IMLebanon

موسم الجوز في إهدن الى تراجع والمزارعون عزوا السبب الى التقلب المناخي

walnut

حسناء سعادة

مع مطلع تشرين الاول، يعمد المزارعون في اهدن الى جني موسم الجوز الذي لم يكن على قدر التطلعات هذه السنة، فالحبات كبيرة انما الكمية قليلة، اذ ان الشجرة التي كانت تنتج نحو خمسة الاف جوزة تراجع انتاجها الى النصف تقريبا.

ويعتبر البعض ان الاحتباس الحراري هو السبب في تراجع، ليس موسم الجوز فقط، انما معظم المواسم المثمرة، ناهيك عن التقلبات في المناخ التي لم توفر اشجار الجوز في اهدن التي يعتمد العديد من مزارعيها على هذا الموسم الذي لا يحتاج الى عناية فائقة بل الى بعض التقليم والرش، ما يعني ان التكلفة ضئيلة والربح وفير باستثناء هذه السنة حيث تقول لبيبة كعدي انها في السنة الماضية جنت من شجرة جوز واحدة نحو 1500 حبة، اما هذه السنة فبالكاد وصل المحصول الى اربعمئة.

ابو يوسف بدوره يعتمد على خمس اشجار جوز في بستانه للكرز والتفاح، ويؤكد ان موسم الجوز يسمح له بالعناية بالبستان مع فائض مادي، الا انه هذه السنة بالكاد تمكن من بيع الف جوزة بسعر عشرين الف لكل مئة حبة، كون الثمار بحجم كبير بسبب عدم الوفرة.

من جهته محسن فرنجية فوجئ بنوعية موسم الجوز هذه السنة، لافتا الى ان الحبات اكبر من المعتاد انما الكميات قليلة، وانه لن يتمكن من بيع محصوله هذه السنة اذ لا يكفي مونة عائلته، كاشفا انه في الماضي القريب كان يجني نحو 3 ملايين ليرة من اشجار الجوز لديه.

لموسم الجوز نكهة خاصة في اهدن، حيث يتم الفرط بالعونة، اذ تتساعد العائلة والجيران على جني المحصول الذي ينتظره الصغار قبل الكبار، وتتوزع المهام بين من يفرط او يقطف او يجمع في اكياس لتباع في السوق المحلية، مع تنوع الاقبال عليها، فهناك من يشتري الجوز الاخضر، وهناك من يفضله يابسا، الا ان حبة جوز لا تكسد في اهدن، بل هناك ارتفاع الطلب على حساب العرض بفعل تراجع الاراضي المزروعة بهذه الشجرة التي كانت في الماضي القديم تسور اهدن من مختلف جوانبها، حتى ان هناك شوارع سميت على اسمها كشارع “جوزات ابو سعدى”.

ويشير بعض المزارعين الى ان العديد منهم كان يتمكن من تأمين اقساط اولاده المدرسية بفضل موسم الجوز، الا ان هذه السنة الموسم في ادنى مستوياته فيما الطلب كبير، ويلفتون الى ان الجوز بات يباع بالكيلوغرام فيما كان يباع في السنة الماضية بالحبات، حيث يتراوح سعر المئة حبة بين عشرة الاف وخمس عشرة الفا حسب النوعية والجودة، ويكشفون ان بعض محبي الجوز يشترونه اخضر ويكدسونه في الثلاجة ليستمتعوا بطعمه في الشتاء اذ يبقى على حاله.

لا يعاني موسم الجوز في اهدن من التراجع فقط، انما من مرض دودة الجوز التي استفحلت في بعض الاشجار ولم ينفع معها الرش، فيما يعتبر المزارع الياس دويهي ان السبب في استفحالها هو التقلب المناخي والحرارة الشديدة التي ضربت لبنان هذه السنة مع قلة مياه الري المترافقة مع المفهوم الخاطئ لدى بعض المزارعين بان الجوز لا يحب الماء.