تبدي أوساط سياحية الكثير من القلق على القطاع السياحي في لبنان، خصوصاً وأنَّ 505 أيام مرَّت وكرسي بعبدا الرئاسية شاغرة، فيما تتشظى الأزمات الواحدة تلو الأخرى، على وقع طبول الحروب الاقليمية من جهة، وعلى ايقاع الحراك المدني الذي استهدف أهم مركز استقطاب سياحي في الوسط التجاري في العاصمة. فهذا الحراك استهدف فندق «لو غراي»، وهو ما شكّل صورة سلبية بانتقاله من المطالب السلمية الى «الثأر» من المعالم السياحية أو العمرانية، وكأنَّ قطار الإصلاحات المطلوبة عليه أن يدوس في طريقه كل ما تمَّ إنجازه عقب الحرب اللبنانية.
رغم كل هذا، لا يزال وزير السياحة ميشال فرعون «متفائلاً»، وإن بحذر، ويتوقع «مشاريع استثمارية كثيرة تنهي الحلقة المفرغة سياسياً، واستتباب الوضع السياحي».
أضاف فرعون في لقاء معهُ في مكتبه بشارع الحمراء، والذي لا يبعد أكثر من كيلومتر واحد من وسط بيروت الذي شهد أعمال تخريب طالت عدداً من المحال التجارية وفندق «لو غراي»: «عموماً لا تراجع، هناك مؤشر ايجابي نسبي للقطاع ولا سيما في المناطق الريفية ولا سيما خلال شهر آب الفائت، رغم كل الأوضاع السياحية الضاغطة، وهنا نسجل للمجتمع المدني والبلديات والمنظمات غير الحكومية والمناطق حركة لافتة على صعيد المهرجانات في المناطق، حتى إن نسبة حركة الطيران كانت مرتفعة».
ومن حيث الحركة السياحية، يلاحظ أن حركة السياحة لا تزال مندفعة «إيجابياً«، وفقاً لاحصاءات وزارة السياحة اللبنانية. ففي كانون الثاني الماضي، زار لبنان نحو 90784 سائحاً أي بزيادة 22,65 في المئة مقارنة مع كانون الثاني 2014 حيث بلغ عدد الزوار 74019 سائحاً. وفي شباط، زاد عدد السياح 18,3 في المئة مقارنة مع شباط 2014، فـ27,6 في المئة في آذار 2015 مقارنة مع الشهر نفسه من العام 2014، فـ13,9 في المئة في نيسان، و12,5 في المئة في أيار مقارنة مع أيار 2014. كما زادت في حزيران الى 3,4 في المئة مقارنة مع حزيران 2014. اما في تموز، فزادت بنسبة 29,4 في المئة بالمقارنة مع تموز 2014، لتعود الى زيادة بنسبة 9,9 في المئة في آب الماضي حيثُ أمَّ لبنان نحو 1656 سائحاً مقارنة مع 1506 أموا لبنان في آب 2014.
وقال وزير السياحة «إن حركة السياح غير اللبنانيين زادت بنحو 16 في المئة، رغم أن أزمة النفايات قطعت أوصال الموسم السياحي ولا سيما ما بين عيد الأضحى والعطلة الصيفية، كما أن الايرادات المتأتية من السياحة لا تزال جيدة، ويمكن الاستدلال عليها من خلال حركة رواد المطاعم والباتيسيري والمقاهي خلال الصيف».
ولا ينفي وزير السياحة الارتدادات السلبية للحراك المدني والشعبي، على المؤسسات السياحية ولا سيما في وسط بيروت، والتي بدأت حراكها سلمياً إلا أنها اتجهت في ما بعد الى حركة عنفية من شأنها أن تؤذي قطاع السياحة، خصوصاً وأنَّ العنف طال القوى الأمنية والمجتمع المحلي، فالمؤسسات بطبعها ستتأثر سلباً، كما أن استثماراتها الموجودة تتوقف مع كل «نقزة» أمنية.
قراءة رقمية
بلغ عدد الوافدين للأشهر الثمانية الأولى من العام 2015، 1045737 زائراً. وبالمقارنة مع الأشهر الثمانية الأولى من العام 2014، يلاحظ تقدم بنسبة 16،56 في المئة. إذ بلغ عدد الوافدين الاجمالي 897106 زوار، وبلغ عدد الوافدين الاجمالي في شهر آب 2015، 165658 زائراً. علماً بأن عدد الوافدين لشهر آب 2014، بلغ 150650 زائراً.
وفي التفصيل لشهر آب 2015:
يأتي الوافدون من الدول الأوروبية في المرتبة الأولى 56844 زائرا وهم بالتفصيل: الفرنسيون 17342 زائراً، الالمان 10309 زوار، والبريطانيون 5434 زائراً.
وفي المرتبة الثانية الوافدون العرب حيث بلغ عددهم 53861 زائراً، وهم بالتفصيل: العراقيون 22245 زائراً، الأردنيون 8430 زائراً، والمصريون 8031 زائراً.
ويأتي الوافدون من قارة أميركا في المرتبة الثالثة وعددهم 29457 زائراً، وهم بالتفصيل: الولايات المتحدة 15424 زائراً، الكنديون 9718 زائراً، والبرازيليون 1743 زائراً.
يليهم في المرتبة الرابعة الوافدون من قارة آسيا وعددهم 9516 زائراً لا سيما منهم الايرانيون حيث بلغ عددهم 1600 زائر.
على صعيد آخر، تفقد فرعون فندق لوغراي في الوسط التجاري، الذي تعرض لاضرار من جراء اشتباكات الأسبوع الماضي، وقال «يتبين ان الالم والوجع موجود عند شباب الحراك وعند قوى الامن وعند المؤسسات التجارية وفندق لوغراي وفي النفوس. واعتقد ان القضية المحقة لحل موضوع النفايات او الكهرباء او الفساد وحظي الحراك بدعم الرأي العام في البداية ادى الى نتائج ايجابية وسرّع الحل عند الحكومة. اما اليوم فلاحظنا ان جوهر التحرك لم يعد فاعلا بعد عمليات التكسير التي حصلت على المؤسسات وعلى صورة لبنان».