وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الاتهامات التي وجهت إلى بلاده في قضية “خلية العبدلي” في حديث لصحيفة “الراي” الكويتية بأنها “مشبوهة لأنها جاءت بعد الاتفاق النووي مع مجموعة 5+1″، معتبراً “أمن الكويت من امن ايران”، مشيداً في الوقت نفسه بالدور الكبير الذي اضطلع به سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح خلال الحادث المؤسف الذي حصل للحجاج الايرانيين في منى، ومضيفا أنه “يحدونا الامل بأن تستمر العلاقات التاريخية الطيبة بين البلدين ومع سمو أمير الكويت”.
وعن افاق العلاقات بين طهران والرياض، أوضح ظريف: “نحن بحاجة الى المزيد من النشاط الاعلامي في الساحة العربية، فهناك تضليل للرأي العام ضدنا، وما يهمنا في هذا السياق هو الخطر الدائم الذي يهدد ايران والسعودية والعراق، ولا بد من التأكيد بأن أمن السعودية يعتبر مهمًا بالنسبة لنا، ونتمنى على اصدقائنا في المملكة ادراك هذه الحقيقة”.
وأضاف: “نحن نعتقد بأنه كلما اسرعنا في الالتقاء فإنه يمكن مواجهة الخطر، ونحن من جانبنا مستعدون لمد يد العون لكل الاشقاء والاصدقاء في مكافحة الارهاب، وهذا ليس شعارًا بل انه يأتي في اطار المصلحة والامن للجميع”.
وفي شأن ترتيب قضايا المنطقة ضمن الاتفاق النووي بين ايران والقوى الكبرى، قال الوزير الإيراني: “نحن أكدنا ونؤكد بأنه لم يحصل أي اتفاق بخصوص قضايا المنطقة مع مجموعة 5+1 ضمن الاتفاق النووي، ومع الأسف ان الكثيرين كانوا يعتقدون ان معالجة المسألة النووية سوف تمهد لنا الدخول مع الاميركيين في صفقة ضد جيراننا، في حين انه ليس هنالك اي اتفاق سري مع مجموعة 5+1 حول قضايا المنطقة. اما بخصوص الاتفاق النووي حول برنامجنا النووي، ومدته 15 عاما، فانه يسمح لنا بالوصول الى مرحلة التخصيب الصناعي وتوفير الوقود النووي لمحطة بوشهر. وعلى العموم فاننا نعتبر ان الحوار هو السبيل الانجع لمعالجة كل القضايا العالقة”.
وبشأن الاتفاق الحاصل بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، صرح ظريف بان “البروتوكول الموقع بين طهران والوكالة الدولية يعتبر وثيقة سرية، وهو ليس للنشر، وانه امر يخصنا والوكالة الدولية، ومحوره هو كيفية تسوية القضايا العالقة خلال الاسابيع التي تلت التوقيع على هذه الوثيقة، ومن مؤشرات تنفيذ هذا البروتوكول، الزيارة التي قام بها مدير عام الوكالة يوكيا امانو للمنشآت النووية الايرانية، ووفقا للاتفاق فان هذه القضايا لابد ان تكون سرية، والوكالة لم تعلن شيئا عن تفاصيلها ونحن نفعل الامر نفسه”.
وبخصوص تأثيرات الاتفاق النووي على قضايا المنطقة، والرؤية الايرانية للتدخل الروسي في سورية، اوضح ظريف: “نحن نعتبر الاتفاق النووي، نصرا للجميع في المنطقة، وفي ما يتعلق بروسيا، فاننا كنا نعتقد بانه سيكون هنالك اتحاد وتنسيق حقيقي لدى بلدان العالم لمواجهة خطر داعش ومكافحة الارهاب الا ان هذا الامر لم يتحقق. أما بالنسبة لسورية، فنحن اعلنا مرارا بان الحل في هذا البلد او في اليمن والبحرين واي دولة اخرى هو سياسي. وفي هذا الاطار قدمنا اقتراحات تقوم على اسس احترام ارادة الشعوب وجمعها الى طاولة الحوار، ونعتقد ان كل الازمات الراهنة يمكن للدول الاقليمية التوسط لايجاد الحلول السياسية لها، ونرى بانه لايمكن تسوية هذه الازمات من خلال الخيار العسكري وفرض الشروط”.
وردا على سؤال حول ما الذي تريده ايران من العرب بعد أن اخذت سوريا والعراق ولبنان والجزر الثلاث؟ اوضح ظريف:”نعتقد أن السعودية، مستهدفة من داعش والارهاب، ونحن نتطلع لتطوير الصداقة والمودة مع اصدقائنا السعوديين، واصدقاؤنا العرب الذين دعموا صدام خلال 8 سنوات من حربه ضد ايران وقاموا بتجهيزه، يعرفون جيدا باننا لم نطالبهم بشيء مقابل دعمهم لصدام في تلك الحرب، ولم نطالبهم بالمجيء لبناء الثقة معنا ولم نظلمهم حتى اليوم، والشعب الذي تعرض للظلم هو الشعب الايراني، الذي قصف بالاسلحة الكيمياوية خلال 8 سنوات، واصدقاؤنا العرب هم الذين يذهبون الى اميركا لعرقلة الاتفاق النووي، ونحن لم نكن مستعدين للحوار مع اميركا، وكنا ندعو للحوار مع اصدقائنا العرب. وانا اطمأنكم انه كان بامكاننا معالجة الازمة النووية خلال اسبوعين. نحن والعرب في المنطقة في سفينة واحدة، ولا توجد لدى ايران سفينة تخصها وسفينة اخرى تخصكم، نحن في سفينة واحدة واذا اصابها شيء فاننا سنغرق معا، ولا احد ينقذنا، وكلهم سيقفون على الشاطئ ويصفقون، وهذا الامر يحتم علينا الالتقاء والنظر للمستقبل المشترك. وانا ادعو الاصدقاء العرب الى النظر لهذا المبدأ وهو ان مستقبلنا واحد، وان ادركوا ذلك واطمأنوا، فان ايران الى جانبهم وستساعدهم في الوصول الى بر الامان، وخلق منطقة امنة ومستقرة. واذا لم يدركوا هذا المبدأ فاننا سنبقى متمسكين بهذا الموقف”.
نحن نرى”بأن حواراً جاداً قد يوصلنا الى حقيقة وهي انه اذا استطاعت إيران القوية والقريبة التوصل الى اتفاق مع دول كبرى بعيدة، فكيف لا نستطيع التوصل الى اتفاق مع اخواننا العرب. وانا تحدثت عن هذه المبادئ في الصحف العربية، وكتبت في جريدة الشرق الاوسط، وهذا يؤشر الى عمق الاهمية التي نوليها لهذا الامر”.