Site icon IMLebanon

هل يزور جنبلاط طهران؟

 

ترك لقاء الملك سلمان بن عبدالعزيز للنائب وليد جنبلاط ونجله تيمور والوزير وائل ابوفاعور اصداء ايجابية بالغة في بيروت استنادا الى المعطيات المتوافرة عن الارتياح الملحوظ الذي لمسه زوار خادم الحرمين الشريفين لديه خلال تناوله شؤون المنطقة وضمنها لبنان.

ويذكر ان هذا اللقاء هو الاول لجنبلاط على مستوى خادم الحرمين منذ اربع سنوات، وتقول مصادر متابعة لصحيفة “الأنباء” الكويتية ان الملك سلمان افضى جوا من الالفة على اللقاء، خصوصا حيال تيمور جنبلاط الذي بدأ يتدرج على دروب الزعامة الجنبلاطية في لبنان برعاية والده.

وأتت زيارة جنبلاط للمملكة بعد سلسلة مواقف حاسمة له في دعم الخيار العربي القومي والوطني، سواء في سورية والعراق واليمن، بوجه التحالف الروسي ـ الايراني وامتداداتهما في المنطقة، الى جانب موقفه الوسطي من ازمة لبنان الداخلية التي اخذت حيزا من الاهتمام.

وذكرت المصادر لـ«الأنباء» ان جنبلاط تلقى دعوات لزيارة عواصم اخرى منها طهران، لكنه بانتظار جواب على مبرر وجود ايران في اليمن، حيث عمق الجزيرة العربية، والذي يعتبره وجودا غير مقبول في حين يمكن التفاهم بخصوص ما يوصف بالمصالح الايرانية في العراق وسورية وحتى في اليمن، عبر تنظيم الخلافات من ضمن الوحدة الوطنية والهوية العربية لهذه البلدان.

بدورها، اشارت أوساط سياسية متابعة لصحيفة “الجمهورية” الى ان التموضع الوسطي للنائب وليد جنبلاط كان له المساهمة الكبرى في التبريد السياسي، لأن رئيس “الاشتراكي” حالَ دون ترجيح كفّة فريق على آخر على المستويين النيابي والحكومي، الأمر الذي أدّى إلى تهدئة اللعبة السياسية.

واستبعدت الأوساط أيّ تغيير في السياسة الجنبلاطية بشقّها اللبناني، ليس فقط حِرصاً منه على وضعه ودوره وأمنه، إنّما لأنّ السياسة السعودية-الإيرانية التي تختلف على كلّ شيء اتفقت على تحييد لبنان، ولا إرادة لدى الرياض وطهران في إعادة النظر في هذه السياسة أقلّه في المدى المنظور، وبالتالي الاستقرار مرشّح للاستمرار في ظلّ الحوار الثنائي بين “المستقبل” و”حزب الله”، كما الحوار الجامع.

وإذا كانت مواقف جنبلاط بالشق السوري قريبة أساساً من “المستقبل” وبعيدة من الحزب، فإنّ اقترابها في لبنان أكثر من الفريق الأوّل لن يصل إلى حدّ المساهمة في قلب ميزان القوى الداخلي الذي أرسى الاستقرار في هذه المرحلة، وبالتالي، السؤال الذي يطرح نفسه: ما الدور الذي يلعبه جنبلاط بعد عودته من السعودية؟

وفي هذا السياق رجّحت الأوساط أن يتّكئ جنبلاط على زيارته السعودية لتعزيز دوره الوسطي وليس الخروج من وسطيته، ما يعني توقّع مزيد من المبادرات التي تساهم في إرساء التسويات وتطويق الأزمات، على غرار دوره الأخير في التسوية الحكومية.

فلا أدوار في المرحلة الحاليّة خارج التفاهم السعودي-الإيراني والسنّي-الشيعي على إبقاء لبنان بمنأى عن الساحات العربية المشتعلة، وبالتالي يرجّح أن يكون جنبلاط قد دخل على خط التفاهم السعودي-الإيراني.

من جهتها، تحدثت مصادر مطلعة على أجواء المختارة قبل زيارة السعودية لصحيفة “اللواء”، عن أن النائب وليد جنبلاط يتحرك انطلاقاً من هواجس لديه بأن تداعيات الحرب في سوريا لها تأثيرات سلبية جداً على وضع الأقليات غير المنخرطة في الحرب في سوريا، والتي زادت مخاطرها بعد التدخل العسكري الروسي في سوريا.

إلى ذلك، وصفت أوساط النائب وليد جنبلاط نتائج زيارة السعودية بأنها كانت جيدة، وقالت لصحيفة “السفير” إن جنبلاط أعرب أمام الملك سلمان بن عبد العزيز عن حرصه المستمر على استمرار أفضل العلاقات بينه وبين القيادة السعودية.