أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الاتفاقات بين موسكو وأنقرة بشأن مشروع نقل الغاز الروسي إلى تركيا “السيل التركي” باقية.
وقال الوزير الروسي خلال كلمة في مجلس النواب الروسي (الدوما) يوم الأربعاء 14 أكتوبر/تشرين الأول: “الاتفاقات السياسية باقية. الرئيس أردوغان أكد ذلك للرئيس بوتين عندما كان في موسكو في الـ23 من سبتمبر/أيلول خلال افتتاح مسجد موسكو الكبير”.
وأوضح لافروف أنه قبل انتهاء الانتخابات التركية ليس لدى أحد التفويض لتوقيع الاتفاقية الحكومية المتعلقة بمشروع “السيل التركي” الذي يهدف إلى بناء خطوط أنابيب لنقل الغاز الروسي إلى تركيا عبر قاع البحر الأسود ومنها للحدود التركية اليونانية، حيث من المفترض أن يبنى مجمع للغاز عند الحدود التركية اليونانية، ما يسهل إمداد دول الاتحاد الأوروبي بالغاز الروسي.
هذا وتستعد تركيا لانتخابات برلمانية جديدة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، بعد التعثر في التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة جديدة، بعدما خسر حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ الحاكم خلال انتخابات يونيو/حزيران الماضي الأغلبية المطلقة في البرلمان للمرة الأولى منذ توليه الحكم.
ودعا لافروف إلى انتظار انتهاء الانتخابات وتشكيل الحكومة في تركيا ليتم توقيع الاتفاقية المتعلقة بـ “السيل التركي”.
إلى ذلك أكد وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي علي رضا ألابويون عدم وجود مشاكل تواجه التعاون بين روسيا وتركيا في مجال الطاقة، نافيا مسألة عزوف تركيا عن شراء الغاز الروسي.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أشار في وقت سابق إلى إمكانية إعادة النظر في مسألة شراء الغاز الروسي وبناء محطة الطاقة النووية “أكويو” في جنوب البلاد والتي تتألف من أربعة مفاعل بقدرة 1200 ميغاوات، وذلك بعد حادثة اختراق المقاتلات الروسية للأجواء التركية خلال العملية العسكرية التي تشنها روسيا ضد الإرهاب في سوريا.
وقال الوزير التركي لوكالة الأناضول التركية: “ليس لدينا مشاكل مع روسيا في مجال الطاقة. روسيا بالنسبة لنا مورد جيد، ونحن بالنسبة لروسيا مشتري جيد، حيث أن نحو 60% من احتياجاتنا من الغاز نحصل عليها من روسيا. نحن بأي حال لن نتخلى عن الغاز الروسي، وفي حال وجود صعوبات فإننا سنجد الحلول”.
وتركيا هي ثاني شريك تجاري لشركة الغاز الروسية “غازبروم” بعد ألمانيا، وقامت الشركة خلال العام الماضي بتوريد نحو 27.4 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى تركيا، ما يعادل نحو 60% من استهلاكها من الغاز.
ويتم تصدير الغاز الروسي إلى تركيا حاليا عبر خط أنابيب الغاز “السيل الأزرق” والذي هو خط بحري يمر عبر قاع البحر الأسود من روسيا إلى تركيا مباشرة.