شدد وزير الإتصالات بطرس حرب على “ضرورة مواجهة الأخطار عبر الأنترنت والتصدي لها لما لها من تأثير خصوصا على الأطفال”. وتقدم “بثلاث توصيات باسم لبنان في المؤتمر الدولي للاتصالات في بودابست”، داعيا إلى “اعتمادها، وهي: حيادية الشبكة، التعاطي العادل مع كل مستخدمي شبكة الأنترنت والبيانات الكبيرة (Big Data) واحترام الخصوصية”.
وكان الوزير حرب رأس وفد لبنان الذي ضم المدير العام للاستثمار والصيانة رئيس مجلس الإدارة المدير العام لهيئة أوجيرو عبد المنعم يوسف، المدير العام للانشاء والتجهيز ناجي أندراوس، رئيس هيئة مالكي الخليوي جيلبير نجار وعدد من مستشاري الوزير المهندسين والتقنيين.
وفي الإجتماع الوزاري الذي عقد برئاسة الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات هولين زاهو، ألقى الوزير حرب كلمة جاء فيها:
“بداية أود أن أشكر الإتحاد الدولي للاتصالات والدولة المضيفة هنغاريا على كرم الضيافة وحسن التنظيم.إن هذا المؤتمر هو مناسبة للقاء وتبادل الخبرات لمواجهة تحديات تكنولوجيا الإتصال والمعلومات على المستوى الدولي”.
اضاف: “يواجه لبنان والشرق الأوسط مشاكل سياسية وأمنية عديدة، وفي هذا الوضع السياسي الصعب نرفض العودة إلى الوراء.لقد أطلقنا في أول تموز الفائت خطة الإتصالات في لبنان بعنوان رؤية الرقمية – لبنان 2020، وهي خطة خمسية لتغطية لبنان بكامله بخدمة الألياف الضوئية في حلول الـ 2020، وهذه الخطة الستراتيجية سيتيح لقطاع الإتصالات في لبنان تقليص الفجوة الرقمية من خلال تمكين المواطنين من الإستفادة من العالم الرقمي أينما كانوا في المدن والقرى والأرياف، وهذا ما يسمح لمجتمعنا تنشيط مؤسساته المتوسطة والصغيرة، ويساهم في صناعة النهضة الرقمية، كما يدفع عجلة الإقتصاد اللبناني باتجاه تصدير الخدمات الرقمية، إلى العالم لا أن يبقى مستهلكا لها”.
وتابع: “في عالم حيث يتوفر للمرء كل شيء في أي وقت وفي كل مكان، تبرز الهواجس ويصبح محتما على الحكومات التنسيق والتعاون مع القطاع الخاص في قضايا الأمن وخصوصية المعلومات والإرهاب والإنتهاكات السيبرانية. لذلك أرى من الضروري إطلاعكم على آخر مقررات مجلس وزراء الإتصالات العرب في جامعة الدول العربية الذي ترأسته منذ نحو 10 أيام في القاهرة حيث توصلنا إلى محاور رئيسية، وهي:
1 – إنشاء شبكة هيئة منظمة عربية لتمثل الدول العربية في الإتحاد الدولي للاتصالات.
2 – تبني الإقتراح اللبناني بتشكيل شبكة عربية رائدة لتبادل الأنترنت لتحفيز نمو حركة الأنترنت ونوعية الخدمة في المنطقة العربية.
3 – تأسيس مراكز للتدريب ودعم المهارات في مجال تكنوجيا الإتصال والمعلومات في العالم العربي وذلك من أجل تحفيز تبادل المعرفة.
4 – تأكيد وتعزيز دور جيل الشباب من أجل الدفع بالإقتصاد وصناعة تكنولوجيا الإتصال والمعلومات.
5 – تسهيل ولوج ذوي الإحتياجات إلى التكنولوجيا وتمكينهم من المساهمة في ابتكار وتنمية تكنوجيا الإتصال والمعلومات.
6 – تطوير وتحفيز الإستراتيجيات في محاربة الإنتهاكات والسرقات السيبرانية وكل أشكال الإعتداءات عبر الأنترنت ضد الأطفال.
7 – خلق قاعدة مشتركة لأصحاب المنفعة والمصلحة بين المنظمين والمشغلين وصناعة الأنترنت لمناقشة استعمال التطبيقات التي تخرج عن الخدمات التقنية والقانونية التي تقدمها شبكات الوزارة والمعروفة بخدمات OTT وتأثيرها الإقتصادي.
8 – اعتماد مخطط المبادرة العربية لحوكمة الأنترنت والذي سيقدم إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة المنعقدة على المستوى الرفيع للقمة العالمية لمجتمع المعلومات التي ستعقد خلال شهر كانون الأول المقبل.
9 – إقرار اقتراح لبنان، بإعادة هيكلة مجلس وزراء الإتصالات العرب لضم أصحاب المنفعة في القطاع الخاص العاملين في مجال تكنوجيا الإتصال والمعلومات ليصبحوا أعضاء جدد مشاركين في أعمال هذا المجلس”.
وتابع حرب: “أصدقائي في عالم تكنولوجيا الإتصال والمعلومات،إننا نشهد تحولا حقيقيا إلى عالم مكتمل التواصل، ونحن مدركون أن مسؤولياتنا في هذا التحول تكمن في خلق التوازن الحقيقي بين القواعد والتنظيمات والإلتزامات التي ترعى الأرباح الإقتصادية والإجتماعية لمواجهة الفوضى والفشل. إن دور الإتحاد الدولي للاتصالات في هذا العالم الجديد هو أساسي. وإننا نرحب بمبادرات الإتحاد الدولي للاتصالات وندعم أعماله في اتجاه عالم تواصل منظم بشكل جيد، آخذين في الإعتبار كل الصعوبات والإهتمامات التي تنشأ التي تواحهها الحكومات والشعوب في العالم كله”.
وقال: “في الواقع، إن انعكاسات كل أشكال الإنتهاكات عبر الأنترنت تعرض النسيج الإجتماعي للأخطار. ولهذه الأسباب نود أن نوصي مؤتمركم الموقر لاعتماد ثلاث توصيات التي من شأنها معالجة الإهتمامات الآتية:
I – حيادية الشبكة: التعاطي العادل مع كل مستخدمي شبكة الأنترنت.
II- توفير ولوج كل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى المعطيات المفتوحة (Open Data) من خلال وضع القواعد والضوابط القانونية الضرورية لذلك.
III- البيانات الكبيرة (Big Data) واحترام الخصوصية: كيفية استخدام هذا الكنز الهام من المعلومات مع الحفاظ على أمنها وخصوصيتها”.
وختم الوزير حرب كلمته بالدعوة إلى “مواجهة هذه التحديات بحزم وحكمة، ما يفرض على الإتحاد أن يعمل باتجاه تطوير الحلول المناسبة ويلعب دوره كهيئة دولية منظمة للاتصالات. إني أرحب وأدعم هذه المحاولات والمساعي آخذا بالإعتبار مدى انعكاسها العميق الحاصل على مجتمعنا التقني، كما دعا للمؤتمر بالنجاح”.