رأى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنّه “كان يمكن تفادي الكثير من المشاكل والتحديات والحراك والوضع الاقتصادي الهش، لو كان لدينا اليوم رئيس جديد للجمهورية”، وقال: “لقد ثبت بعد اكثر من 500 يوم من الفراغ الرئاسي انه على الرغم مما يقال او قيل في السابق منذ التوقيع على اتفاق الطائف عن صلاحيات رئيس الجمهورية، ان النظام السياسي اللبناني لا يمكن ان يعمل او يستقيم من دون رئيس للجمهورية. فرئيس الجمهورية هو ضابط ايقاع اللعبة السياسية اللبنانية، وهو الذي يستطيع توحيد اللبنانيين، ويوازي ما بينهم”.
المشنوق، وخلال عشاء تكريمي في يومه الثاني من زيارته لإمارة أبو ظبي، أضاف: “حان الوقت ليفهم الجميع أن رمزية لبنان ورسالته تتجليان بوجود رئيس جمهورية ماروني يمثل جميع اللبنانيين بمعزل عن المذهب والدين، بخاصة أننا في منطقة تحاول أن تلغي كل أشكال العدد بين أهل الدين الواحد، دعك عن التعدد الديني والثقافي والحضاري والاثني”.
وتابع: “كنت قد اعلنت منذ بداية الحراك ان الحق في التظاهر مكرس بالدستور اللبناني وهو ليس منة من احد، والقانون يحفظ الحريات، ولكنه لا يسمح بالاعتداءات على الاملاك العامة والخاصة، وإن حق التعبير لا يعني حق الإعتداء على الأملاك العامة والخاصة”، لافتاً الى انّ “بعض المطالب التي رفعت في بداية الحراك كانت محقة، لكن ما رأيناه في ما بعد هو اصرار على الفوضى وعلى تدمير كل تبقى من مقدرات الدولة اللبنانية، وهذا ما لا نسمح به”.
وأردف المشنوق: “سأكون صريحاً أكثر، نحن فريق سياسي نلمس في بعض الحراك، محاولة لكسر العاصمة من قلبها، وتزوير تجربة من اعاد وضعها على خريطة التقدم والحداثة والحضارة، وهو ما لن نسمح بمروره أيا تكن أثمان المواجهة. هناك محاولة لتصريف الحقد والثأر على تجربة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وبمفعول رجعي لتصفية الحسابات التي لم تصف بالاغتيال وبتكرار الاغتيال”.
وأضاف: “نحن اليوم في حاجة ماسة الى خريطة طريق انقاذية ترتكز على العودة الى الدستور تكون اولى خطواتها انتخاب رئيس للجمهورية ثم تشكيل الحكومة تشرف على اقرار قانون انتخابات عصري يفسح المجال امام المعارضين والقوى الشبابية والمستقلين لكي تتمثل بالمجلس النيابي والدخول الى مؤسسات الدولة ثم الشروع باجراء انتخابات نيابية تعيد انتاج النخبة السياسية”، مؤكداً انّ “لبنان في خطر كل ما يطلبه منا ان نتواضع”، وناصحاً جميع القوى السياسية اللبنانية “بأن تعيد النزاع السياسي الى داخل المؤسسات وتعيد تجديد النخبة السياسية بلا اوهام وبلا احقاد وعلى قاعدة التواضع، تواضع الجميع، في المشاريع والوظائف، والكف عن الاوهام ان لبنان هو مركز صراعات العالم او اننا قادرون عل تقرير مصائر المنطقة، فيما بدونا عاجزين امام مصير ازمة النفايات”.
وتطرق المشنوق الى التطورات العربية، فرأى أنّ “عاصفة الحزم تلعب دورا اساسيا في استعادة التوازن في المنطقة العربية”، مشيراً الى أن الصراع القائم في المنطقة يتركز على الدفاع عن العروبة في مواجهة المشاريع والمحاور الاقليمية الاخرى، فالصراع في سوريا هو صراع على العروبة والتحالف العربي في اليمن يدافع عن عروبته، وفي هذا الاطار انّ عاصفة الحزم ونواة التحالف بين جمهورية مصر العربية ومجلس التعاون الخليجي هي بداية الطريق لتعافي العروبة”.