فرضت «عاصفة السوخوي» جهوزية أمنية في الداخل اللبناني، تحسباً لأية أعمال إرهابية يمكن أن تلجأ اليها بعض المجموعات الإرهابية لإرباك الساحة الداخلية، وذلك بالتزامن مع نصائح تلقتها مراجع رسمية لبنانية من بعض «أصدقاء لبنان» برفع مستوى الحذر في هذه المرحلة.
في هذا السياق، يأتي «الجهد الأمني» المكثّف للمؤسسات العسكرية والأمنية بإلقاء القبض على عشرات المتورطين مع المجموعات الإرهابية، وبينهم، أمس، أحد أبرز أفراد «جبهة النصرة» المدعو ابراهيم مطاوع الذي القى الجيش القبض عليه في عرسال، فيما نجح الأمن العام بإلقاء القبض على أحد المنتمين الى «داعش» قبل مغادرته مطار بيروت باتجاه تركيا.
في السياق نفسه، تأتي جهوزية الوحدات العسكرية في الداخل وعلى الحدود اللبنانية السورية، واستهداف تجمّعات المسلحين، وإيقاع قتلى في صفوفهم، وبينهم قيادي في «جبهة النصرة» من آل التلي، وهو قريب امير «النصرة» في القلمون ابو مالك التلي، بحسب ما اكد مرجع امني لـ «السفير».
هذه الجهوزية، لطالما اكد عليها قائد الجيش العماد جان قهوجي، بوصفها تترجم قرار القيادة العسكرية بالاستمرار في مواجهة الارهاب والانتصار عليه مهما كلف ذلك من تضحيات، «فقرار الجيش حاسم: لا تهاون مع الارهاب، ومع كل ما من شأنه ان يزعزع الاستقرار ويعرّض مسيرة السلم الأهلي للخطر».
بالتزامن مع ذلك، عزز «حزب الله» الاجراءات الامنية الاحترازية في مناطق لبنانية معينة أبرزها الضاحية الجنوبية، وذلك في موازاة انخراطه الأوسع من نوعه في الحرب السورية، حيث بادر الحزب في الايام القليلة الماضية الى نقل آلاف من المقاتلين «عاليي التدريب والتجهيز والخبرة القتالية»، من لبنان نحو «الشمال الادلبي»، في سياق معركة يعول عليها الجيش السوري وحلفاؤه لاسترداد ادلب وجسر الشغور وحلب وإقفال الحدود السورية مع تركيا.
وتبعا لذلك، استبعد مرجع أمني واسع الاطلاع، اقتراب «عاصفة السوخوي» من الحدود اللبنانية، وقال إن الروس يعطون أولوية لحماية الساحل السوري ودمشق ولتكثيف الضغط على المجموعات الارهابية قرب الحدود التركية والعراقية، ولم يستبعد توسيع نطاق الضربات الجوية لكن ليس في المدى القريب.
واذا كانت الانجازات العسكرية التي حققها «حزب الله» والجيش السوري في جرود عرسال والقلمون والزبداني، وكذلك انجازات الجيش اللبناني على الحدود، قد اسقطت «الامارة التكفيرية» امتدادا من القلمون وصولا الى البحر والشمال اللبناني، فإن الخطر بحسب مرجع امني، لا يزال قائما في جرود عرسال والقلمون في مواجهة «داعش» و«جبهة النصرة».
الا ان هذا الخطر الكامن، وفق المرجع نفسه، «ليس بالقوة التي كان عليها قبل بدء معركة اجتثاثه في جرود عرسال والقلمون والزبداني، وبالتالي يبقى بلا فعالية وقابلا للاحتواء وربما الانهيار في أي ظرف، كونه اصبح بين فكي كماشة، فمن جهة «حزب الله» والجيش السوري، ومن جهة ثانية «عاصفة السوخوي» التي يبدو انها فرضت على المجموعات الإرهابية نقل بعض مجموعاتها من جرود القلمون لتعزيز الشمال الادلبي.
ويقول مصدر أمني معني: «عندما تضرب رأس الأفعى يصبح من السهل ضرب الذنب، ومن هنا جاءت مبادرة «حزب الله» لإرسال الاف المقاتلين الى الشمال الادلبي، وهم يشاركون في القتال للمرة الأولى، واما الهدف الاساس في هذه المعركة، فهو استرداد ادلب والمحيط، وهذا انتصار معنوي كبير للجيش السوري، والأهم في كل ذلك، هو استرداد جسر الشغور سريعا، كونها تشكل نقطة استراتيجية شديدة الاهمية بوصفها عقدة مواصلات الى اللاذقية وحماه وادلب وخط حماه ـ حلب».
هنا ينبري السؤال التالي، امام هذا الواقع القتالي الجديد، هل سيكون لبنان على موعد مع موجة نزوح سورية جديدة؟
تستبعد مراجع رسمية ذلك «لأن المناطق الساخنة حاليا بعيدة عن الحدود اللبنانية، وبالتالي فإن النزوح السوري المحتمل، سيذهب بكليّته نحو تركيا مباشرة، وأما في اتجاه لبنان.. فسيكون محدودا».
وأبلغ مرجع امني «السفير» أن تطورات الميدان السوري، فرضت رفع الجهوزية العسكرية والامنية للجيش اللبناني على امتداد الحدود اللبنانية السورية وكل نقاط انتشار الوحدات العسكرية في الداخل.
ولفت المرجع الانتباه الى تحركات مريبة تقوم بها المجموعات الإرهابية في بعض النقاط الحدودية، عزّزت الخشية من أن تقدم على تنفيذ اعمال ارهابية في الداخل اللبناني تزامنا مع الضربات الجوية الروسية.
وبحسب المرجع نفسه، فإن تلك التحركات تجلت في عودة المجموعات الإرهابية الى استهداف بعض النقاط العسكرية الامامية بمدفعية الهاون، ومن مسافة بين أربعة الى خمسة كيلومترات، وأدت الى اصابة بعض العسكريين بجروح طفيفة، وقد رد الجيش بقصف عنيف لنقاط تجمع تلك المجموعات. وكذلك في محاولة ادخال مواد متفجرة الى الداخل اللبناني، وقد احبطها الجيش بعد ضبط سيارة «بيك آب» كانت تنقل المتفجرات من الجرود الى بلدة عرسال.كما تزامنت مع تفجير العبوة الناسفة قبل ايام قرب شتورا اثناء مرور حافلة ركاب على متنها عناصر حزبية متوجهة نحو الاراضي السورية.
وكشف المرجع عن إحباط محاولات بعض العناصر الإرهابية الانتقال من لبنان الى سوريا عبر شبعا، بعد تلقيهم اوامر عاجلة من امرائهم بالتوجه الى سوريا «لقتال الروس»!