لا تزال الجمعيات التعاونية الزراعية في عكار تمارس دورها على اكثر من صعيد ووفق الامكانات المتوافرة لتطوير العمل الزراعي، بما يخدم المزارعين بشكل اساسي والقطاع الزراعي عموما، على الرغم من قصور دور الدولة في تدعيم هذا القطاع الذين بالامكان ان يشكل دعامة اقتصادية كبرى على الصعيد الوطني بدلا من ان يكون عبئا عليها. وتجهد التعاونيات الزراعية في عكار والتي يربو عددها على ال 20 تعاونية وتعمل في قطعات مختلفة من اجل تفعيل العمل التعاوني الذي بات واضحا مدى تأثيره الايجابي على مجمل الانشطة الزراعية وعلى المزارعين خصوصا، ولا سيما أن عكار تتميز بكونها منطقة زراعية بامتياز.
يعاني القطاع الزراعي ما يعانيه على اكثر من صعيد ولا سيما لجهة ارتفاع كلفة الانتاج نتيجة ارتفاع اسعار البذور والنصوب والادوية والسموم الزراعية وكلفة اليد العاملة والري والفلاحة والتسميد والتشجير ما تسبب بارتفاع اسعار المنتجات الزراعية الامر الذي انعكس سلبا على حركة التسويق ان في الاسواق الداخلية او الخارجية على السواء ما اوقع المزارع اللبناني في فخ المنتجات الزراعية المستوردة من غير بلد عربي محيط، لا سيما سوريا والاردن ومصر وغيرها.
ويقول المزارعون إن “ما يعوض هذا الامر بعض الشيء هي جودة الانتاج الزراعي اللبناني الذي بإمكانه في حال تأمنت له المزيد من امكانيات الدعم المادي والمعنوي الرسمي كما في البلدان المحيطة فإن بمقدوره أن ينافس في مختلف الاسواق الخارجية وخصوصا أن المزارعين باتوا مهتمين بشكل أو بآخر بجودة الانتاج بما يتلاءم مع مواصفات الاسواق الخارجية”.
ولفت رئيس الجمعية التعاونية الزراعية في القبيات طوني رعد إلى أن “العمل التعاوني على الصعيد الزراعي أمر جيد ومطلوب لمواجهة التحديات التي يواجهها المزارعون على مختلف الصعد”، وقال: “الجمعية التي تهتم بكل المزارعين في القبيات ومحيطها المنضوين فيها تجهد للعمل على رفع جودة الانتاج الزراعي وفق الامكانيات المتاحة، وثمة مشاريع عدة قد تحققت على هذا الصعيد على مر السنوات الماضية على الرغم من كل الظروف القائمة”.
وأعطى مثالا على ذلك أن “الجمعية التعاونية الزراعية في القبيات أنشأت معصرة تقليدية للزيتون سنة 2003 بتمويل من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وباشراف البعثة البابوية. عملت المعصرة طوال عشر سنوات بصورة منتظمة وأدت خدمة لمزارعي الزيتون بشكل فعال حيث كانت تعصر سنويا أكثر من ستة آلآف صفيحة زيت لحوالى خمسمئة مزارع من قرى منطقة الدريب – عكار، لكن انتاجها من الزيت لم يكن مطابقا بشكل كلي للمواصفات المطلوبة للأسواق الخارجية. وكوننا نطمح لفتح أسواق خارجية للمساعدة على تصريف انتاج المزارعين، قررت التعاونية تحديث المعصرة ليستوفي انتاجها المواصفات العالية الجودة المطلوبة لتصدير زيت الزيتون الى الخارج. وبتمويل مشكور من الوكالة الأميركية عبر شركة DAI ومشروع LIVCCD تم انجاز المشروع بكلفة قدرها 292000$ ساهمت الوكالة بمبلغ 204000$ و التعاونية بمبلغ 88000$. وهذه المعصرة الحديثة ستمكن المزارعين من انتاج زيت جيد جدا عالي المواصفات وبما يتناسب مع المواصفات العالمية فور تشغيلها مع بدء جني محاصيل الزيتون لهذا الموسم، حيث سيتم افتتاح المشروع ووضعه في العمل يوم الخميس في 15-10-2015 الساعة الحادية عشر ظهرا في احتفال خاص”.
وأمل أن “تعمم هذه التجربة على كل القطاعات الزراعية الانتاجية الاخرى بما يعزز قدرة المزارعين على تسويق انتاجهم على نحو الأفضل”.