جاء سقوط تسوية الترقيات العسكرية ليثبت ان قوى التعطيل تمضي قدما في الدفع نحو فرض معادلة الشلل الكامل بدليل ان احتمالات عقد جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع تبخرت بالتزامن مع موعد احالة العميد شامل روكز اليوم على التقاعد وسط حديث عن اتجاه رئيس تكتل “التغيير والاصلاح” العماد ميشال عون الى اتخاذ مواقف تصعيدية في الساعات المقبلة سواء في الاجتماع الدوري للتكتل بعد ظهر اليوم أم في مقابلة تلفزيونية ستجرى معه مساء.
في غضون ذلك، استغربت مصادر بارزة في قوى 14 آذار عبر “النهار” ان تتوقف دورة المحاولات السياسية لاحداث الثغرة المطلوبة في جدار التعطيل على ترقب موقف تصعيدي عوني من هنا او تغطية لـ”حزب الله” لهذا التصعيد المنهجي من هناك.
وحملت على عون بشدة قائلة انه بلغ ذروة ما يمكنه القيام به من خلال ارتضائه لنفسه دور التعطيل المطلق بالاصالة عن طموحاته الشخصية والعائلية وبالوكالة عن السياسات المحورية الاقليمية لحليفه “حزب الله” بدليل تصاعد النغمة الجديدة التي تشي برهانات الفريقين الحليفين على التدخل الروسي في سوريا.
واذ تحدثت هذه المصادر عن تسرع وتبسيط يكتنفان هذه الرهانات، تساءلت بسخرية “هل يظن الحليفان فعلا ان فلاديمير بوتين جاء بطيرانه الحربي الى سوريا لفرض رئيس للبنان موال للنظام السوري المتهالك؟ ام تراهما سيتمكنان فعلا من اقناع اللبنانيين بان بوتين جاء لكسر 14 آذار كهدف استراتيجي له؟”.
وأشارت المصادر إلى ان الحليفين يغطيان لعبة التعطيل التي يتناوبان عليها بازدواجية بل في تناقض في الخطاب السياسي. ففي حين لا ينفي العماد عون انه يعطل المؤسسات ولو برر ذلك بدوافع معروفة يدأب على تكرارها، ينبري في المقابل “حزب الله” الى تحميل قوى 14 آذار تبعة هذا التعطيل الذي يعترف عون به جهارا وبصراحة تامة.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة “اللواء” أن الأنظار مشدودة إلى ما سيقوله العماد ميشال عون اليوم سياسياً، بعدما اكتفى في تظاهرته أمام القصر الجمهوري ملامسة أبوابه، من دون أن يعلق شيئاً على مستوى التوقعات، سواء بالنسبة إلى وضع وزارته في الحكومة، أو من الحوار، أو حتى من اتفاق الطائف، علماً أن مسألة سحب وزرائه من الحكومة من شأنها أن تريح خصومه الذين يطالبون الرئيس تمام سلام بالخروج من تردده والدعوة إلى عقد جلسات فورية للحكومة للتصدي للمسائل المعيشية والحياتية للمواطنين، على حدّ ما جاء في بيان حزب الكتائب أمس.
وتعتقد المصادر القريبة من السراي أن التصعيد حاصل وبات أمراً محققاً من خلال التعطيل الذي يمارسه عون من خلال منع الحكومة من الانعقاد وبالتالي فإن سحب الوزراء سيكون لمصلحة خصومه، في حين أن تجاهل عون ومعه حزب الله يعتبر نوعاً من مغامرة قد تكون نتائجها غير محسوبة على البلد.
أما مصادر الرابية، فتوقعت ألا يخرج عون عن سياق المواقف التي أعلنها أخيراً، لكنها لفتت إلى أن المقابلة التلفزيونية المفتوحة مع عون ستشكل مناسبة له للإجابة على أسئلة تتصل بالوضع الحكومي والانتخابات الرئاسية والحوار وإفشال مسعى ترقيات الضباط، نافية وجود إتجاه نحو التصعيد إلا في إطار شرح المواقف التي يتمسك بها”.
وأفادت بأن أي لقاء محتمل بين عون والنائب وليد جنبلاط وارد في أي لحظة، وهو يأتي في سياق التواصل الدائم بينهما، مذكّرة بأن النائب جنبلاط الموجود حالياً خارج البلاد كان يؤيّد مسعى الترقيات لإفساح المجال أمام استئناف العمل الحكومي والتشريعي.
بدورها، تحدثت “الأنباء” الكويتية عن زيارة محتملة للنائب وليد جنبلاط إلى الرابية.