Site icon IMLebanon

توقّعات بانخفاض فاتورة الواردات الغذائية عالمياً عام 2015

GRAINS
ذكر تقرير «توقعات الأغذية» الصادر عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن السلع الزراعية في العالم تمر حالياً بفترة انخفاض وثبات في الأسعار.

وأفادت توقعات «فاو» في فصل خاص بتقريرها الشهري، أن معظم أسعار الحبوب والزيوت النباتية التي شهدت قفزات حادة من الارتفاع خلال الفترة من 2007 وحتى أوائل عام 2011، اتخذت اليوم مسار عدم التقلب والتراجع.
ومن بين الأسباب الكامنة وراء الاتجاه الراهن تأتي مستويات المخزون العالية، والانخفاض الحاد في أسعار النفط، والقوة المتجددة للدولار الأمريكي كاتجاهات لا يبدو أنها مقبلة على تغيُّر في المدى القصير، رغم أن الصدمات غير المتوقعة مثل آثار الطقس السلبية على المحاصيل لا يمكن أن تُستبعد من هذه الصورة العامة.

في تلك الأثناء سجل مؤشر منظمة «فاو» لأسعار الغذاء الذي يشكل دليلاً يستند إلى حركة التعاملات التجارية من خلال قياس أسعار خمس سلع غذائية رئيسية في الأسواق الدولية، هبوطاً إلى أدنى مستوياته منذ ستة أشهر في آب. لكن الأرقام الجديدة الصادرة اليوم أشارت إلى ارتفاع طفيف بمقدار ثلثي نقطة مئوية من أدنى مستوياته قاطبة في أغسطس/آب، إلى 165.3 نقطة… كمستوى ما زال دون 18.9 في المئة المسجلة في العام السابق.

غير أن مسارات الأسعار خلال السنوات القليلة الماضية ومساراتها المحتملة مستقبلاً، ليست متطابقة في حالة جميع المجموعات السلعية. وتميل أسعار الأرز إلى التحرّك في استقلال عن الحبوب الأخرى، في حين أن أسعار السكر ظلت متقلبة على الدوام بعد أن فقدت نصف قيمتها واستعادتها 12 مرة منذ عام 1990. وتنسجم أسعار اللحوم ومنتجات الألبان مع الاتجاه الأوسع نطاقاً لكنها كسلع قابلة للتلف، غالباً ما تتسق مع الاتجاه السائد في فترة زمنية لاحقة.

وتُعد الحبوب الأساسية، في صميم اتجاه الهبوط السعري كنتيجة لسنوات عديدة من الحصاد الوافر في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن بلوغ المخزونات الاحتياطية لمستويات قياسية من الارتفاع. ووفقاً لموجز «فاو» الأخير «إمدادات الحبوب والطلب عليها»، يجري حالياً تقليص مثل هذه الأرصدة الاحترازية ببطء، ومن المحتمل أن تغلق مخزونات الحبوب العالمية موسم 2016 عند مستوى 638 مليون طن، أي بانخفاض من أربعة ملايين طن عن بداية الموسم.

في الوقت ذاته، هبط الإنتاج العالمي من الحبوب هذا العام إلى 2.534 مليار طن، أي بمقدار ستة ملايين طن دون توقعات الشهر الماضي و0.9 في المئة أقل من المستوى القياسي لعام 2014؛ وعُزى ذلك على الأكثر إلى انخفاض انتاج الذرة في الولايات المتحدة حيث تراجعت الأسعار بما يصل إلى النصف منذ تموز 2012.

الأمن الغذائي

كذلك أشار محررو نشرة «توقعات الأغذية» إلى أن انخفاض أسعار المواد الغذائية «يبدو أنه نعمة على الأمن الغذائي» ولا سيما بالنسبة للأسر التي تنفق جزءاً كبيراً من دخلها على شراء الغذاء.
وفي الواقع، من المرجّح أن تنخفض فاتورة الواردات الغذائية على صعيد العالم في عام 2015، إلى 1.09 تريليون دولار أمريكي، وهو أدنى مستوى لها منذ خمس سنوات، وذلك بانخفاض يبلغ نحو 20 في المئة عن المستوى القياسي البالغ 1.35 تريليون دولار عام 2014. كما شجع تراجع أسعار الشحن على هذا الانخفاض الذي ساهمت فيه الحبوب ومنتجات الألبان واللحوم والسكر إلى حد كبير. إلا أن تقرير «فاو» حذر أيضاً من أن احتساب الفوائد الإجمالية لتراجع الأسعار إنما يتطلب أن يُوضع في الاعتبار التأثير على خفض دخل الُمزارعين.

هذا، والمرجح أيضاً أن انكماش هوامش الدخل في حالة المزارعين بالمناطق الريفية سيحدّ من الاستثمارات الزراعية، والتي ألقي اللوم لعدم كفايتها سابقاً على الارتفاع الحاد للأسعار خلال العقد الماضي. ويمكن أن يتطلب انخفاض العوائد أيضاً توفير حوافز لزيادة الاستثمار في الزراعة والخدمات الاقتصادية الريفية وخصوصاً الائتمان، والطرق، ومرافق التخزين.

تراجع تدفقات التجارة

وبينما يتواصل الإنتاج العالمي قوياً ولا يزال المخزون مرتفعاً، يتجه حجم الحبوب المتداولة دولياً إلى الانخفاض وترجِّح التوقعات أن يبلغ الرصيد نحو 364 مليون طن في موسم 2015/ 2016 (تموز 2015 / آب 2016)، أي بانخفاض 2.9 في المئة عن الفترة السابقة.

أما ما يدفع بهذا الاتجاه الهبوطي فهو محصول القمح بالذات، على الأكثر بسبب انخفاض الواردات إلى آسيا – وبخاصة لدى إيران – ومن جانب بلدان شمال إفريقيا؛ وكذلك في حالة الحبوب الخشنة حيث تراجع الطلب في آسيا حتى وإن كان من المنتظر أن يزيد كل من قارتي إفريقيا وأوروبا وارداتها.