذا الاستعجال الرئاسي”، فتقول “الدخول الروسي الى الميدان السوري حجب الى حد كبير، وكاد يطيح بالدور الايراني في هذه الحرب المستمرة فصولا منذ سنوات. وانطلاقا من هنا، تشغل جملة أسئلة عن مرحلة ما بعد هذا التدخل، بالَ طهران ومن يدور في فلك محور الممانعة، وأولها: من يضمن ان يكون لايران دور في التسوية التي سيتم ارساؤها لسوريا والمنطقة مستقبلا؟ وما الذي يضمن الا تغطي موسكو صوت طهران في المنطقة ان نجحت روسيا في قلب الموازين في سوريا”؟
وعليه، تتابع الاوساط، فان “ضبابية المشهد الذي سيرتسم في المستقبل، في مقابل فائض القوة الذي يشعر به داعمو الرئيس السوري بشار الاسد، بفضل التدخل الروسي لصالح الاخير، ولّدا لدى ايران وامتدادها المحلي “حزب الله”، ارادة بحسم الملف الرئاسي اليوم قبل الغد، ذلك انها ترى ان ميزان القوى يميل لكفّتها راهنا، وقد يسمح بانتخاب رئيس وفق المواصفات التي يريدها “حزب الله” وحددها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد منذ ايام على طاولة الحوار في 6 نقاط ابرزها “ان يكون متبنيا للمقاومة وخياراتها واستراتيجيتها السياسية والا يكون وصوله الى الرئاسة محل تبنّ ورعاية من دول اجنبية بخاصة تلك الراعية للاعتداءات الاسرائيلية، ان يمثل الاكثرية في المكون الذي ينتمي اليه ويحظى بتأييد مكونات اخرى، ان يكون مؤمنا وحريصا على تطبيق الشراكة الحقيقية وان يكون متعاونا مع السلطات لنقل البلد الى مرحلة سياسية جديدة وان يتمتع بحيثية شعبية”. ويرى الحزب ان امكانية ايصال هذا المرشح الى سدة الرئاسة واردة اليوم أكثر من الغد ويجب الضغط لتحقيق هذا الهدف الذي يشكل، دائما وفق المصادر، حاجة ملحة لحزب الله. فهو سيعود من سوريا عاجلا أم آجلا، ويحتاج الى سلطة محلية كما الى رئيس، يضمن “ظهره” وسلاحه كما استراتيجيته الدفاعية، ليعود الى الداخل قويا.
واذ تشير الى ان “الحزب لن يضغط لايصال رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب العماد ميشال عون شخصيا الى سدة الرئاسة، بقدر ما سيسعى الى انتخاب اي شخصية تؤيده سياسيا”، تلفت المصادر الى ان “المواقف التي اطلقها عون أمس والتي خلت من اي تصعيد او قلب للطاولة الحكومية أوالحوارية، تأتي منسجمة مع سعي الحزب الى ابقاء قواعد اللعبة الداخلية على حالها حاليا، لانها تناسبه وتلتقي ومصالحه، نظرا الى المستجدات في الاقليم”.
وتتوقع المصادر ان تشهد الايام المقبلة ايضا تصويبا في أداء الحراك الشعبي بعد اعمال الشغب التي كانت شوارع قلب المدينة مسرحا لها ليل الخميس الماضي، مضيفة “كان يفترض ان يلعب هذا الحراك دورا بناء وفاعلا في الداخل، الا انه سمح لبعض الفئات بتحوير أهدافه وافراغه من مضمونه”. وتتابع “ان لم يطهر الحراك صفوفه واذا لم يعد رسم خريطة اولوياته وتحديدها، فانه سيقضي على نفسه بنفسه رويدا، خاصة ان الحشود التي تلبي دعواته الى التظاهر، تتضاءل تباعا، كما ان الجهات السياسية التي سارعت الى دعمه ابان انطلاقته، اعادت النظر في موقفها مؤخرا حيث رفضت ممارساته في الشارع، وأعربت عن دعمها للقوى الامنية وأدائها. وتسأل ختاما “هل يتحرّك الحراك قبل فوات الاوان”؟