اجتمع رئيس تجمع رجال الأعمال اللبنانيين فؤاد زمكحل وأعضاء الهيئة الإدارية مع وزيرة التجارة الخارجية في منطقة بروكسيل – بلجيكا سيسيل جوردون، يرافقها أعضاء مكتبها الوزاري ووفد من رجال الأعمال البلجيكيين، في حضور عدد من مسؤولي السفارة وحشد من رجال الأعمال اللبنانيين.
وتحدث زمكحل قائلا:”لقد تغير العالم من حولنا وهو ما يزال يتغير بسرعة فائقة متخذا اتجاهات متعددة، غالبا ما لا يمكن التنبؤ بها ولا معرفتها. يمر الاقتصاد العالمي والأوروبي وأيضا الاقتصادات الإقليمية بمرحلة تغيير ضمن عملية إعادة هيكلة وإعادة تنظيم كبرى.”
وتابع:”تقوم في كل أنحاء العالم كل من المؤسسات المالية والشركات الخاصة، على أنواعها،التجارية والصناعية والتكنولوجية وشركات الخدمات، بإعادة هيكلة من أجل التماشي بقدرالمستطاع من الناحية المالية والبشرية على حد سواء مع هذه التغيرات المتعددة التي من الصعب التحكم بها”.
واضاف:”لم يعد باستطاعتنا إدارة شركاتنا – مهما كان نشاطها- كما كنا نفعل قبل بضع سنوات. لم تعد نقاط القوة لدينا وميزاتنا التنافسية السابقة، وكذلك عوامل النجاح الرئيسية لدينا صالحة بل أكثر من ذلك، يمكن أن تصبح حاليا نقاط ضعف. لذلك فمن الجوهري أن نعيد النظر بانتظام في الخطط والاستراتيجيات والأهداف التي نضعها وأن نقوم بمراجعتها وتكييفها مع الظروف البيئة الإقليمية والعالمية التي تمر بمرحلة اضطراب كامل، من أجل المثابرة والإستمرار والنمو”.
واشار زمكحل الى انه “يمكن النظر إلى لبنان أو فهمه على أنه سوق صغير مؤلف من 4 ملايين شخصا، ولكن إن هذه الرؤية غير صحيحة. يجب اعتبار لبنان على انه بوابة متميزة نحو الشرق الأوسط بأسره. بالفعل، تمر هذه المنطقة في مرحلة إعادة هيكلة، مما يمثل سوقا ضخمة مع تزايد مطرد في الطلب وقوة شرائية متزايدة. ليس هذا سر على أحد، بل بالأحرى انه واقع حيث أن معظم شركات القطاع الخاص تعمل، وتستمر وتنمو من خلال فروعها في الخارج وتواجدها الإقليمي والدولي”.
من جهتها عبرت رئيسة الوفد البلجيكي وزيرة الاقتصاد الخارجي سيسيل جوردون عن فخرها بأن تترأس الوفد البلجيكي إلى لبنان الذي يتكون من 20 رجال الأعمال في مجالات التصدير والإستثمار (ممثلي وكالات ترويج AWEX)، حيث نؤكد التزامنا تطوير علاقاتنا مع لبنان”.
وقالت:”إن العلاقات البلجيكية اللبنانية، هي راسخة في الخصائص المماثلة التي يشترك فيها بلدانا. وأعتقد أن شعوبنا تتعدد الثقافات واللغات تاريخيا، كذلك إن بلدينا مفتوحتان جدا على العالم من خلال صغر حجميهما وموقعيهما الاستراتيجي (لبنان بوابة الشرق الأوسط، وبلجيكا هي في قلب أوروبا). علاوة على ذلك، فإن لبنان وبلجيكا يقدمان في المقام الأول اقتصاد الخدمات. وكلاهما له طعم الرفاهية. (بلجيكا تشتهر بصناعة الشوكولا وتصميم الأزياء)”.
وأكدت “أن ما وراء الثقافة والتعددية اللغوية والجغرافيا السياسية، يمكننا أن نتباهى بالطابع الاقتصادي المشترك في ما بيننا، ففي بلجيكا ثمة نحو 1275 شركة بلجيكية تصدر سلعا الى لبنان، فيما يعد لبنان بالنسبة إلى بلجيكا، من أكثر الدول ال 58 التي تستورد من بلجيكا، ومن بين أكبر الدول ال 102 التي تزود بالسلع البلجيكية، حيث بلغت الصادرات البلجيكية الى لبنان نحو 377 مليون يورو سنة 2013، في المقابل استوردنا من لبنان بنحو 57 مليون يورو. لذا لا يزال لبنان شريكا اقتصاديا يمكن الاعتماد عليه على رغم الأزمة الاقتصادية العالمية وعدم الاستقرار السائد في الوقت الراهن في منطقة الشرق الأوسط”.
ورأت “أن لدينا أهدافا من وراء لقاءاتنا في لبنان أبرزها تطوير مناخ الإستثمارات في ظل فرص عمل ملائمة لرجال الأعمال البلجيكي – اللبناني. وما يدل على ذلك هو لقاءات مجلس الأعمال البلجيكي في لبنان وعدد كبير من رؤساء الشركات اللبنانية وممثليها مما يثبت رغبتنا في بناء الجسور”، مشيرا “الى متابعة لقاءاتنا مع المسؤولين اللبنانيين ولا سيما في المجال الاقتصادي في لبنان من خلال برنامج وضعته الملحق الاقتصادي والتجاري في بيروت ندى عبد الرحيم، وذلك لترسيخ معرفتنا بمشاريع التنمية مستقبلا، ولا سيما في مجال البنى التحتية”.
وقالت:”أذكر البنية التحتية لأنه لا بد من القول:ان الشركات البلجيكية متفوقة في مجال البناء والطاقة (المتجددة) وأنا أعرف أن هناك اهتماما كبيرا حول التعاون الممكن مع السلطات والمؤسسات التجارية اللبنانية. لكن أرى أن ثمة العديد من الفرص الأخرى لإقامة شراكات في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والطب والأدوية والمواد الغذائية وحتى في القطاع المصرفي والمالي”.
ثم دار نقاش بين الحاضرين حول العلاقات التجارية والاقتصادية والإستثمارية بين البلدين.